بابلو سعيدة
الحوار المتمدن-العدد: 4685 - 2015 / 1 / 8 - 08:11
المحور:
الادب والفن
اللوحة الاخيرة ليست العشاء الرباني للسيّد يسوع مع تلاميذه او لوحة الموناليزا للفنان ليوناردو دافنتشي إنّها لوحة تراجيديّة لظرفيّة تاريخيّة انتجها العقل الشرقي الذي يفضّل الذكر على الانثى اعتقاداً منه انّ الله خلق الناس درجات ودليله على ذلك اختلاف اصابع اليدين إنّها مختلفة في الشكل ومتساوية في الوظيفة العضويّة .وبطلا القصّة هما الأم فاطمة وطفلتها " مها " وقد سالت (( فاطمة ، الممرضة بلا وعي منها إن كانت أصابع اليدين تُزهر أجابت الممرضة على عجل : نعم تُزهر مصائباً وهموماً واقتنعت فاطمة بعد تفكير عميق انّ اصابع البنات تُزهر عِلْماً وادباً وامومة والطفلة كانت مغرمة بالخربشة على الجدران والاوراق. وراحت فاطمة تحذّر طفلتها من تشويه الجدران وتوسيخها وتهددها بانّها ستمزّق اوراقها وتكسر أقلامها إذا استمرّت في الخربشة اللامجدية . كانت" مها " ترسم صوراً غريبة واشجاراً طائرة وانهاراً تستطيل مياهها منها تنانين وفتياناً بأجنحة وأذيالٍ وصارت تخرج من بين اوراق الاشجار اطفالاً بدل الثمار ومن الينابيع أسماكاً وقوارباً وصيّادين بدل الماء )) لقد جعلت مخيّلة فايزة من الطفلة " مها " مهندسة من الطراز الاوّل .هكذا فعل العالم والفنان ليوناردو دافنتشي عندما هندس طائرات ودبابات ومدافع وهاوُنات وصواريخ افتراضيّة ولكن بقيت انامله ... سليمة .
(( ووحدها عصا فاطمة الغليظة اعادت سوزانا إلى العالم الأرضي ، وذلك حين انهالت على الاصابع الرشيقة وكأنها صخرة مسننة، حيث استطاعت بثلاث ضربات من تلك العصا ان تدمي الاصابع الطريّة . وتكوّن اللوحة الأخيرة ... بالدم )) .
وعاشت الام ايّاماً سوداوية قاتلة وأزمة نفسيّة حادّة نتيجة فعلها الشنيع مع سوزانا عندما علمت متأخرة أنّ ابنتها مهندسة فنون من الطراز الاوّل في الإزهار وليس لها مثيلاً (( وراحت الام تبحث عن طفلتها ولم تعثر لها على اثر ثُمّ سمعت وقع خطواتها الصغيرة وقبل أن تهرع لاحتضانها مدّت " مها " أصابعها المدمّاة وقالت لامّها : لقد فقَدَت أصابعي القدرة على الإزهار . ومنذ اليوم ... سأكون ... كما تريدين )) طوع إرادتك .
#بابلو_سعيدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟