أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - ثقافة النقل قبل العقل والطريق إلى التخلف















المزيد.....

ثقافة النقل قبل العقل والطريق إلى التخلف


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4682 - 2015 / 1 / 5 - 16:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- لماذا نحن متخلفون ( 31) .

التخلف وليد ثقافة وليس نتاج غياب التقنية الحديثة والتكنولوجيا أو تردى وسائل الإنتاج ,فالتقنية يمكن التدرب عليها وإستهلاكها كما يحدث فى بلاد العربان فلا يعنى هذا أننا غادرنا التخلف ,أما وسائل وعلاقات الإنتاج فهى تتجادل مع الثقافة لتنتجها ولتمارس الثقافة دورها فى التفاعل بشل أو تطوير المجتمع من خلال علاقات ووسائل إنتاجه فى علاقة جدلية..الثقافة نهج وأداء وطرق تفكير وحياة فى الأساس لتطور الإنسان ,فثورة التنوير فى أوربا لم تقوم من أجل تكنولوجيا وعلوم بل من أجل ثقافة جديدة لأوربا أسست منهج تفكير وحياة لتنتج فيما بعد كل التقدم والرقى المادى والمعنوى .
يقينى أن التخلف نتاج ثقافة مُنحطة تفرض منظومتها وأدواتها على البشر لتبرمج طرق تفكيرهم وأدائهم وحدود حراكهم وشكل تعاطيهم مع القضايا الحياتية لذا تكون الثقافة سر تقدم الشعوب أو تخلفها ومن هنا فلنبحث عن المفردات الثقافية لأى مجموعة بشرية لندرك حينها لماذا هذه الجماعة متقدمة أو متخلفة.
الثقافة هى التى تبنى حضارة الشعوب أو تكون عائقاً ضد تطوره ولك مثال اليابان وألمانيا فقد تم تسويتهم بالأرض فى أعقاب الحرب العالمية الثانية ولتنظر حالهما الآن , فالإنسان بثقافته المتمثلة فى منهجية تفكيره وحياته قادر أن يحول الخراب والدمار إلى نماء وحياة أو قد تكون الثقافة مُجهضة لأى محاولة للتطور والبناء , لذا مازلت أردد مقولتى أن كل محاولات الإصلاح السياسى والإقتصادى والإجتماعى بدون إزالة وتغيير الثقافة القائمة المُعيقة للتقدم والتطور تكون كمن يحرث فى الماء ولعل هذه الرؤية تجيب أسئلة أحبائى عن سبب عزوفى عن الكتابات السياسية .

تناولت فى هذه السلسلة "لماذا نحن متخلفون" أسرار تخلفنا الكامنة فى ثقافة مُنحطة تشل قدرات الإنسان عن الحركة والتطور والرقى بل تعيقه وتقف حجر عثرة بما تؤسسه من جمود وسلبية وإستبداد ووصاية على مقدراته لأقول إنه مع إستمرار هيمنة ثقافتنا البائسة ونهج تفكيرنا الإنبطاحى المتحجر التعسفى المراوغ العاجز عن مواجهة تلال متطلباتنا الحياتية فلن نشهد أى تطور مهما إمتلكنا كل تقنية وتكنولوجيا الدنيا .
لا أستطيع تحديد نهايات لهذه السلسلة من "لماذا نحن متخلفون " كونى أعزى التخلف كما ذكرت للثقافة كمصدر وحيد ومتفرد لإنتاج الحالة الفكرية والحياتية والوجدانية للبشر لذا كلما فتشنا فى جذور الثقافة ونهجها وسلوكها وطرق تفكيرها وتعاملاتها كلما إكتشفنا المزيد من أسباب تخلفنا وهواننا وتردى حياتنا .

- النقل قبل العقل .
ثقافة النقل قبل العقل هى الثقافة الرائجة الأصيلة المُتجذرة فى الفكر الإسلامى فلا حضور للعقل وحراكه مع النص ,فلم تفلح محاولات المعتزلة الذين تبنوا فكر العقل قبل النقل فى البدايات أن تنتشل العقل الإسلامى من الجمود والقولبة ليستمر الحال حتى عصرنا الحالى فلا يبارح المسلم النص وتفسيرات القدماء ونهجهم ليصبح الداعية والمثقف الإسلامى هو من يمتلك أكبر قدر من حفظ النصوص وأقوال المفسرين والبطاركة الأوائل وليس من حق أحد أن يضع علامات إستفهام أو إستنكار أو تعجب أمام حديث الذبابة أو قصص عذاب القبر أو مدة الحمل التى تصل لأربع سنوات على سبيل المثال ,كما لا يحق لأحد أن يفسر النص بعقله فهو مُلزم بإتباع النص وفق فكر القدماء ليصبح العقل القديم هو المُسيطر المُهيمن صاحب الكلمة الأولى والأخيرة وليشهد تاريخنا إضطهاد ومحاصرة وتنكيل لكل من حاول أن يتعامل مع النص بعقله كحال الدكتور نصر حامد ابو زيد بالرغم أن الرجل تحرك من أرضية وإيمان إسلامى .كما لا ننسى المعتزلة كأول فصيل حاول أن يقدم العقل على النقل ليتم محاصرتهم وإضطهادهم حتى زوالهم لتستقر صخرة الاسلام على النقل قبل العقل وتأتى أكولها من جمود وانحدار وتقولب وشل العقل لنحصد المر والعلقم والتخلف.

سبب جعل النقل فوق العقل كنهج ومنهج جاء من القرآن كدستور يُعتمد عليه ,ففى سورة الاحزاب 36( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ) وفى سورة النساء 65( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا ) وفى النور 51 (إنما كان قول المؤمنين إذا دُعوا على الله ورسوله أن يقولوا سمعنا وأطعنا ).ليتم توظيف تلك الآيات بواسطة قوى الكهنوت والساسة الإسلاميين لمنع أى خروج عن الحظيرة أو بزوغ أى قوى للحرية والتغيير .

يقول الشيخ حسن أبو الأشبال الزهيري فى معرض تأكيده على النقل قبل العقل بكلمات لا تخلو من الصفعات : ( إن تكذيب قدر الله عز وجل كفر، ورد الأمر على الله عز وجل كذلك كفر، والعبودية الحقة لله عز وجل هي طاعة الأمر فيما عقل معناه وفيما لم يعقل . كثير من الناس الآن يقولون: حديث الذبابة الذي أخرجه البخاري في صحيحه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: إذا وقعت ذبابة في شراب أحدكم فليغمسها وليشرب الشراب، فإن في إحدى جناحيها داء وفي الآخر دواء.
كثير من الناس رد هذا الخبر، لا لأن إسناده منقطع، ولا لأنه شاذ أو منكر، ولا لأن رواته ليسوا عدولاً ولا ضابطين فهذه معايير ثبوت الرواية إنما قالوا: هذا الحديث غير معقول ألبتة، عرضناه على عقولنا فلم تقبله، نقول لهم: النقل صحيح يجب التسليم له، والنقل ثابت شئتم أم أبيتم، ويلزمكم الإيمان به، أما عقولكم فينبغي لكم أن تلغوها هنا تماماً؛ لأنها قصرت عن فهم النص مع ثبوته، هذا الذي عنيته بالعقل، وهو العقل الباطل السفيه الذي يقف محاداً لله ولرسوله، فأقول بقول النبي عليه الصلاة والسلام: إذا وقعت الذبابة في شراب أحدكم فليغمسها في الماء؛ لأن في إحدى جناحيها داء وفي الآخر دواء ، وهو لا يدري لما سقطت سقطت بأي الجناحين، فإن كانت سقطت بجناح الشر فجناح الخير يطيب هذا الشر، وينقى الشر من الشراب، وإذا سقطت بجناح الخير فإن جناح الشر لا يؤثر فيه، فتكون بذلك قد عملت بالحديث، ولم تعمل فيه عقلك؛ لأنك هنا غير مكلف بإعمال العقل، وإنما أنت مكلف بالطاعة والسمع والامتثال والانقياد والذل والإذعان والخضوع والإيمان والتسليم المطلق لله عز وجل، وهذا عنوان إيمانك وعنوان إسلامك.فالعبودية الحقة لله عز وجل هي طاعة الأمر فيما عقل معناه وفيما لم يعقل معناه، صغيراً أو كبيراً، وافق معقولاً أو خالفه؛ لأن الرب سبحانه وتعالى أعلم بما يأمر به وينهى عنه، والعبد الذي حقق العبودية لله عز وجل تمام التحقيق هو الذي أطاع معبوده دون تردد ولا شك ولا ريب، ولا توقف ولا سؤال ).انتهى

ويشاركه الشيخ النجدى نفس الرأى والتشنج والقسوة فيقول : ( عباد الله، إن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ومن أعظم البدع التي حصلت في تاريخ الإسلام تقديم العقل على النقل، وادعاء أن العقل يخالف النقل في بعض الأحيان، وأنه إذا حصل خلاف بين دليل وبين العقل يقدم العقل، أولئك الأخسرون أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، أتباع المنهج العقلاني، الذين قدسوا العقل وقدموه على الكتاب والسنة، بدعة قديمة حديثة، قديمة في أشكالها وأنواعها، وحديثة فيما يظهر منها في هذا الزمان من أنواع وألوان من البدع أيضاً، لقد ضلت الفرق في قديم الإسلام، في قديم عهد الإسلام بعد عهد النبوة، عندما قدموا العقل على النقل، وخرجت الفرق من الخوارج، والمعتزلة، وغيرهم بسبب تقديمهم للعقل على النص، ما راعوا حرمة الكتاب والسنة، ولا جعلوا للنص مكانه الصحيح، وزعموا أن العقل الكامل هو قطعي، يقدم على النص إذا حصل تعارض، قال ابن القيم رحمه الله: وكل من له مسكة من عقل يعلم أن فساد العالم وخرابه إنما نشأ من تقديم الرأي على الوحي. فلا إله إلا الله كم نفي بهذه الآراء من حق، وأثبت بها من باطل، وأميت بها من هدى، وأحيي بها من باطل، وكم هدم من معقل الإيمان، وعمر بها من دين الشيطان، إن الله تعالى خلق عقل العباد محصوراً، لا يدرك أموراً كثيرة، وجعل له وظائف ). انتهى

أما الشيخ محمد حسان فيشن هجوما حادا على من يقول العقل قبل النقل .
العقل والنقل ونصيحه لمن يقدم العقل على النقل للشيخ محمد حسان .
https://www.youtube.com/watch?v=XgqZEKBA18E

كل ما يخشاه الفكر الاسلامى أن يدخل العقل من الشباك وهذا شأن كافة الأديان والمعتقدات وإن كان الإسلام أكثرهم إعلاناً بشكل قوى وحاد كونه صاحب مشروع سياسى لا يريد لأحد الخروج عن إطاره لذا تم التنكيل بالمعتزلة والأشاعرة ,فوضع العقل قبل النقل يعنى تقويض الإسلام ويفضح تناقضاته ومغالطاته ويبدد كل تراثه لتأتى فكرة النقل على العقل لسد الطريق أمام العقل فى البحث والتنقيب والفضح ولتحصن النص الدينى من النقد والتفكير وتُعجِز أهل العقول الخوض فى غمار التفكير فتتأكسد مفاصل العقل وتتجمد .
عندما تؤسس ثقافة للنقل قبل العقل أى الإرتكان لنقل الموروث الدينى لتنهى عن التوقف أمام حديث الذبابة مثلا كما ذكر الشيخ الزهيرى أو تنفى الغير معقول فى قصص عذاب القبر كما نهى الشيخ حسان فلا تصريح لأحد ان يخوض فى النص ولا نقد فكر وتفسيرات القدماء لنكون أمام دعوة صريحة لجمود العقل وإنحطاطه .

النقل قبل العقل يعنى بقاء النصوص كما هى حتى لو كانت متناقضة مع أى منطق أو عقل أو حس بدون فرز أو تهذيب ليقهر المسلم على قبول الغير المعقول ليصبح عقل القديم هو الحاضر المسيطر المهيمن صاحب الكلمة الأولى والأخيرة ونحظى على مهازل تتمثل فى شيخ أزهرى يصدر فتوى من الأزهر بأن كل من يَستهين بحديث رضاع الكبير ويُسخفه فهو كافر !.. ونجد الشيخ بن باز يُكفر كل من يتبع العقل والعلم قائلاً بأن الأرض هى التى تدور حول الشمس !..فما هو وجه الإختلاف بين إضطهاد الكنيسة لجاليليو وحالنا الآن سوى أن هذا تم من عدة قرون فى ظلام أوربا ونحن مازلنا نعيش ظلام فى القرن الواحد والعشرين فخورين بهذا الإنحطاط .

تعرضت فى إحدى مقالاتى لتناقض قرآنى فج حيث آية تقول "لا أقسم بهذا البلد" وآية أخرى تقول "أقسم بهذا البلد" ليهرول عقل المسلم باحثاً عن أقوال القدماء , فالعقل الإسلامى تجمد وتوقف وتشرنق فاقداً الحراك منذ القرن الثانى الهجرى لتجدهم يبحثون فى تبرير القدماء وينقلون لك مقولة : أن "لا" فى لا أقسم زائدة أى ملهاش لازمة ولك أن تتصور عقل يتقبل هذا الهراء والتدليس فقد تم شطب "لا " التى تثقب عين الشمس وتصفع فهمنا للغة عربية فداء معالجة التناقض ,فلا ينتبه العقل المُنبطح المُغيب أن القول ب " لا" الزائدة تعنى تحريف القرآن فهناك زيادة حادثة ,كذلك لا تتوقف هذه العقلية المستسلمة الغبية بجعل الله يقسم بمخلوقاته فداء إسعاف التناقض وهذا إنحطاط وتسخيف لعظمة ومكانة الإله المُفترض التى تجعله يقسم كالبشر .!

لا تكتفى الامور بتحقير العقل الإسلامى ليقبل التناقض وتفسيراتها الشديدة التهافت بل تتفاقم الأمور عندما تجد أن علماء المسلمين الأوائل إختلفوا فى تفسير العديد من الآيات القرآنية لتتباين أرائهم وتبقى هذه الخلافات الفقهية كما هى حتى الآن ولك أن تتوقف قبل عرضى لبعض الامثلة عن أنهم أفتوا بعقولهم بينما غير مطلوب من المسلم أن يعمل عقله علاوة على حالة التخبط التى ستنتاب المسلم عندما يجد أراء فقهية متباينة .فأيهما يميل .
من أمثلة اختلاف العلماء والمفسرين مقولة ثلاثة قروء فى ( يتربَّصن بأنفسهن ثلاثة قروء ) فيقول الطبري: اختلف أهل التأويل في تأويل القرء الذي عناه الله بقوله: يتربَّصن بأنفسهن ثلاثة قروء فقال بعضهم: هو الحيض، وقال آخرون: بل القرء الذي أمر الله تعالى ذكره المطلقات أن يعتددن به هو الطهر .
مثال آخر: ( الزاني لاينكح الا زانية أو مشركة والزانية لاينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين) وبالرغم من غرابة قول "الزاني لاينكح الا زانية أو مشركة والزانية لاينكحها إلا زان أو مشرك" فقد إعتنوا بتفسير( وحرم ذلك على المؤمنين) أي نكاحهم ، ولكن الإشكال هو أن النكاح يأتي بمعنى العقد أى عقد النكاح بين الرجل والمرأة كذلك يأتي بمعنى الوطء أى الجماع ..وقد وردت آيات يذكر فيها النكاح بمعنى الوطء مثل قوله ( حتى تنكح زوجا غيره ) وقد فسرها النبي بأن تذوق عسيلته ويذوق عسيلتها..وآيات يأتي فيها النكاح بمعنى العقد كما في قوله ( يا أيها الذين آمنوا اذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن) فعلى أى وجه نُحمل هذه الآية هل نحملها على العقد أو الوطء .. لتجد من يميل أنها تعنى الوطء وآخرون بمعنى العقد .

هذا علاوة على إختلافاتهم فى أمور أكثر حيوية كالآيات الناسخة والمنسوخة لتجد من المفسرين والعلماء القدامى من يعتبر وجود آيات ناسخة وأخرى منسوخة ويحددها بينما لا يرى علماء آخرون هذا ليحمل المسلم صاحب ثقافة النقل قبل العقل هذه الرؤية المزدوجة ليردد الآيات المتناقضة فى تميع فكرى غريب فهو عاجز أن يحسم موقفه الفكرى ,ولتلاحظ أن القدماء الذين قالوا بالنسخ أو نفوه قد إستخدموا عقولهم فى ذلك ولكن الأمور إنتهت عند هذا الحد فلا عقل لجموع المسلمين ليخوضوا فى ذلك ولنسأل هنا أليس هذا هو الكهنوت بعينه .

مثال آخر فى منهجية النقل قبل العقل أنها سمحت أن ينقل المعاصرون فقه القدماء وعلمهم البائس المُخرف عن مدة الحمل فى الإسلام مثلاً لتكون أربع سنوات فى الشريعة الإسلامية كما ذهب الشافعية ، والحنابلة ، والمالكية , وليتجرع الرجال المهانة والخزى من أحمال جاءت بعد أربع سنوات تنسب إليهم ولكن هكذا الشرع وهكذا النقل عن العقل وليهنأ الجهله والمغفلون .

ثقافة النقل قبل العقل أسست لمنهجية وأداء الحفظ والصم لتؤخذ الأمور كما هى لتسرى فى مناحى حياتنا العلمية والعملية وأداء أبنائنا فى المدارس لتصل إلى التعاطى مع العلوم الطبيعية والمعارف بحفظها وصمها بنظام الكتاتيب لنحتل بهذا النهج المراكز المتقدمة فى التخلف والجمود فثقافتنا الراعى الرسمى للنقل قبل العقل ليسرى فى منظومة المجتمع وأداءه الفكرى فكما ذكرنا أن الثقافة أدء وطرق ونهج تفكير فعندما يسرى فهم "إبعد عن الشر وغنى له" أى إذا كان العقل سيجلب لنا المشاكل فلا داعى لحضوره طالما الحفظ والصم والنقل سيقوم بالمهمة بدون جلبة .

لا تكتفى نظرية النقل قبل العقل على السرد الدينى بل تمد ظلالها لتصير نهج حياة لتهيمن العادات والتقاليد والمعرفة القديمة على العصر فلا تقل لماذا تمد ظلالها على الحياة فأنت أمام ثقافة إسلامية وحيدة متفردة طاغية تتلحف بالمقدس أصلت وجذرت لمنهجية النقل لتعطى حضور وحصانة وسريان وقوة فى تمظهرات وفعاليات المجتمع ,ولتجد من يتشدق بتفضيل النقل على العقل فماذا تأمل من شعوب قذفت العقل عند أقرب صندوق قمامة.

من ثقافة النقل قبل العقل حظينا على دعاة إسلاميين جُل همهم أن يُحقروا من العقل وقدرة الإنسان على التفكير والإدراك والوعى ليروجوا لإسطواناتهم الغبية أن الإنسان عاجز عن الوعى والإدراك والفهم وأن النقل حتى ولو كان متواتراً فهو أفضل من العقل وكل هذا بغية صرف الإنتباه عن إثارة النقد على الخرافات والمغالطات والتناقضات فى التراث المهلهل .

هذه الثقافة التى تعلى من النقل على العقل أى تجعل توارث التراث بكل مافيه من تناقضات ومغالطات مُحصن وأعلى من تناول العقل له لتكون تلك الرؤية الباب الملكى للجمود والتخلف وبلع التناقضات فعليك قبول الموروث كما هو ولتلغى عقلك وتلقى به عند أقرب صندوق قمامة ولتبعد عن الشر وتغنى له لتسرى هذه الرؤية الفكرية فى كل مناحى وأوجه الحياة فلا تقتصر على تحصين النص الدينى كونها الثقافة الطاغية التى تؤسس وتبنى لتجد شعوبنا تردد شعارات توارثتها كالببغاوات بل تصل الأمور إلى تبنى أفكار غير دينية بنفس النهج والأداء مثل ترديد شعارات الناصرية والبعث والإشتراكية والقومية ,بل لم ترحم تلك الثقافة الببغائية الشديدة الحضور بعض اليساريين من تبنى ثقافة النقل قبل العقل فهم من سلالة هذه الثقافة البائسة فى النهاية رغماً عنهم لنجد ترديدهم لأقوال وتاريخ وتجارب لينين وستالين وماو بشكل صنمى .

لاحياة ولا تطور ولا تقدم لمجتمعات تُحظر العقل وتَهمله وتحتقره وتزدريه وتهمش حضوره ,فالإنسان لم يتطور إلا بالعقل وحراك هذا العقل وفعالياته لذا فمنهجية النقل قبل العقل هى الإعلان الرسمى لوفاة عقل أمة وتشييعه إلى مثواه الأخير فلا تتوسم من مجتمعاتنا شئ سوى أن تكون كائنات متخلفة بيولوجية وتكون المصيبة الأفدح عندما تُبرمج على أفكار مهترئة متوحشة .

دمتم بخير.
لو بطلنا نحلم نموت .. فليه ما نحلمش .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمسون حجة تفند وجود الإله-جزء ثالث21 إلى 26من 50
- زهايمر3-تناقضات فى الكتابات المقدسة-جزء عاشر
- خمسون حجة تفند وجود الإله-جزء ثان 6إلى20من50
- 50حجة تفند وجود الإله-جزء أول 5 من 50
- الإيمان بفكرة الله ضار والإلحاد هو الحل والتغيير
- ماذا تستنتج من هذه المشاهد التراثية-الأديان بشرية الفكر واله ...
- فنجرة بق- الصورعندما تحاكم وتدين
- دعوة للخربشة– نحو فهم للوجود والحياة والإنسان
- ماذا لو ؟!- الأديان بشرية الفكر والهوى .
- ليس هذا إسلام داعش بل إسلام الأزهر الوسطى الطيب
- تأملات فى الإنسان والإيمان .
- تنبيط 2-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- بالذمة ده كلام – منطق الله 3.
- ضبابية الإيمان أم عبثيته– منطق الله الغريب2
- ثلاثة أسباب لإستحالة وجود إله–خربشة عقل على جدران الخرافة وا ...
- زهايمر2- تناقضات فى الكتابات المقدسة-جزء تاسع .
- بماذا تستنتج من هذه القصص-الأديان بشرية الفكر والهوى.
- مفاهيمنا المغلوطة عن الحياة والإنسان والوجود.
- ثقافة الوحشية وإرادة التوحش لن تترك أحداً
- على الحوار رفض جائزة ابن رشد وردها كموقف إحتجاجى.


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - ثقافة النقل قبل العقل والطريق إلى التخلف