|
حول العنصرية إتجاه المسلمين .
صالح حمّاية
الحوار المتمدن-العدد: 4679 - 2015 / 1 / 1 - 19:34
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لنقل أن هناك موجة من المشاعر العنصرية اتجاه المسلمين تجتاح أوربا ، و أنه يجب على العالم الوقوف في وجهها .. لنقل هذا رغم تحفظي الشخصي عن الأمر ، لكن أليس السؤال أولا وماذا عن عنصرية المسلمين ضد الغرب ، و التي هي بلا شك سبب هذه الموجة من الكراهية ، فكما نعلم نحن المسلمين سادة العالم في نشر الكراهية و الحقد على شعوب العالم الأخرى ، فنحن يوميا نتهجم على الغرب و ندعو عليه بالهلاك و الخراب ، ونحن يوميا ندعو على اليهود و نصفهم بأقذر الأوصاف رغم أن اليهود الذين قد يكونون أساؤوا للمسلمين قد ماتوا قبل عشرات القرون !! ؛ ونحن يوميا طبعا نتهجم على جل الأديان و الشعوب في العالم رغم أن هؤلاء لم يفعلونا لنا شيء ، فهل مثلا فعلت طائفة الأميش للمسلمين شيئا ؟ طبعا لا ، وهل أضر شعب الإسكيمو المسلمين بشيء ؟ طبعا لا ، لكن المسلمون كل يوم يدعون عليهم بالهلاك بداعي أنهم كفار و أنهم أنجاس ، فكيف لنا أذن أن نحاسب الآخرين على العنصرية اتجاه المسلمين ، ونحن نتغافل على العنصرية و الكراهية التي هي من صميم عقيدتنا كمسلمين ، فهنا فارق كبير بين عنصرية قد يحملها شخص أو أثنين أو حتى مليون ، وبين عنصرية تدرس في المدارس وتغرس في النشء ، ولدينا الأمثلة كثير طبعا على هذا ، فعلى سبيل المثال هذه الأيام تشهد جل البلاد الإسلامية حملة لمنع المسلمين من الاحتفال بعيد رأس سنة ، و أغلب المبررات لهذا الأمر هي أنه يجب مخاصمة الكفار وعدم تقليدهم ، و السؤال : هل بهذا الخطاب نحن ندفع الآخرين ليكونوا منصفين معنا ، أم نحن أساسا أس الكراهية و العنصرية ؟ و أننا نستحق ما يجري معنا فالواقع أننا لو رجعنا للخطاب الديني في العالم ودققنا فيه ، لوجدنا أن الخطاب الإسلامي هو الأكثر عنصرية حاليا ، ففيما مثلا نحن نجد البابا يدعوا للسلام و المحبة في العالم ، ويدعوا للخير لكل البشر ، فنحن نجد شيوخنا يدعون بالويل و الثبور على العالم ، ويعدونهم بالغزو و الاحتلال ، و هكذا إذن فنحن لا نملك أي حق لإدانة الغرب لأنه بالأساس نحن وحدنا العنصريون الوحيدون ، وكل الشواهد تدل على هذا ففي كل البلاد الغربية التسامح مع المسلمين غير محدود ، فنحن يتاح لنا العيش بحرية ، ويتاح لنا الدعوة للدين الإسلامي هناك ، وهذا أمر لا يمكن لمسلم إنكاره ، لكن هل هذا موجود لدى المسلمين ؟ طبعا لا فالمسلمون يمنعون أي تبشير أو دعوة لديانة أخرى في بلادهم ، بل هم يضيقون حتى على المختلفين في العقيدة من المواطنين في بلادهم ، ففي مصر المسيحيون أقدم من المسلمين في تواجدهم ، لكن نحن نجد أن المسلمين يمارسون العنصرية ضد المسيحيين ، بل إن المسلمين يمارسون العنصرية حتى بين بعضهم البعض ، ما يجعل حياة المسلم في الغرب الكافر الداعر كما نحب أن نسميه أفضل من بلاده ، فأنت لو شيعي سعودي تعيش داخل المملكة فأنت مهدور الحقوق ، و لو أنت سلفي إيراني تعيش داخل غيران فيا ويلك ويا سواد ليلك ، فكيف إذن يمكن القول أن هناك عنصرية ضد المسلمين ، والواقع يقول أن لا عنصرية سوى لدى المسلمين ..
الواقع أن المسلمين في هذا الأمر هم الجاني وليسوا الضحية ، ففي قضية العنصرية فالمسلم هو المدان لأن المشكلة وللأسف فيه هو ذاته ، فالمسلمون وبسبب طبيعة الاعتقاد الذي يحملون هم عنصريون بالطبيعة ، فهم يرون أنفسهم أسياد العالم ، و كل مسلم وحتى ولو كان جاهل لا يمكنه كتابة أسمه ، تجده يفاخر بأنه خير خلق الكون فقط لأنه مسلم و أن الآخرين مجرد "أنجاس" ، وهذا أساسا جوهر العنصرية ، فالعنصرية تبدأ حين نرى أنفسنا أفضل من الآخرين ، وحين وندعي الأفضلية عليهم ، و هكذا نحن نرى أن قضية المسلم خاسرة ؛ لكن عموما تبقى المشكلة الأكبر هي في طبيعة العنصرية هذه ذاتها ، فالأمر لو أقتصر على عنصرية فرد أو حتى جماعة لهانت ، فهنا يمكن القول أن المسلمين حاليا عنصريون لكنهم يمكنهم تغيير الأمر ، لكن المشكلة هنا أنها عنصرية من صميم الإسلام نفسه ، فالإسلام وللأسف كدين هو قائم أساسا على قضية أن المسلم خير من الكافر ، فمثلا وصف الكفار بالأنجاس هو وصف وارد في القران وتحديدا الأية 28 من سورة التوبة ، وعليه فكل مسلم هو بالضرورة عنصري شاء أم أبى ، وهكذا هل يمكن توقع أن ينقي المسلمون الإسلام من هذا العنصرية ويطرحوا اعتقاد إسلامي متسامح جديد ليندمجوا مع العالم ؟ أم أن الحال سيبقى على حاله ؟ .. شخصيا عموما وعن نفسي فانا لا أعتقد ، فالغالب أو المؤكد لدي هو أن المسلمين سيبقون على حالهم ، فهم سيتهمون من يطالب بهذا بأنه كافر عدو الله ، وسيستحلون دمه ، أما الغرب فهم سيستمرون طبعا في توعده بالويل و الثبور ، وسيبررون كل ما يجري لهم بسبب هذا بأنه اختبار من الله لبعدهم عن الإسلام ، و أن هذا جاء في كلام النبي حين قال "ستتداعى عليكم الأمم كما يتداعى الأكلة على قصعتها " وهكذا إذن فالحال لن يتغير سوى للأسوأ ، فالمسلمون لن يتخلوا عن خطابهم العنصري و الإرهابي وسيستمرون في هذا الأمر ، في المقابل فالعالم و مع الوقت سيكتشف هذه العنصرية ، و هكذا و في النهاية نحن لن نقع سوى في حرب عالمية على الإسلام و المسلمين ، وهنا طبعا لن يكون المسلمون هم الضحية ، فالضحية هو من يتم الاعتداء عليه ظلما ، لكن في حالة المسلم فهو المعتدي بخطابه التحريضي و العنصري ، وهكذا لن يذوق المسلمون سوى شر أعمالهم ، و لا يدري أحد طبعا متى ينتهي هذا الجنون ، فهل يمكن أن يحصل تغير في ذهنية المسلمين المأزومة و يقفوا أخيرا أمام الحقيقة ، أم أن الإرهاب و الكراهية ستظل تسيطر عليهم إلا أن يبادوا عن بكرة أبيهم ؟ عموما لننتظر ونرى ما سيجري .
#صالح_حمّاية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تضامنا مع المناهضين للإسلام .
-
في إنتظار المحاكمة الهزلية .
-
التحقيق المضاد الذي فضحنا .
-
كان يجب أن تموت معهم يا كمال .
-
حتمية نهاية الإسلام الأصولي .
-
لا إصلاح للإسلام إلا بنقضه .
-
الأزهر متسقا مع نفسه .
-
الإسلام بين خياري التحريف أو الإنقراض .
-
ما فعله الجنس بالمسلمين .
-
في مديح الدياثة .
-
الدياثة كشرط من شروط الحضارة .
-
ما خسره المسلمون بتجريمهم للحب .
-
المسلمون أمة لا يمكن أن يكون لها أخلاق .
-
أخلاقنا الإسلامية المنحطة .
-
المسلمون أمة نفاق .
-
المسلمون أمة ضد العقل .
-
حول -اللامنطق الإسلامي- .
-
اللامنطق آفة المسلمين المركزية .
-
الإرهاب الإسلامي مشكلة المسلمين أولا و أخيرا .
-
المسلم إرهابي نظريا وليس عمليا .
المزيد.....
-
خلال لقائه المشهداني.. بزشكيان يؤكد على ضرورة تعزيز الوحدة ب
...
-
قائد -قسد- مظلوم عبدي: رؤيتنا لسوريا دولة لامركزية وعلمانية
...
-
من مؤيد إلى ناقد قاس.. كاتب يهودي يكشف كيف غيرت معاناة الفلس
...
-
الرئيس الايراني يدعولتعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية وقوة
...
-
اللجوء.. هل تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي عن رفضه حزب البدي
...
-
بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب
...
-
مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
-
التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج
...
-
“سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن
...
-
الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|