|
خطأ تاريخي قرآني - أسطورة ذي القرنين
سامي القسيمي
الحوار المتمدن-العدد: 4677 - 2014 / 12 / 30 - 23:40
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من القصص التي تثبت أن القرآن قد وقع في أخطاء تاريخية فظيعة وأدرج الأساطير على أنها حقائق ووقائع، قصه ذي القرنين:
ذو القرنين
ذو القرنين إسم شخص ورد في القرآن كملك عادل, بنى سدا يدفع به آذى يأجوج ومأجوج عن أحد الأقوام، ويعرف عند البعض كشخصية أسطورية.يحكي القرآن قصة ذي القرنين وأنه بدأ التجوال بجيشه في الأرض، داعيا إلى الله، فاتجه غربا، حتى وصل إلى عين حمئة كبيرة، ويقول القرآن إن ذا القرنين وجد الشمس تغرب فيها.
هويته
لا تعرف هوية ذي القرنين على وجه الدقة، اختلف في تحديد هويته بين المؤرخين بين عدد من الشخصيات أشهرها احد ملوك حمير، قورش الكبير أو الإسكندر الأكبر . ذو القرنين ليس اسما أو وصفا لتشويه خلقي إنما هو لوصف ضربتين في راسه واحدة يمينه والأخرى يساره وليس لأن له قرنين أو ما شابه. بينما يعتبره البعض من غير المسلمين بأنه شخصية أسطورية. [1].
ذو القرنين في کتب اليهودية
في كتب العهد العتيق ككتاب عزرا هو کوروش ملك الفرس. هو مؤمن بالله وباليوم الآخر، يدل على ذلك ما في كتب العهد القديم[2][3][4] ككتاب عزرا، الإصحاح 1 وكتاب دانيال، (الإصحاح 6) وكتاب أشعيا، (الإصحاح 44 و 45) من تجليله وتقديسه حتى سماه في كتاب الأشعياء «راعي الرب» وقال في الإصحاح الخامس والأربعين: «هكذا يقول الرب لمسيحه لكورش الذي أمسكت بيمينه لأدوس أمامه أمما وأحقاء ملوك أحل لأفتح أمامه المصراعين والأبواب لا تغلق. أنا أسير قدامك والهضاب أمهد أكسر مصراعي النحاس ومغاليق الحديد أقصف. وأعطيك ذخائر الظلمة وكنوز المخابي. لكي تعرف أني أنا الرب الذي يدعوك باسمك. لقبتك وأنت لست تعرفني». أثنى عليه كتب العهد القديم، واليهود يحترمه أعظم الاحترام لما نجاهم من إسارة بابل وأرجعهم إلى بلادهم وبذل لهم الأموال لتجديد بناء الهيكل ورد إليهم نفائس الهيكل المنهوبة المخزونة في خزائن ملوك بابل، وهذا في نفسه مؤيد لكون ذي القرنين هو كورش فإن السؤال عن ذي القرنين إنما كان بتلقين من اليهود على ما في الروايات. ذكره مؤرخو يونان القدماء كهرودت وغيره فلم يسعهم إلا أن يصفوه بالمروة والفتوة والسماحة والكرم والصفح وقلة الحرص والرحمة والرأفة ويثنوا عليه بأحسن الثناء.
ذو القرنين في الإسلام
حكي القرآن قصة ذي القرنين وأنه بدأ التجوال بجيشه في الأرض، داعيا إلى الله. فاتجه غربا، حتى وصل إلى عين حمئة كبيرة، ويقول القرآن أن ذو القرنين وجد الشمس تغرب فيها، والمسلمون يقولون أن ليس المقصود من الآية القرآنية هو السابق، وإنما القصد هو أن ذو القرنين رآها وكأنها تغرب في العين الحمئة. ومن يعتقد بأن القصة ككل قد حدثت فعلاً يقول المقصود بالعين الحمئة هو الماء المائل للكدرة والعكارة وليس صافيا. و ذلك حين بلغ الشاطيء الغربي لآسيا الصغرى ورأى الشمس تغرب في بحر إيجة في المنطقة المحصورة بين سواحل تركيا الغربية شرقا واليونان غربا وهي كثيرة الجزر والخلجان وقيل بل هي العين الموجودة في متنزه يلوستون الوطني ويسميها بعض المسلمين الآن بـ عين ذي القرنين الحمئة. فألهمه الله وأوحى إليه أنه مالك أمر القوم الذين يسكنون هذه الديار، فإما أن يعذبهم أو أن يحسن إليهم.
لقد ذكر القرآن قصه ذي القرنين في سورة الكهف كالتالي :
> (سورة الكهف 18 : 83-99).
تعليقات على القصة القرآنية
نطرح هنا الكثير من الأسئلة التي تواجه أي شخص يريد أن يثبت بأن القرآن معجزة في التاريخ أيضا:
1-إعجاز أم رد فعل ؟
هذه القصة جاءت هنا كجواب للذين جاؤوا يمتحنون محمد يسألونك عن ذي القرنين قال الفخر الرازي في تفسيره : {اليهود أمروا المشركين أن يسألوا رسول الله (ص) عن قصة أصحاب الكهف ، وعن قصة ذي القرنين ، وعن الروح فالإعجاز والسرد التاريخي عادة لا يأتي كجواب خصوصا إذا ادّعينا أنه إعجاز ، فمجرد السؤال وحده يعني بأن القصة كانت معروفة عند أناس آخرين ماداموا يسألون عنها ، وبالتالي ما سيقوله محمد لا يعد جديدا" ولا بالشيء المعجزي الذي لا يعرفه أي شخص آخر . وقد جاءت هذه القصة أيضا في قصيدة لأمية ابن أبي الصلت قبل أن يسردها محمد جاءت في ديوان أمية بن أبي الصلت ، والبعض ينسبها لتبع الحميري :
>.
2- من هو ذو القرنين ؟ من هو ذو القرنين كورش أم الاسكندر؟
إختلف المفسرون (كالعادة) في من هو ذو القرنين، وانقسمت أقوالهم علي الأقل إلي اثنين، فبعضهم قال أنه شخص كان زمن إبراهيم الخليل وأنه طاف معه حول الكعبة ! وأنه آمن بإبراهيم وكان له وزير يقال له الخضر ، أما البعض الآخر فقال : إنه إسكندر بن فيلبس المقدوني اليوناني وكان وزيره ارسطاطاليس الفيلسوف المشهور ، وقد ذكر ابن كثير هذا الأختلاف (انظر تفسير ابن كثير لسورة الكهف آية 83 ، 84) ، ولكن الرازي في تفسيره يؤكد لنا بأن المقصود بذي القرنين هو الإسكندر المقدوني الذي كان قبل المسيح بحوالي ثلاثمائة سنة ، ودليله أن : {هذا الأنسان المسمى بذي القرنين في القرآن قد دل القرآن علي أن ملكه بلغ أقصي المغرب والمشرق وهذا هو تمام القدر المعمور من الأرض ، ومثل هذا الملك البسيط لا شك أنه علي خلاف العادات وما كان كذلك وجب أن يبقي ذكره مخلدا علي وجه الدهر وأن لا يبقي مخفيا مستترا ، والملك الذي اشتهر في كتب التواريخ أنه بلغ ملكه إلي هذا الحد ليس إلا الإسكندر} . تفسير الرازي ودليل الرازي هنا يعد قويا لآنه استند إلي المنطق العلمي والتاريخي ، والسؤال هنا : لماذا ترك القرآن القصة غامضة بهذا الشكل وهو الذي من المفروض أن يفحم السائلين وأن يفصل لهم الأسماء والتواريخ حتى يسد الأبواب علي كل من معارض ؟ لقد ترك القرآن الأمر غامضا كعادته وجعل المفسرين يتخبطون في معرفة من هو ذي القرنين، ومع ذلك يدعون أن القرآن معجز تاريخيا !! أليس من المفروض أن يكون الإعجاز مفحما وواضحا؟ هل الغموض وعدم التعريف بالأشخاص يعد من الإعجاز؟
3-تسمية ذي القرنين
اختلف المفسرون مرة أخري في سبب التسمية بذي القرنين فجاءت أقوالهم كالآتي : سمي ذا القرنين : لآن صفحتي رأسه كانتا من نحاس (!!) ، لآنه ملك الروم والفرس ، لأنه كان له في رأسه قرنان (!!) ، كان له ضفيرتان في رأسه ، لآنه انقرض في وقته قرنان من الناس ، لآنه بلغ قرني الشمس (المشرق والمغرب) بل إن الرازي ساق في تفسيره عشر أقوال في هذا الباب ، فحتى التسمية نظرا لغرابتها لم يستطع المفسرون الجزم في سببها . وذلك نستغرب كيف يدعون الإعجاز في ذكر الأمم السالفة ، وهم لم يستطيعوا حتى تحديد الشخص ولا إسمه ولا ذكر الأمم السالفة ، ولا سبب لقبه العجيب.
4- نبوة ذي القرنين
هل كان ذو القرنين نبيا" ؟ أم كان مجرد إنسان صالح ؟ هذه الأسئلة إحتار العلماء في الإجابة عنها . فمنهم من جعل ذا القرنين (الإسكندر المقدوني) نبيا وهو الكافر المعروف بكفره ، ومنهم من جعل منه إنسان صالحا كان ملهما من الله في كل أعماله . وهذا الخلط هو ما عبر عنه الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب ، حيث قال : {اختلفوا في ذي القرنين هل كان من الآنبياء أم لا ؟ الأول: قال: إنه كان نبيا واحتجوا عليه بوجوه. الأول: قوله: إنا مكنا له في الأرض والأولي حمله علي التمكين في الدين والتمكين الكامل في الدين هو النبوة. والثاني : قوله : وآتينه من كل شيء سببا ومن جمله الأشياء النبوة فمقتضي العموم في قوله : وآتينه من كل شيء سببا هو أنه تعالي آتاه في النبوة سببا . الثالث : قوله تعالي : قلنا يذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حُسنا الذي يتكلم الله معه لابد وأن يكون نبيا ومنهم من قال كان عبدا صالحا وما كان نبيا}تفسير الرازي لسورة الكهف الآية 83. وفي كلتا الحالتين يبقي السؤال المطروح : كيف كان الإسكندر المقدوني نبيا ، أو إنسانا صالحا يكلمه الله مباشرة ويلهمه ، وهو من كان كافرا وثنيا مشهورا بوثنيته ؟ وإن لم يكن نبيا ولا عبدا صالحا فلماذا تكلم عنه القرآن بطريقة تجعل منه يتلقي الأوامر من الله مباشرة ؟ ولماذا لم يوضح القرآن ما هي صفة هذا ذو القرنين حتى لا يترك المفسرين في حيرة من أمره؟
5-الأساطير المحشوة في القصة
من المؤكد أن الإسكندر المقدوني كان قائدا كبيرا ، وتوسعت بفضله الإمبراطورية اليونانية توسعات كبيرة جدا ، هذه المعلومة حقيقة تاريخية لا جدال حولها ، لكن المشكلة هي أن يأخذها القرآن من بُعد ميثولوجي ، فيضفي علي الإسكندر طابع النبوة ويعطي لتوسعاته العسكرية طابع المأمورية الإلهية ، ويحشو الحدث التاريخي بأمور أسطورية لا تمت للحقيقة التاريخية بأي صلة ، فتجد المفسرين حائرين يخبطون خبط عشواء يدافعون عنها بكل ما أوتوا من قوة ، متخذين أعذارا لغوية أحيانا وأدلة إيمانية أحيانا أخري ، مع اختلاف آرائهم وتوجهاتهم ، فيجد الباحث نفسه تائها لا يلوي علي شيء في الأخير ، حيث تجدهم يخلصون إلي القول بأنهم قد سمعوا ذلك وآمنوا به رغم أنف التاريخ والجغرافيا ....والله أعلم .
زيادات أسطورية
دعنا نتفحص بعضا من هذه الزيادات الأسطورية:
أ-الشمس تغرب في عين حمئة
<< حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا>> (الكهف 18 : 86).
تفسير الطبري :
"عين حامية" فقال ابن عباس : إنها عين حمئة ،... فقال كعب : أما الشمس فإنها تغيب في ثأط ، فكانت على ما قال ابن عباس ، والثأط : الطين . ....قرأت ( في عين حمئة ) وقرأ عمرو بن العاص " في عين حامية " فأرسلنا إلى كعب . فقال : إنها تغرب في حمأة طينة سوداء . ... حمأة سوداء تغرب فيها الشمس . ... " في عين حامية " ، وقال آخرون : بل هي تغيب في عين حارة .
شرح تفسير الطبري:
أن الشمس تغرب في عين طين أسود وقال البعض أن الشمس تغرب في عين " في عين حامية " ومعناها {عين ماء حارة} وأخرون قالوا أن الشمس تغرب في عين حارة .
تفسير الرازي :
تفاسير مثل الطبري شكلت معضلة علمية كبيرة ، أدركها المتأخرون من المفسرين كالرازي مثلا" فنجده يقول: {أنه ثبت بالدليل أن الأرض كرة وأن السماء محيطة بها ، ولا شك أن الشمس في الفلك ، وأيضا قال : ( ووجد عندها قوما ) ومعلوم أن جلوس قوم في قرب الشمس غير موجود ، وأيضا الشمس أكبر من الأرض بمرات كثيرة فكيف يعقل دخولها في عين من عيون الأرض!
شرح تفسير الرازي :
أن ذا القرنين لما بلغ موضعها في المغرب ولم يبق بعده شيء من العمارات وجد الشمس كأنها تغرب في عين وهدة مظلمة وإن لم تكن كذلك في الحقيقة كما أن راكب البحر يرى الشمس كأنها تغيب في البحر ، إذا لم ير الشط ، وهي في الحقيقة تغيب وراء البحر ، هذا هو التأويل الذي ذكره أبو علي الجبائي في تفسيره} . لكن بما أن القرآن حمال أوجه ، ويمكن تفسيره مرة على أنه مجاز ومرة علي أنه حقيقة بحسب الضرورة ، فإن هذه الورطة أيضا وجد لها الرازي مخرجا لغويا نود أن نسوقه للقارئ ههنا: {ثبت بالدليل أن الأرض كرة وأن السماء محيطة بها ، ولا شك أن الشمس في الفلك ، وأيضا "قال : ووجد عندها قوما" ومعلوم أن جلوس قوم في قرب الشمس غير موجود ، وأيضا الشمس أكبر من الأرض بمرات كثيرة فكيف يعقل دخولها في عين من عيون الأرض } تفسير الرازي لسورة الكهف الآية 86 . لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا يوقعنا القرآن في الالتباس وهو القرآن البليغ المعجز؟ هل الرازي أبلغ من القرآن فيضيف لنا {كأنها} وهكذا يمد حبل {كأن} للقرآن لينجيه من هذا الخطأ الفظيع ؟ ألم يكن في استطاعة القرآن أن يقول بنفسه – دون الحاجة إلي الرازي وغيره من المفسرين – (حتي إذا بلغ مغرب الشمس وجد كأنها تغرب في عين حمئة ؟) إن التشبيه هنا غير حاصل، والمجاز غير موجود في الحدث التاريخي ، والمفروض أن كل الأحداث التي تروي في القصة التاريخية أن تكون حقيقية لا مجازية، وبالتالي يبقي رد علماء القرآن ردا ضعيفا" وواهيا أمام هذه المعضلة. كما نري في الصورة الشمس أكبر من الأرض بمرات كثيرة(الشمس 109 ضعف الأرض) فكيف يعقل دخولها في عين من عيون الأرض كما يذكر القرآن ؟
ب-الشمس تشرق علي قوم مباشرة
<< حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا >> ( سورة الكهف الآية 90).
تفسير ابن كثير :
قال سعيد بن جبير : كانوا حمرا قصارا ، مساكنهم الغيران ، أكثر معيشتهم من السمك . وقال أبو داود الطيالسي : حدثنا سهل بن أبي الصلت ، سمعت الحسن وسئل عن قوله تعالى : ( لم نجعل لهم من دونها سترا ) قال : إن أرضهم لا تحمل البناء فإذا طلعت الشمس تغوروا في المياه ، فإذا غربت خرجوا يتراعون كما ترعى البهائم . قال الحسن : هذا حديث سمرة . وعن سلمة بن كهيل أنه قال : ليس لهم أكنان ، إذا طلعت الشمس طلعت عليهم ، فلأحدهم أذنان يفترش إحداهما ويلبس الأخرى .
شرح التفاسير :
لم أرد أن أسوق كل التفاسير في هذا الباب حتى لا يتوه القارئ كما تهت ، وحتى لا يضحك القارئ كما ضحكت ، عندما يقرأ مثلا أن هؤلاء القوم الذين تذكرهم الآية كانت لهم آذان طويلة يفترش أحدهم واحدة ويلبس الأخرى ، وأنهم كانوا يعيشون تحت المياه اليوم كله إلي أن تذهب الشمس (لقراءة مثل هذه الأقوال انظر تفسير ابن كثير لسورة الكهف الآية 90 ).إلي غير ذلك من الأقوال التي لا يثبتها لا علم ولا عقل ولا منطق ، ولكن سأسوق ملخصا لتلك الأقوال ساقه الرازي في مفاتيح الغيب :{اعلم أنه تعالي لما بين أولا أنه قصد أقرب الأماكن المسكونة من مغرب الشمس أتبعه ببيان أنه قصد أقرب الأماكن المسكونة من مطلع الشمس فبين الله تعالي أنه وجد الشمس تطلع علي قوم لم نجعل لهم من دونها سترا وفيه قولان . الأول : أنه ليس هناك شجر ولا جبل ولا أبنية تمنع من وقوع شعاع الشمس عليهم فلهذا السبب إذا طلعت الشمس دخلوا في أسراب واغله في الأرض أو غاصوا في الماء فيكون عند طلوع الشمس يتعذر عليهم في التصرف في المعاش وعند غروبها يشتغلون بتحصيل مهمات المعاش حالهم بالضد من أحوال سائر الخلق . والقول الثاني : أن معناه أنه لا ثياب لهم ويكونون كسائر الحيوانات عراة أبدا ويقال في كتب الهيئة إن حال أكثر الزنج كذلك وحال كل من يسكن البلاد القريبة من خط الاستواء كذلك } تفسير الرازي لسورة الكهف الآية 90 . تري هل يستطيع علماء القرآن أن يقولوا لنا من هم هؤلاء القوم وأين سكنوا بالضبط ؟ وأي أقوام لم تكن لهم مساكن قط وكانوا يسكنون الغيران فقط ؟ وهل هناك منطقة في العالم قريبة من الشمس كل هذا القرب الذي يتحدث عنه القرآن حتى أنهم لا يخرجون اليوم كله إلا في الليل ؟ هل يستطيع العلماء أن يثبتوا صحة هذه الأساطير وأن يثبتوا أن الإسكندر المقدوني قد ذهب إليها ؟
أساطير أخرى
ملك من حمير
هناك العديد من الشواهد التي ترجح ان ذو القرنين كان أحد ملوك حمير التبابعة مثل اسم ذو القرنين نفسه الذي ورد في القران الكريم فلم يكن أحد في العالم يستخدم أضافة كلمة "ذو" و"ذي" في تسمية الأشخاص والمناطق غير العرب وبالتحديد أهل اليمن مثل إسم القيـل ذو نواس الحميري و الملك سيف بن ذي يزن والملك ذو رعين الحميري والملك عمرو ذو غمدان[5] والملك عامر ذو رياش[6] والملك إفريقيس بن ذي المنار والملكة لميس بن ذي مرع وغيرهم كثيرين، وذُو اسم ناقص وتَفْسيره صاحب ذلك وجاء في معجمات اللغة العربية: الذوون: جمع ذو, وهي اسماء وألقاب أختص بها ملوك اليمن[7] كما ان كثير من مناطق وممالك اليمن القديمة حملت اسماء مسبوقة بكلمة "ذو" وعلى راسها مملكة سبأ وذو ريدان. كما أن المادة التي استخدمها ذو القرنيين في بناء سد يأجوج ومأجوج وهي قطر الحديد لم يكن يستخدمها في بناء السدود غير أهل اليمن القدماء فبناء سد مأرب القديم يظهر أستخدامهم لقضبان إسطوانية من النحاس والرصاص في بناء السد.
شرح بعض المفسرين
يرى ابن عباس أن الإسكندر غير ذي القرنين، إذ قال عن ذي القرنين أنه "من حمير وهو الصعب بن ذي مرائد الذي مكنه الله في الأرض وآتاه من كل شيء سببا فبلغ قرني الشمس ورأس الأرض وبنى السد على يأجوج ومأجوج". بينما الإسكندر "كان رجلا صالحا روميا حكيما بنى على البحر في إفريقية منارا، وأخذ أرض رومة، وأتى بحر العرب، وأكثر عمل الآثار في العرب من المصانع والدول." وسئل كعب الأحبار عن ذي القرنين فقال: الصحيح عندنا من أحبارنا وأسلافنا أنه من حمير وأنه الصعب بن ذي مرائد، والإسكندر كان رجلا من يونان من ولد عيصو بن إسحاق بن إبراهيم الخليل ورجال الإسكندر أدركوا المسيح بن مريم منهم جالينوس وأرسطوطاليس.. وقال الهمداني في كتاب الأنساب: وولد كهلان بن سبإ زيدا، فولد زيد عريبا ومالكا وغالبا وعميكرب، وقال الهيثم: عميكرب بن سبإ أخو حمير وكهلان فولد عميكرب أبا مالك فدرحا ومهيليل ابني عميكرب، وولد غالب جنادة بن غالب وقد ملك بعد مهيليل بن عميكرب بن سبإ، وولد عريب عمرا، فولد عمرو زيدا والهميسع، ويكنى أبا الصعب وهو ذو القرنين الأول، وهو المساح والبناء. قال الهمداني: وعلماء همدان تقول: ذو القرنين الصعب بن مالك بن الحارث الأعلى بن ربيعة بن الحيار بن مالك، وفي ذي القرنين أقاويل كثيرة.
الملك قورش الكبير
يرى أبو الكلام آزاد أن ذا القرنين هو نفسه قورش الكبير الملك الأخميني، ورفض ما سبق من أقوال بأنه الإسكندر المقدوني على أساس أنه لم يعرف عنه فتوحات في الغرب ولا أنه بنى سدودا، كما استند إلى منطلقات عقدية من كون الإسكندر وثنيا وليس كما يبين القرآن أنه مؤمن. كما رفض آزاد ما سبق من أنه عربي قحطاني يمني، على أساس أن سؤال اليهود النبيَّ عنه كان بقصد إحراجه، ولو كان عربيا لكان لقريش علم به ولما كان سؤالهم معجزا. يبني آزاد نظريته على أساس أن أصل تسمية "ذي القرنين" من اسم ورد في التوراة هو "لوقرانائيم" وهو اسم أطلقه اليهود على قورش الذي بجلوه لتسامحه معهم بعد أن كان أسلافه قد قهروهم. و يدلل على رأيه بتمثال شهير له يمثله وعلى رأسه قرنان.
الملك الفرعوني أخناتون
يرى حمدي بن حمزة أبو زيد عضو مجلس الشورى السعودي في كتابه فك أسرار ذي القرنين ويأجوج ومأجوج أن ذو القرنين ما هو إلا أخناتون ذلك الملك الفرعوني الموحد لله. [8].
المراجع / 1- الموسوعة الحرة ويكيبيديا. 2- كتاب عزرا، الإصحاح 1. 3- كتاب دانيال، (الإصحاح 6). 4- كتاب أشعيا، (الإصحاح 44 و 45). 5- خلاصة السيرة الجامعة لعجائب الملوك التبابعة 6- التيجان في ملوك حمير 7- معجم اللغة العربية 8- فك أسرار ذي القرنين ويأجوج ومأجوج، حمدي بن حمزة أبو زيد. 9- من كتاب إعجاز القرآن لرشيد المغربي 10- سؤال جريء: 306 11- القرآن الكريم: http://www.holyquran.net/ 12-تفسير القرآن: http://quran.al-islam.com/Page.aspx?pageid=221&BookID=12&Page=1
#سامي_القسيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محمد الأمّي والتراث الإسلامي
-
سلسلة إغتيالات الرسول الكريم
-
أسطورة الملك سليمان في التوراة والقرآن
-
محنة إبليس ومكر الله
-
أخطاء علمية في القرآن الكريم
-
محمد الإله الإسلامي
-
مسرحية الإله
-
النقد النصي للقرآن - الحلقة الثانية
-
النقد النصي للقرآن - الحلقة الأولى
-
العلم والدين
-
افتراءات زندانية وزغلولية
-
خرافة الإسراء والمعراج
المزيد.....
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
-
مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
-
من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال
...
-
الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت
...
-
تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|