|
هكذا استغاثت إيمان الغريس
سعيد الكحل
الحوار المتمدن-العدد: 4681 - 2015 / 1 / 3 - 01:02
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
.
وفاء لوعدي لإيمان الغريس ــ التي لم أكن أعلم ، حين قبلت بإضافتها إلى لائحة اصدقائي على الفيسبوك ، أنها التوأم التي تصدرت ذات يوم الأنباء والصفحات الأولى للجرائد حين اعتقالها وأختها التوأم على خلفية التخطيط لتفجير البرلمان ــ بطرح قضيتها ونشر الرسالة التي حمّلتنيها حتى يطلع عليها من يعنيهم أمر إدماج العناصر التائبة من الإرهاب أو التي قضت محكوميتها حتى لا يتم استغلال ظروفها المادية والاجتماعية من طرف التنظيمات الإرهابية ، وفق ما تنص عليه مذكرة لاهاي ــ مراكش بين المغرب وهولندا اللذين ترأسا فعاليات المنتدى العالمي لمكافحة الارهاب بمراكش ، وكذا التزامات المغرب المسئولة أمام المنتدى الذي ضم ممثلين عن 40 دولة . وهذا نص رسالة إيمان التي تشرح معاناتها وتوضح مطالبها ( أنا فتاة تعرضت للاستغلال من طرف أفراد متطرفين .. شحنوا دماغي بأفكارهم الهدامة وعلموني الدين بطريقة خاطئة .. كان سني 13 سنة و الذي ساعدهم على استغلالي هو الفقر واليتم والجهل لأني لم أكمل تعليمي وعشت أياما من الضياع والتشرد ,, في سن 14 اعتقلتني السلطات المغربية وحاكمتني بتهمة الإرهاب وانأ قاصر سنة 2003,, قضيت سنتين في السجن فعوض دمجي ومساعدتي نفسيا وإعادة توجيهي تركوني في السجن مع المجرمين أنا وشقيقتي التوأم .. أنا الآن في سن 25 سنة لا زلت أعاني، لا عمل متوفر ولا مساعدة حكومية ، ولا زلت عرضة للاستغلال والإرهاب حتى المؤسسة الخاصة برعاية السجناء السابقين تماطلت في توفير دعم مالي لمشروع صغير ..عوض أن نبحث كيف نحارب الإرهاب يجب أن نعرف ظروفه وملابساته .. وأكثر من هذا يجب تبني التائبين ممن أدينوا بتهم الإرهاب وتقديم الدعم النفسي والمادي لهم عوض تهميشهم وتركهم يتخبطون في متاهات التطرف من جديد.. أواجه مشاكل حقيقية في البحث عن العمل ، وإذا وجدته سرعان ما افقده بمجرد أن يعلم رب العمل بأني كنت معتقلة في ملف الإرهاب رغم حصولي على عفو ملكي وتراجعي عن العقائد الهدامة التي شحنوني بها وأنا طفلة صغيرة . وظروف العيش الصعبة التي أعيشها وشقيقتي وأمي تقوي أطماع الدواعش لاستغلالي من جديد ومحاولاتهم استقطابي بعرض الإغراءات المادية الكبيرة . لا أريد العودة إلى التطرف والسقوط في أحضان الإرهاب . إني أحب وطني وشعبي وأريد منهما إنقاذي . لا أطلب غير حقي كمواطنة في العيش الكريم . حُرمت وشقيقتي التوأم من التعليم لأسباب مادية واجتماعية ، فلا تحرموني من العمل والأمان والعيش الكريم) . رسالة ، بقدر ما تحكي معاناة التوأم المادية ومقاومتهما لكل محاولات الاستغلال عبر الإغراءات المادية ، بقدر ما تضع الخطة الرسمية التي قدمتها الحكومة المغربية أمام منتدى مراكش على المحك . ذلك أن أعضاء المنتدى مجمعون على أن المقاربة الأمنية وحدها لا تكفي لمحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه ، ما يستوجب على الحكومة المغربية الإسراع بوضع استراتيجية متكاملة لمعالجة ملفات التائبين والمغادرين للسجون أو العائدين من مناطق التوتر دون مشروع مواصلة مخطط التخريب والذين ستتزايد أعدادهم خصوصا بعد أن تضيق بهم السبل بفعل الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب بعد أن أدركت خطورته الكبيرة والجدية على الأمن العالمي . فأن تتصدى الدولة للعوامل المساعدة على الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية أو تلك التي يستغلها المتطرفون في استقطاب وتجنيد الضحايا ، أجدى ولا تقل أهمية عن الجهود الأمنية التي أفلحت حتى الآن في حماية أمن المغرب واستقراره خصوصا وأن عدد الخلايا الإرهابية التي تم تفكيكها منذ أحداث 16 ماي الإجرامية لا يقل عن 150 خلية . وهذا عدد مهول يكشف خطورة المخططات التدميرية التي تستهدف الوطن والشعب . فترك ضحايا العقائد التكفيرية والتنظيمات الإرهابية يواجهون مصيرهم بعد أن سدت السبل في وجوههم ، إنما هو مساهمة في تغذية هذه التنظيمات بالعناصر التي تشبعت بالفكر التكفيري وباتت جاهزة للانتقال إلى الفعل التدميري ؛ فهي ، من حيث تكوينها العقدي ، في حكم الجاهزة التي لن تكلف شبكات الاستقطاب أي جهد في التأطير الإيديولوجي والعقدي ، بل تنتقل بهم مباشرة إلى التكوين العسكري والتدريب التخريبي على استعمال السلاح وصنع المتفجرات . ورسالة إيمان الغريس فيها ما يكفي من المؤشرات على استهداف شبكات الإرهاب للعناصر التائبة أو التي قضت عقوبتها السجنية ، لأنها سهلة الاستقطاب والتجنيد . وأعداد الجهاديين الذين التحقوا بالتنظيمات الإرهابية في مالي وليبيا والعراق وسوريا ، نسبة مهمة منهم حوكموا في ملفات الإرهاب ، ما يدل على استهداف هذه الفئة بالدرجة الأولى من طرف شبكات الاستقطاب والتجنيد . إن الحكومة ، مسئولة إذن ، عن حماية هذه الفئة من العدوة إلى الإرهاب بفتح فرص الإدماج في النسيج المجتمعي ودعم مشاريعها الاقتصادية مهما كانت بسيطة ، فضلا عن تشكيل لجان فقهية مختصة لمحاورة المتطرفين في العقائد الضالة التي أفسدت عقائدهم السليمة وقطعت علاقتهم الطبيعية بشعبهم ووطنهم .
#سعيد_الكحل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الريسوني أشد عداء وتبخيسا للمرأة .
-
الخطاب الديني ومناهضة كونية حقوق الإنسان .
-
إنها حكومة الإهمال والحڴرة .
-
وزراء مفترون في حكومة -حالقة-.
-
خطاب الملك يقتضي إعادة بناء تحالفات دولية جديدة.
-
رسائل تونسية للشعوب العربية.
-
إنهم يخربون الوطن ويقتلون الاعتزاز به يا جلالة الملك.
-
شكرا داعش على كشف عوراتنا .
-
قطع الأعناق وقطع الأرزاق ملّة الدواعش.
-
بنكيران يجبر الشعب على الاحتجاج.
-
أمريكا تزرع الإرهاب ولا تجتثه .
-
داعش : خلافة الدم والنحر والنكاح .
-
حرية الاعتقاد لا تعني شرعنة الطائفية .
-
حاميها منتهكها .
-
ماذا لو أُرسِل المحرضون على الجهاد إلى جبهاته ؟ !!
-
من هم المجاهدون في مشارق الأرض ومغاربها ؟
-
خطة بنكيران :الشعب في خدمة الدولة .
-
الحكومة المغربية مسئولة عن تنامي فقدان الأمن والخوف من المست
...
-
حرمة الإنسان أولى من حرمة البرلمان .
-
حرية المعتقد بين المصادقة والدسترة .
المزيد.....
-
-مندهش من الأمور التي يبدي الآراء بها-.. بيل غيتس يناقش دور
...
-
الذكاء الاصطناعي يكتشف الأمراض من خلال فحص شبكية العين
-
إضافة هذا المكون للقهوة يضعف تأثيرها الوقائي ضد السكري
-
DeepSeek تحذر المستخدمين من انتشار معلومات كاذبة عنها
-
تكشف واحدة من أروع قصص الحب في التاريخ.. بيع رسالة مكتوبة لإ
...
-
ترامب يفرض عقوبات على موظفي الجنائية الدولية والمحكمة تندد
-
-حار جاف صيفا دافئ ممطر شتاء-.. دراسة لتغيير وصف مناخ مصر
-
الجنائية الدولية ترد على قرار ترامب بفرض عقوبات عليها
-
-تاس-: القوات الروسية حررت بالكامل ثلاثة أحياء سكنية في دوني
...
-
مسؤول في -طالبان- يعلق على إعلان سفارة أفغانستان إغلاق مقرها
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|