أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - تريستانا 1970 لويس بونويل:غراميات مضحكة














المزيد.....

تريستانا 1970 لويس بونويل:غراميات مضحكة


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4680 - 2015 / 1 / 2 - 10:51
المحور: الادب والفن
    



ان كان تريستانا يعتبر ضئيلا نسبيا مقارنة مع حسناء النهار،فالأمور هنا مشوشة وبجاجة الى نظرة أكثر تمحيصا وتحليلا،لأن تريستانا يبدو بأنه الفيلم الأذكى خلال مسيرة لويس بونويل السينمائية كاملة،وهو التعاون الثاني بين بونويل والممثلة الفرنسية كاثرين دينوف...
القصة هي من النوع المألوف أو قصة حب من المستوى المتوسط الميلودرامي،وهناك شيء قليل وبسيط من المعالجة غير المألوفة،ولكنها على اية حال لاتشفع للقصة بطيئة الأحداث إذا نظرنا لها نظرة بحتة غير خاضعة لأي تحليل أو معالجة.
إذا دون لوبي (فرناندو ري) رجل في متوسط العمر يدعى ابنة زوجته المتوفية (تريستانا-كاثرين دينوف) حيث يستغل لاحقا ضعف تريستانا وخوفها من التشرد ليقوم بابتزازها جنسيا ويعلن نفسه ابا وزوجا لها في نفس الوقت من دون زواج،ومن دون قدرة ايضا على افقاد تريستانا عذريتها،ولكن تريستانا تقع في غرام رسام سرعان ما ستتزوجه وتسافر بعيدا الأمر الذي سيدفع لوبي الى احباط ووحدة شديدة.
الفيلم هو من كتابة جان كلود كاريير في نص سردي غير معقد ملتزم التزاما تاما بنظرة المخرج وتأويله ورغبته في مجريات الأمور،متقشف جدا من دون اي موسيقى تصويرية وتبدو ميزانية الفيلم ضئيلة جدا لولا اعتماده على ممثلين قديرين ومشهورين على شاكلة كاثرين دينوف وفرناندو ري.
بعد فترة ليست بالقصيرة تعود تريستانا الى احضان العائلة ويستقبلها لوبي استقبال الأب الحاني وهي على وشك الموت،ولكن تنحل هذه العقدة بقطع قدم تريستانا وتبقى على قيد الحياة مع طردها الرسام من حياتها لأنها تكره أن تشعر بالشفقة من قبل اي احد،وتقبل بالزواج من دون لوبي وهو في سن متأخرة ولكنها ترفض النوم معه في غرفة واحدة.
كان لابد لنا من سرد سريع لهذه القصة المنغلقة على نفسها وذات الحدث المركزي المحض
لوبي ملحد،وهو يعلن الحاده اكثر من مرة في الفيلم،بل يرفض الدخول مع زوجته الى الكنيسة،والألحاد هو صفة بل غريزة في هذا المخرج العظيم...إذا ليس من الغريب أن يطلق احد النقاد الغرب على الفيلم بأنه الأقذر في مسيرة بونويل السينمائية.
هناك عبرتين في الفيلم:
العبرة الأولى هي السلوك البشري من حيث اعتبار لوبي لتريستانا بانها ابنته وزوجته في نفس الوقت،وهذا شيء من المستحيل حدوثه ضمن مستوى العلاقة الطبيعية،وايضا هذا الكم الهائل من الحب الذي يحيط به هذا الملحد لفتاة تستمتع بتعذيبه على الدوام،بل ربما كانت هي المسؤولة عن موته...تريستانا تعود بها أحلامها مرتان في الفيلم:
رأس لوبي المقطوع معلق على لسان جرس ضخم...هذا ان دل على شيء فهو يدل على الكره الشديد
ولكن هناك شيء آخر...هناك عبرة أخرى
التدخل القدري كان غير حاسما،لأن تريستانا عادت بها الأقدار وبشكل قاسي إلى احضان لوبي العجوز الآن ومع قدم باتت مقطوعة،والذي سلمها لسجانها هو حبيبها الرسام.
إذا هذه الخطوة القدرية على ارهاصاتها لم تحقق شيئا يذكر بل سببت المعاناة لكل شخصيات الفيلم...
فلوبي يرفض التخلي عن الحاده وتريستانا اصبحت اكثر انطواءا وتستمتع احيانا بتعذيب الآخرين جنسيا،وصورة رأس لوبي المقطوع لاتفارق ذهنها....
ظاهر العلاقة يبدو اكثر تماسكا...هذا الحدث كان يجب منه ان يجعل هذه الأسرة أكثر تماسكا ولكن الحقيقة الواضحة هي شيء آخر تماما...
بونويل يطالب بنفي اليد الالهية من التدخل،وهو عندما قال ذات مرة:احمد الله على انه جعلني ملحدا،فهنا الأشمل ان يعتبرها غير موجودة،فأي يد الهية من الممكن ان تتدخل لتحول مسار الأمور بهذه الطريقة..
الفيلم يحتمل ويحتمل الكثير،ولكن هذه الاحتمالات حتى لو تنوعت واختلفت فهي تسير على نفس الشاكلة...
المشهد النهائي للفيلم:
راس مقطوع معلق على لسان جرس ضخم
هو لوبي على وشك الموت...يطلب منها ان تحضر طبيبا بسرعة...ولكن وبعد تفكير طويل تقوم بالخداع...هي ترغب في ان يموت فعلا
الحب شيء نظري غير محسوس،ولكن شئنا أم ابينا فهو معلق بالقدر ايضا...من المستحيل التحكم بهذه الحالة مهما تنوعت المحاولة،وهي نظرية رواية غراميات مضحكة للكاتب ميلان كونديرا
يرى ميلان كونديرا في الغراميات المضحكة ان الحب مثله كمثل الموت...لايمكن للإنسان أن يعرف وقته أو يتحكم به نهائيا...
بلال سمير الصدّر 29/9/2014



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- Scopophilia:Peeping Tom1960
- حسناء النهار 1967(لويس بونويل):عن عاهرة من نوع آخر
- مفكرة الخادمة 1963(لويس بونويل):قصة عن فساد كامن ولكنه بدأ ي ...
- الملاك المبيد 1962 (لويس بونويل):مسار غامض
- فيرديانا 1961(لويس بونويل):عن التفكير الديني ومعطيات الحياة ...
- علاقة غريبة (El-Starngr Affeir) لويس بونويل 1952(بونويل والح ...
- نماذج من المرحلة المكسيكية الأقل أهمية(لويس بونويل):كازينو ا ...
- عن لويس بونويل والمنسيون 1950
- مشهد في السديم 1988 للمخرج اليوناني ثيو انجيلوبولوس:اليد الآ ...
- عناقات محطمة 2009(بيدرو ألمودفار):عن الشخصية الالمودفارية ال ...
- عودة-Volver 2006-بيدرو ألمودفار:عن عالم ليس فيه للرجل اي ضرو ...
- تحدث لها 2002(بيدرو المودفار):عن الميلودراما الرائعة
- كل شيء عن امي1999(بيدرو المودفار): هو فيلم يكافح بين الدراما ...
- اللحم الحي 1997(بيدرو المودفار):الرمز الأول للخفة البشرية
- الشريك1968(بيرناردو برتولوتشي):عن السينما والأدب والاسقاط ال ...
- زهور اسراري 1995 لبيدرو المودفار:التحولات
- شبق 2013(لارسن فون تراير):النقطة الفينومينولوجية
- مصارع الثيران1986(بيدرو المودفار):خليط مشوش
- بيدرو المودفار:عن مخرج يلتقط مشاعر المرأة في اقسى الظروف
- قبل الثورة 1962 (برناردو برتولوتشي):شخصيات مفعمة بالهم الوجو ...


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - تريستانا 1970 لويس بونويل:غراميات مضحكة