أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد نبيل صابر - رسالة الى معلومة العنوان














المزيد.....

رسالة الى معلومة العنوان


محمد نبيل صابر

الحوار المتمدن-العدد: 4677 - 2014 / 12 / 30 - 22:14
المحور: الادب والفن
    


عن الاشياء الصحيحة والتوقيتات الخاطئة والفقد واشياء اخرى
***************************************************
اكتب اليك وعنك كما اعتدت ان اكتب منك.. مرت اعوام عديدة منذ كتب لنا ان نلتقى فى عالم الفضاء الالكترونى. لازال اتذكر تلك الايام رجلا فى اواخر الثلاثينات يحاول رسم الحكمة على محياه يعانى فى اسر حياة تقليدية ويجاهد ليسيطر على روح غير تقليدية. حياة تبدو رائعة مع وظيفة ومنزل واسرة واطفال ولكنها رائعة لشخص غيره. كان يحلم بوظيفة اخرى ومنزل اخر وزواج اخر ولكنها خطى كتبت عليه فمشاها
كاد ان يستسلم حين التقاكى زهرة يانعة ونجمة تألقت بغتة فى سماء حياته الحالكة عبر الانترنت. فى خلال ايام معدودة كنا قد حكينا كل شئ ولم يتوقف بيننا الكلام منذ تلك اللحظة. كان صوتك يميل للدفء رويدا رويدا حتى ان حذرتك ان لا تقعى فى حبى لانك فقط ستحبى بدون امل وعندما اعلنتى انك لن تستطيعى المقاومة كنت قد سبقتك فى رفع الراية البيضاء
بعد مرور تلك الايام وكأى علاقة بشرية اخرى عاصرنا قمم وقيعان وتعرضنا لمواقف مختلفة وتمرجحنا بين الحب والصداقة ولكن فى كل الاوقات لم نتخل عن وجودنا فى حياة بعض تحت اى مسمى
اخبرتك مرارا وتكرارا انى قبلك كنت كافراد الزومبى فى افلام الرعب فقط موجود لان وقتى المحدد لم ينته بعد وانا لا ارغب فى الاستمرار الى ان اتيت فى حياتى لتعطينى معنى جديدا للحياة وسببا لارى جمال الربيع والنظر مجددا الى السماء .
كان ما بيننا هو اصح الاشياء فى حياتى ولكنه متأخر فى التوقيت الخاطئ
****************************************************
لم يكن غريبا اذا ان نتوقف عن دهشتنا عندما نكتشف اننا نحب نفس الاشياء بنفس الطريقة ..نفس اسلوب الطعام ونفس الموسيقى ونفس طريقة اللبس..نحب نفس العطور ذات الروائح القوية النفاذة ونكتشف رويدا رويدا ان باقى تلك الاختلافات الصغيرة الكثيرة تذوب تماما مع الوقت .غيرت هوايتى فى شراء البنطلونات الواسعة من اجلك وغيرتى طريقة كلامك مع اصدقاءك من اجلى
ساندنا بعضنا ولو بالتليفون فى مواجهة مشاكل العمل واهمال الاقارب وهزيمة الوحدة والملل
انتظرنا طويلا حتى رأيتك. لا ازال اتذكر انبهارى حين رايتك اول مرة وقفازك الابيض الذى تستخدميه اثناء قيادة السيارة واناملك الرفيعة الدقيقة كأنامل عازفى البيانو ودخولنا السينما ومطاعمنا المفضلة والتسوق سوية. كيف تقاسمنا تفاصيل حياتنا سوية بين اتصالك لمواجهة مشاكلك مع برنامج الاكسيل الحسابى واتصالى لاخذ رأيك فى قرار شراء السيارة او مشاكل العمل
كان الامر يصبح عميقا ومخيفا لازال اتذكر رعبك حين وصفت شقتك فى التليفون كأنى اراها ولم اكن اراها لم ادرك شيئا سوى ان روحى معك تنقل لى التفاصيل التى اريدها. لم يعد غريبا ان تمسك الهاتف للاتصال بى فتجدى شاشته تتألق وصوته يرتفع حاملا اتصالى اليك
كنتى نصفى الاخر الذى لم اتوقف عن البحث عنه
**************************************************
اصبحت الموسيقى رسولنا الدائم . انا وانتى نحب نفس النوع موسيقى البوب الهادئة ونفس الفرق من وست لايف الى بوى زون وسيلين ديون واديل اخترنا احد اغانى وست لايف لتكون اغنيتنا السرية وفى كل مواقف سواء كنا نبتعد او نقترب سواء اصبحنا اصدقاء او اعلنا ارتباطنا فى قصة حب كان هناك اغنية ما لتعبر عن كل تلك المواقف
ادركت ان طموحك لا يتوقف عندى روح وثابة مثلك لا تحتاج الا الى الانطلاق فاهديتك اغنية سيلين ديون وبول انكا "من الصعب قول وداعا" وكلماتها
"لن احاول ابدا ايقافك او التحكم فيك
لو كان هذا ما تريده
فأنا لا اريد الا الافضل لك"
وبيننا اغنيات عديدة واسرار فى تلك الاغانى لا يعرفها سوانا ولا يفهمها غيرنا رغم اننا لم نتحدث عنا فى كل مرة كنت اهديك الاغنية وانتى تفهمى الرسالة
************************************************
فى كل مرة نتقابل ورغم ان برنامج مقابلتنا يكاد يكون بدون تغيير كل مرة سواء سينما او مطعم او رحلة نيلية او جلوس بجوار البحر والكثير من الاحاديث والضحكات الا اننى لم اخبرك كيف تجعلنى تلك المقابلات سعيدا وخفيفا وطائرا. كيف تجعل تلك المقابلة الموسيقى تصدح فى اعماقى ويبدو الكون كله جميلا .حتى لو هزم فريقى المفضل بعدها يبدو وقع الهزيمة اقل بكثير مما لو حدثت بدون مقابلتك
لاازال اتذكر تلك المرة حين قابلتك وانطلقت بعدها فى سيارتى قرب منتصف ليلة شتوية فاتحا زجاج السيارة ورافعا صوت المذياع الذى يعلن عن اغانينا المفضلة وصوتى يعلو معه وانا اقود فى الشوارع شبه الخالية وابدو كما لو كنت مجنونا حتى انى اندهشت من وصولى سالما بتلك الطريقة
كيف تستطيع لمسة منك ان تهم الاحباط والقلق والكآبة والارهاق؟ هذا ما لم استطيع الاجابة عليه حتى الان
************************************************
لم يعد حبنا ذلك البركان الثائر ولكنه اصبح القوة الدافعة لنا للاستمرار فى الحياة . اقف فى المطار فى ركن بعيد ملوحا لك وانتى تصعدى الى الطائرة لتحققى حلم جديد رغم علمى انك لن ترينى. اذكرك فى رسالة بوعدك لى بأن تحميلنى داخلك الى الابد واذكرك بأول قبلة بيننا واضطرابنا فيها بمواقفنا الكوميدية وبصمودنا معا
اعلم جيدا انك صادقة وانك ستحميلنى معك واعلم جيدا اننى لن اتوقف عن حبك واننى لم افعل شيئا اصح وادق من حبك
بدأت افتقدك حتى قبل ان تتحرك الطائرة اتحرك فى بطء نحو السيارة وقد زاد عمرى اعوما فوق اعوامى افتح المذياع فى هدوء على اغنية اعددتها مسبقا من اجل تلك اللحظة
يرتفع الصوت الحالم لفريق وست لايف فى اغنيته "ملكة قلبى"
"ولكن لا يهم مدى بعدك
او اين انتى
انا فقط سأغلق عينى
وهناك ستكونين فى احلامى
وهناك ستمكثين
حتى نلتقى "



#محمد_نبيل_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس ودولة السبكى
- اسباب للدهشة
- حماس..اختطاف غزة
- العدالة اولا...قبل الفطام
- وجهات نظر
- نحو استراتيجية علمية لمكافحة الارهاب
- الخطاب الاعلامى للمتأسلمين بعد 30 يونيو....4
- الخطاب الاعلامى للمتأسلمين بعد 30 يونيو...3
- الخطاب الاعلامى للمتأسلمين بعد 30 يونيو....2
- الخطاب الاعلامى للمتأسلمين بعد 30 يونيو....1
- اعتذروا عن هذا ..اذا استطعتم
- الخروج من حقول الالغام الدستورية
- الاعيب المتناقضات الاخوانية
- سؤال الهوية فى مصر
- ثأر فرج فودة
- رسالة الى من كان الرئيس
- مصر فى زمن الابتذال
- مأزق الانتفاضة المصرية القادم
- جورج اورويل ..والانتفاضة المصرية
- مالى...الحقائق والاكاذيب


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد نبيل صابر - رسالة الى معلومة العنوان