|
إستكمالاً لردودي على الأخ وليد حنا بيداويد
مثنى حميد مجبد
الحوار المتمدن-العدد: 4682 - 2015 / 1 / 4 - 00:50
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إستكمالاً لردودي على الأخ وليد حنا بيداويد في هامش مقالتي السابقة والتي يستطيع القاريء أن يصل إليها عبر هذا الرابط:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=445792
لم أتطرق إلى موضوعين:
الأول: هو المديح الذي يُكيله لنظام صدام والدكتاتورية ودعوته إلى إعادتها من خلال دكتاتور جديد كحل لما يمر به العراق ! وأجيبه على الفور: ياصديقي البعث أقرب لك من حبل الوريد فداعش هي البعث والبعث هو داعش ، ثمانون بالمئة من داعش عراقيون موالون للبعث وعشرون فقط أجانب وعرب (المصدر موجود إذا طلبت)وهؤلاء جميعاً يقودهم ويمولهم عزة الدوري وحلا صدام.أما لماذا تم إعتبار المسيحيين من أهل الذمة وأُتيح لهم الخروج من الموصل فالسبب ليس دينياً بل هو إستعداداً لجريمة كُبرى أكثر هولاً هي التنكيل والإبادة لليزيديين لا لأنهم كفاراً بل لتحالف بعض قياداتهم مع حكومة كردستان ولذلك وقعوا بين فكين شَرسين شوفينية داعش وشوفينية قيادة البرزاني التي سحبت700من بيشمركتها من سنجار وهذا يُسمى في علم السياسة (الخطأ القاتل للدكتاتور)فمسعود كان يأمل بتنازل البعث(داعش)عن كركوك مقابل تنازله عن سنجار ولم يتصور أن هذا الخطأ الشوفيني سيفضحة عالمياً كدكتاتور .وهكذا تُرك الشعب اليزيدي للوحوش الضواري تنهش بهم وبأطفالهم وتستبيح أعراضهم في مجزرة لم يرتكبها حتى هتلر فالنازيون لم يغتصبوا اليهوديات.
ولذلك أُنبهك ياإبن خالتي العزيز أن تُعيد حساباتك لأنك لا تعرف خصمك من صديقك ، ردودك مشحونة بالنقمة على الطالباني والمالكي والشهرستاني ووووولم تمس بكلمة نقد واحدة البرزاني لأنك خائف وذهنك غير صافٍ وأنا أعذرك لإتهاماتك لي بخيانة الشعب وتكفيرك لي عن مذهبي الصابئي..تطالبني أن أشتم المسلمين مثلك وأنا أرتكب هذه الحماقة أحياناً ثم أندم ، ذلك لأن شتيمة أي دين آخر غير موجودة في أولياتي.فالصابئة هم المسلمون السابقون للإسلام المحمدي وهم النصارى السابقون للمسيح واليهود السابقون لموسى.
الثاني : هو تهجماتك اللامعقولة على الحزب الشيوعي العراقي من خلالي وهنا أود التأكيد إني لا أتزلف وأنتمي لأي حزب ولا أتمترس بأي تنظيم ، أنا من مدينة فهد التي يلد فيها الطفل وفي يده منجل وجاكوج كما كان يُقال عن الشاعر أحمد شوقي أنه وُلِدَ وفي فمه ملعقة من ذهب ، في طفولتي زرتُ السجون والمعتقلات مع والدتي وجدتي وحضرت دوائر اللطم النسائية على الشهداء والضحايا ، ونحتُّ المنجل والجاكوج في حائط غرفتنا ، وحتى جدتي إستضافت فهد في سوق الشيوخ وأطعمته من زادها وغطته ودفأتهُ بأغطيتها ولذلك فأنا لا أحتاج لأي تنظيم أو نادٍ ولا أتزركش أو أتقنع بأي صفة أو دين ، أنا غنوصي وضالتي هي المعرفة وإلهي هو مندادهيي أي معرفة الحياة . ولكن إذا تطلب الأمر مني أن أضع العمامة على رأسي من أجل الشعب وإذا وجدتُ أن هناك قيمة عملية لذلك فسأضعها كما وضعها جابر بن حيان أو حمدان بن قرمط أو صويحب قبلي فصويحب ياإبن خالتي كان صابئياً ووجد أن تحوله للإسلام سيكون مفيداً للثورة على الإقطاع ولأن الصابئة يحرمون القتال وحتى الدفاع عن النفس فوضع العمامة على رأسه وقاتل في مقدمة الفلاحين حتى قُتل فألتمت النساء حوله يلطمن الصدور في مشهدٍ مؤثر وصفه الشاعر مظفر النواب قائلاً:
ميلن لا تنكطن كحل فوك الدم ميلن وردة الخزّامة تنكط سمْ جرح صويحب إبعطّابة ما يلتمْ لا تشمت إبدمنه لا يكطاعي صويحب من يموت المنجل يداعي.
أما أن تكفرني أنت لغنوصيتي وتجردني من مذهبي الصابئي القديم والأصيل وتخونني فهذا دليل على إنك أصولي ومشبّع بالفكر البعثي ولا جدوى ترجى من محاورة الأصوليين من أي مذهب لأن الأصولي يعتقد أنه هو الحق والحقيقة بينما هو لا يستطيع التفريق بين خصومه وأصدقائه .ألم يوجه لكم أنتم أبناء خالتنا السيد علي السيستاني دعوة كريمة لم يسبقه بمثلها رجل دين في تاريخ الإسلام للعيش في النجف فلم يستجب لها أحد؟وبدلاً من ذلك توجه لهم الشتائم وتُكيل التهم .تطمن يا بن خالتي لا أحد منهم يهتم بشتائمك وهذا هو الدليل:
في الستينيات شتم أحد الصابئة الشيعة فأدخله القاضي السجن ، فحاول عمي أحمد مجيد حل المشكلة لكنها إستعصت ، كان عمي الساعد الأيمن للشيخ دخيل رئيس الطائفة الصابئية في الناصرية وكان يحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب ويحفظ الكنزا ربا ويترجمها بإجادة وكان محلّه نادٍ يلتقي به كبار المثقفين في الناصرية (المصدر موجود إذا طلبت) قرر عمي الذهاب إلى النجف الأشرف لعرض الموضوع على السيد محسن الحكيم رضي الله عنه ، فحاول بعض الصابئة ثنيه ومنعه من الذهاب خوفاً عليه بلا جدوى ، ذهب إلى النجف وهناك إستقبله السيد الحكيم بإحترام ودخل الإثنان في حوار فقهي عن معنى الشتيمة في الإسلام فأكرم السيد الحكيم عمي وقبل بالتدخل لحلّ المشكلة المستعصية وقد حُلّت المشكلة فعلاً ، كنتُ طفلاً لا أعرف التفاصيل ، لكن ما أعرفه ورسخ في ذاكرتي إن السيد الحكيم أبدى تقديراً كبيراً لعمي وثقافته الواسعة في الإسلام وقدرته في الحوار وحين إستأذن بالخروج معززاً مكرماً دعاه السيد الحكيم لإعتناق الإسلام وستكون مكانته كمسلم كمكانته بين قومه الصابئة قائلاً : إذا إعتنقت الإسلام يا أحمد مجيد ستجلس هنا جنبي وإذا متُّ فستجلس مكاني . لكن عمي إعتذر بلياقه وشكره بإمتنان وإستأذنه بالذهاب عزيزاً كريماً . أما أنت يا إبن خالتي العزيز فللأسف تنسب لي تهم خيانة الوطن والأنانية والتملق والجهل وتسلبني بجرة قلم معتقدي وهويتي الصابئية التي أفخر وأعتزُّ بها وأنا أسامحك لأنك مظلوم مثلي ومهمش في وطن مهمش وجريح.
#مثنى_حميد_مجبد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو
...
-
السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة
...
-
السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة-
...
-
الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد
...
-
تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي
...
-
باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
-
-أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما
...
-
كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
-
مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد
-
“خلي ولادك يبسطوا” شغّل المحتوي الخاص بالأطفال علي تردد قناة
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|