أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودة إسماعيلي - من أين تحصل داعش على المال ؟ وكيف تغري الملتحقين ؟














المزيد.....

من أين تحصل داعش على المال ؟ وكيف تغري الملتحقين ؟


حمودة إسماعيلي

الحوار المتمدن-العدد: 4683 - 2015 / 1 / 6 - 14:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يمكن لأي نظام ـ بعيداً عن التأثير الأيديولوجي ـ أن يستمر دون دعم عسكري، وحسب فكرة حنة أرندت Hannah Arendt عن المجتمع، فحيث تكون السلطة ـ لا يكون العنف ـ طالما أن المجتمع يخضع للسلطة : والتي تتمكن هنا من السيطرة على الوضع. لكن ما أن يبدأ المجتمع بالتطاول والتمرد على النظام تختفي "السلطة" ليظهر مكانها العنف، فالسلطة تتلون أو تتغير انطلاقا من نوعية الواقع الاجتماعي، هي ك"سلطة" في ظل الهدوء أو الخضوع، تصبح ال"عنف"، حيث السلطة والعنف لا يجتمعان : إنما يخلي أحدهما المكان للآخر؛ كعملة تدور لتكشف عن الوجه الآخر منها. أي السلطة تحكم بظل الخضوع وتقبّل المجتمع لها كسلطة، أما في حالة العكس فتمارس عنفاً طالما أنها لم تعد سلطة، لتستعيد دور "السلطة" المختفية/المزاحة عبر التمرد.

بالنسبة لداعش، كتنظيم ينحو نحو نظام، أي تنظيم/حزب سياسي يسعى ليكتمل كنظام، فإنه يعتمد في هذه العملية على العنف، حتى تتمكن السلطة من أخذ الدور، بعد أن ينتهي العنف من مهمته، فيخلي المكان للسلطة : كنظام إسلامي يحكم سياسيا منطقة جغرافية محددة، أي الدولة.
لكن العنف يعتمد على مؤسسة عسكرية، مقاتلين، والمقاتلين بدورهم يحتاجون للدعم الاقتصادي، فالانسان حتى بظل عدم ممارسته لأي نشاط يتطلب مجهود، فإنه مطالب بحاجيات بيولوجية واجتماعية، فما بالك بمن يلتزم بدورٍ في حرب. داعش لم تكن لتستمر كتنظيم إرهابي : يعتمد الحرب والصراع كممارسة سياسية، دون ليس فقط دعم عسكري، بل دعم اقتصادي بالأساس، حيث يتم استقطاب المقاتلين عبر توفير احتياجاتهم الخاصة وأكثر، فلو تم الاعتماد على الأيديولوجية فقط، لمات الملتحقون جوعاً !

هنا ينفتح سؤال حول المصدر الاقتصادي الذي يضخ الدم في الجسد الداعشي ؟ ومن خلاله (المصدر) توفّر (داعش) متطلبات الملتحقين، للعمل على تحقيق المشروع السياسي.

كجماعة منفصلة عن تنظيم القاعدة بالعراق، تمكنت هذه الجماعة من السيطرة على الرقة بسوريا ـ خلال الأحداث الدموية السورية، منتهزة فترة عدم الاستقرار السياسي ـ بشهر يونيو من سنة 2013؛ بعدها بسنة امتدت سيطرتها من هناك لتصل الموصل بالعراق، لتعلن عن مرحلة تحول الجماعة من تنظيم إلى نظام يأخذ شكل "دولة" إسلامية، تقع على حدود الدولتين العراقية والسورية.
وبعد الموصل بأربعة شهور ـ أي سبتمبر بنفس السنة ـ وصل عدد الملتحقين بالنظام ل30،000 ألف، نصفهم مقاتلين أجانب، يصل المبلغ المدفوع لكل واحد منهم ل400 دولار في الشهر، كما ذكرت المصادر الصحفية.

إن ما يفسر هذا الانفجار العسكري لداعش، عبر الاغراء الاقتصادي للملتحقين (غالبيتهم ليس لديهم أي دور اجتماعي فاعل أو يعانون من الإهانة واللامبالاة الاجتماعية)؛ هو سيطرة التنظيم على حقول النفط بالمنطقة (بين سوريا والعراق)، الأمر الذي مكّنها من فتح سوق سوداء لبيع النفط بثمن بخس، حيث تصل أرباح ذلك لما يقارب 3 ملايين دولار باليوم. إضافة إلى عمليات السرقة والابتزاز والمطالبة بفديات لتسريح الرهائن، الأمر الذي وصلت عائداته لحوالي 20 مليون دولار السنة الماضية.

أمام هذا االنمو الاقتصادي، العسكري ـ في شكله السريع ـ والذي بات يشكل تهديداً على أمن منطقة الشرق الأوسط، وخطراً يستهدف العالم؛ ارتأى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إلى وقف إمدادات النفط كسبيل للقضاء على التنظيم، وذلك عبر استهداف مصادر النفط والغاز بالقصف الجوي، العمليات التي انطلقت منذ شهر سبتمبر من سنة 2014.

وبين : التنظيم الذي يبدو مكتفيا ماديا ـ وقادرا على تمويل نفسه عسكريا، مستمرا في إغراء أتباعه بالجنس والمال والفردوس الغيبي ـ والتحالف الدولي المُصرّ على اجتثات الإرهاب من المنطقة ـ خوفاً على مصالحه الاقتصادية والسياسية ـ فإن المعركة لا تزال مستمرة..



#حمودة_إسماعيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساعات اللّيل والنهار : للشاعر الفرنسي جيرار دي نورفال
- الفلسفة والشعر والعبقرية، شذرات لوغولوجية لنوفاليس
- داعش : نساء يزيديات تفضلن الإنتحار على أن يتم اغتصابهن
- نداء من أعماق البحر يفتح الحياة
- كيف يقوم أبرز العلماء بفك أعظم ألغاز الحياة ؟
- علم نفس الفيسبوك
- الطبيعة الإلحادية للإله
- الهلاوس، الجنون، وألاعيب العقل البشري
- الكذب والنفاق هما أكثر السلوكات ممارسة في العالم
- حظ الجميلة وحظ القبيحة
- تقديس المغاربة للغة الفرنسية ونقد المهدي المنجرة للموقف كرفض ...
- هل طعن الإسلام نفسه بعد الربيع العربي ؟
- ما الذي تقدّمه الرسوم المتحركة (الكرتون) للأطفال ؟
- كل أنثى عاهرة
- إشكالية الثقافة العربية : أزمة دينية أدّت لتخريف سياسي
- تلاعب المسلمين على أنفسهم : بين الآيات الشيطانية والداعشية
- تاريخ الداعشية : أو قولبة الإسلام إجراميا
- التشرذم النفسي : أو حين يصبح الشخص عدة أشخاص دون وعي
- حقيقة : يخلق من الشبه أربعين
- التفسير المنطقي للضيق النفسي


المزيد.....




- فيديو يظهر لقطات من موقع سقوط الصاروخ في مجدل شمس بالجولان
- في بيان لـCNN.. ماذا قالت أمريكا عن هجوم الجولان؟
- اكتشاف مفاجئ يشير إلى وجود محيط مخفي في أحد أقمار أورانوس
- ترامب حول قصف مجدل شمس: هجوم -مروع- وعلينا استعادة الاحترام ...
- مصر.. النيابة العامة تصدر قرارا جديدا بشأن الزوجة المتهمة بس ...
- إبطاء عمل موقع -يوتيوب- في روسيا
- متى تكون مسكنات الألم الشائعة خطرة على الصحة؟
- شيخ العقل لطائفة الموحدين في لبنان يدين الهجوم على بلدة مجدل ...
- -أكسيوس-: إدارة بايدن تشعر بقلق بالغ من احتمالية اندلاع حرب ...
- المبارز التونسي فارس فرجاني يحرز فضية ويمنح بلاده والعرب أول ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودة إسماعيلي - من أين تحصل داعش على المال ؟ وكيف تغري الملتحقين ؟