حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1309 - 2005 / 9 / 6 - 11:47
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
أراد البعض من الزلزال الإرهابي ، الذي حدث فوق جسر الأئمة في بغداد ، والذي أدى الى إستشهاد وإصابة المئات من العراقيات والعراقيين وأغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ .
حيث أرادوا من هذه الكارثة الإنسانية ، أن تتحول الى بداية لإشعال الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن المتنوع الأطياف والألوان والإتجاهات ، من خلال إختيارهم للمكان الذي يربط منطقة الأعظمية بمنطقة الكاظمية ، إضافة الى إختيار زمن المناسبة وأداء الشعائر الدينية في مثل هذا اليوم .
ولكن أن مخططاتهم الإرهابية الجبانة ، قد فشلت فشلا ذريعا ، بالرغم من الخسائر البشرية الكبيرة بالأرواح الطاهرة من العراقيين ، والتي لا تعوض ولا يمكن أن تنسى على مر السنين ، لأنها بمثابة كارثة بشرية كبرى حلت على العراق والعراقيين .
بحيث نجد اليوم ، أن العراقيين قد وقفوا ، وقفة الرجل الواحد لمواجهة هذه المحنة ، التي لا تمييز بين هذا العراقي أو ذاك ، فقام أهالي الأعظمية وغيرهم من العراقيين ومن مناطق مختلفة ، بمساعدة الضحايا وإنقاذ البعض منهم من الغرق ، وحتى إستشهد البعض من هؤلاء الأبطال من أجل إنقاذ أخواتهم وإخوتهم من العراقيين وأطفالهم ، وما قام به الشهم عثمان العبيدي خير دليل على وحدة العراقيين ومتانة لحمتهم الوطنية .
وأن الدليل الآخر على رسوخ وحدة العراقيين ، هي مشاهد الطوابير الطويلة أمام الأماكن المخصصة للتبرع ، والتي لا تحددها منطقة عراقية معينة دون إخرى ، حيث جاءت التبرعات من كل محافظة ومدينة وقرية ، من الفلوجة وسامراء والموصل والنجف والناصرية والبصرة وأربيل وسليمانية .. وعموم العراق تقريبا ، تبرعوا بالمال والدم والأشياء الثمينة من أجل تخفيف الهموم والأحزان والمتاعب عن كل المتضررين والمنكوبين وعوائل الضحايا .
وهكذا تحول جسر الأئمة ، الى جسر لكل العراقيين ، وليس مجرد ذلك الجسر الذي كان يربط منطقتي الكاظمية بالأعظمية فقط ، بل تحول الى رمز للوحدة الوطنية العراقية ، والذي ربط العراق من الشمال الى الجنوب ، ومن الشرق الى الغرب ، وزاد من لحمة أبناء الوطن الواحد منذ آلاف السنين ، بالرغم من كل الظروف الصعبة التي مر ويمر بها العراق .
ألف تحية لمحبي الوطن والشعب ... والمجد والخلود للشهداء الأبرار .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟