أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسن أحمد عمر - جحيم الديكتاتورية ونعيم الديموقراطية















المزيد.....

جحيم الديكتاتورية ونعيم الديموقراطية


حسن أحمد عمر
(Hassan Ahmed Omar)


الحوار المتمدن-العدد: 1309 - 2005 / 9 / 6 - 11:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الحاكم المستبد إنسان محدود التفكير لأنه يكسب القليل الفانى ويخسر الكثير الخالد لأنه بإستبداده يتحمل كل الذنوب والآثام والجرائم التى يرتكبها نظامه الفاسد حتى ولو كان بغير علمه لأنه أعطى الموافقة المسبقة لجميع أذناب حكمه أن يفعلوا ما يشاءون فى الشعب المقهور دون الرجوع إليه ضمانأ لإحتفاظه بالحكم والكرسى والعرش والأمر والنهى ولكن العكس تمامأ هو الذى يحدث لانه يتحول إلى دمية تافهة تتمسك بالكرسى والحكم والملك دون أن تهتم بالتفاصيل التى على أساسها يبنى الملك وتقام الدول وتستقر الحياة وهذه التفاصيل تقوم على العدل والمساواة بين فئات الشعب المختلفة أمام دستور طاهر متطور يكفل كرامة النفس البشرية وحقوقها وسلامتها وحق كل إنسان فى الحياة والحرية والعزة والكرامة والمشاركة بكافة أنواعها من إجتماعية إلى سياسية إلى دينية إلى فكرية إلى علمية وغيرها0
غباء الحاكم المستبد يجعله فى مواجهة دائمة مع شعبه ومع المجتمع الدولى لأن كل جريمة وكل مصيبة تنتج عن نظامه لابد أن يكون هو المسئول عنها أمام شعبه وأمام المجتمع الدولى والأعظم من ذلك كله أمام الله سبحانه فى يوم لا ينفع فيه مال ولا جاه ولا سلطان ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم , فإذا قدر الله وسقط النظام الفاسد على أى شكل من أشكال السقوط كان الحاكم الطاغى وأذنابه المجرمون هم أول من يطالب الشعب بقطع رؤسهم وتعليقها على مداخل المدن حتى يكونوا عبرة لأى حاكم تالى 0
لو كان هذا الحاكم المستبد ذكيأ لكسب كل شىء لو كان ذكيأ لآمن بالشعب الذى يحكمه وبحقوقه الكاملة ولأرسى قواعد العدل والمساواة والديموقراطية فى بلده فمثلا يدعو الشعب لإنتخاب ممثلين عنه فى كل شبر من الوطن بطريقة قانونية سليمة خالية من الغش والفساد والتزوير وفى هذه الحالة سيتكون مجلس ممثل للأمة بطريقة شرعية يكون همه الأول هو خدمة الوطن والمواطن وليس التقرب والتزلق للحاكم وأعوانه حتى يفوزوا بالإستمرار فى المجلس بل يتعين على المجلس الشرعى المنتخب من قوى الشعب المختلفة أن يتفانى من أجل رفعة الوطن والمواطن ناسيأ مصالحه الخاصة ومكاسبه الشخصية 0
كما أن هذا الحاكم المستبد لو كان ذكيأ لأنشأ قضاءأ مستقلأ لا يتبعه ولا يتبع وزارة بعينها ويسميه مثلأ المجلس الأعلى للقضاء يترأسه أحد القضاة بالإنتخاب القانونى الشرعى دون تدخل من الحاكم أو الحكومة أو أى جهة أخرى وعندئذ سيضمن الحاكم إرساء قواعد العدل وسيادة القانون ولن يتهمه أحد بتسييس القضاء أو التلاعب به من أجل توطيد حكمه وتدعيم مراكز أذنابه ولكن ترك القضاء حرأ طليقأ يؤكد على المساواة والعدالة وحقوق الإنسان فلا ترفع القضايا بالآلاف ضد الحاكم على تستره على قضايا التعذيب فى السجون والمعتقلات وأمن الدولة ومراكز الشرطة التى قد تصل من شدة العذاب الواقع بالضحية لدرجة الموت مما يخزن أحقادأ وضغائن فى النفوس ضد الحاكم المستبد وأعوانه لا يمحوها الزمان ولا تؤثر عليها السنون0
الحاكم المستبد لو كان ذكيأ كان سيحكم شعبه بكرامة ويكسب حبه وصداقته بشهامة ويترك الحكم لغيره بشرف وسلامة ولكن الحاكم المستبد يحكم شعبه بالجبروت والسجون والحديد والنار وأمن الدولة والتعذيب وسيادة الحاكم وأعوانه وليس سيادة القانون والعدالة كما أنه يكسب عن جدارة حقد شعبه وكراهيته ولعناته التى قد تظهر من شدة الخوف والقهر على شكل هتافات بحياته وهى فى حقيقتعا لعنات يقلبها الخوف والرعب والقهر من العذاب إلى هتافات تقنع المستبد أنه الحاكم الأوحد والملك الفرد وكل ما عداه عبد , ولذلك فإنه لا يترك الحكم فى سلامة ولنا فى هتلر وموسولينى وعيدى أمين وصدام حسين أروع أمثلة على نهاية الطغاة وكيف أنتهوا وكيف لعنتهم شعوبهم ولعنهم العالم اجمع وفوق كل ذلك لعنهم الله العظيم على جرائمهم ومظالمهم التى ملؤوا بها الأرض فسادا وجورا ودماءأ بريئة ذكية0
الحاكم المستبد لو كان ذكيأ لجعل المساواة فى الحقوق تقوم على أساس المواطنة وليس على أى أساس آخر مثل الدين أو العرق أو اللون أو الجنس وترتفع قيمة الفرد بقدر ما يقدمه للوطن من عمل صالح مخلص وتقدم علمى وبحوث ومشاريع ترفع من قيمة الوطن بين الأمم وتعلى قيمة الإنسان وعلى هذا الأساس فقط يجب تكريم الإنسان , ولكن فى دولة الإستبداد يتم تكريم الخاملين والفاشلين والتافهين لأن لهم اقارب يمسكون بذمام قطعة من الحكم ولأن لهم سندا وظهرأ يرفعهم وهم نائمون ويكرمهم وهم غافلون ويعطيهم الهدايا والمنح والمناصب وهم فاشلون فى ذات الوقت الذى تحرم فيه الكفاءات ويطرد المكافحون ويضطهد المفكرون ويحارب العلماء الأصليون وترمى أبحاثهم فى الأدراح تحبس فيها إلى يوم يبعثون فتضيع الحقوق وتتأخر الأمة ويقف فوق رأسها هؤلاء الفاشلون يمثلونها فى كل مكان وهم عاجزون عن شرف تمثيل الأمة العريقة والشعب الصابر العظيم
فلو كان الحاكم المستبد ذكيأ لأعطى كل ذى حق حقه وأعلى شأن العلماء الحقيقيين وليس المزيفين ولأنشأ مجلسأ من حكماء الأمة من كافة طوائف العلم والمعرفة يكون شغله الشاغل هو إكتشاف العلماء والمفكرين والفلاسفة و الموهوبين والفنانين والشعراء والكتاب والمؤلفين والباحثين وتقديمهم للمجتمع و توفير الدعم المادى والعلمى والنفسى لهم حتى تكثر إبداعاتهم ويتضاعف نشاطهم وتزداد بحوثهم وإكتشافاتهم وتتحسن معاملهم وترتقى أفكارهم فى مؤسسات خاصة بهم ويتم نشر كل أعمالهم كنوع من التكريم لهم وكحافز لغيرهم لكى يسير فى طريقهم ويلحق بركبهم فيكثر العلماء ويتطور الطب ببحوث الأطباء ويرتقى الفكر وتعلو الثقافة وتثرى الحوارات البناءة بجهود المفكرين والكتاب والشعراء والفنانين والمبدعين فى مختلف المجالات فيعظم شأن الوطن ويلحق بركب التطور وسباق العلم والثقافة والمعرقة التى تأخر كثيرا عنها بسبب ما حدث من سيطرة المستبدين على كل منابع التطور والرقى دون أى وجه حق فتسببوا للأمة فى الـتأخر ولمعظم الناس فى الجهل والتخلف والمرض حتى صار المجتمع صريع الإستبداد لمجموعة جشعة من الناس لا يهمهم غير السلطة والثروة ونهب الخيرات وقتل المواهب وكبت الحريات 0
لو كان الحاكم المستبد ذكيأ لكان للتعليم نصيب الأسد من فكره وتخطيطه ولأنشأ مجلسا هائلأ من العلماء والمفكرين يكون همه الوحيد هو إختراع نظام للتعليم يقوم على أساس الدراسة والبحث العملى وليس على أساس التلقين والتقليد حتى لا يتحول المجتمع إلى نسخ مكررة من الحاصلين على شهادات تافهة لا تسمن ولا تغنى من جوع وكل همها الحصول على وظيفة والجلوس على مكتب يتناول عليه طعام الإفطار ويشرب عليه الشاى والقهوة وينام بقية الوقت حتى آذان الظهر فتكون الفرصة متاحة لإنهاء الساعة الأخيرة من العمل بحجة الصلاة ثم يغادر العمل مرهقأ إلى منزله من كثرة ما حقق من إنجازات وما قدم للوطن الأم من أبحاث وتجليات وهكذا يسهم النظام التعليمى التلقينى التقليدى فى إيجاد أجيال مكررة ومستنسخة لا ترقى بالمجتمع ولا ترتفع بالوطن بل تعود به للوراء مئات السنين والعيب ليس فى المساكين الحاصلين على تلك الشهادات المكررة ولكن العيب فى النظام التعليمى الذى لا يجد من يطوره ويحدثه من أجل صناعة مواطن صالح يبحث بدأب عن منابع العلم والمعرفة وأصول البحث 0
الحاكم الذكى هو الذى لا يجعل أحدأ يخدع الناس ويلعب بعقولهم ويصدر لهم الفتاوى والأحكام الدينية وهو الذى يجعل المؤسسات الدينية فى مكانها الطبيعى وهى المساجد والكنائس والمنازل حيث لا يوجد من يتحدث فى الدين بالحق الإلهى وكل بشر كلامه قابل للموافقة عليه أو رفضه ولذلك فلا وجود لما يسمى بالمؤسسة الدينية التى قد تخرج فتاوى وآراء وأحكام لا تعدو كونها إجتهادات ثم تتحول إلى معلوم من الدين بالضرورة ويصبح المجتمع مطالبأ بها كأنها دين الله الحق , فالحرية الدينية يجب أن تكون مكفولة للجميع دون تفرقة ودون قسر أو قهر والحوار الدينى البناء الذى يحترم الآخر يجب أن يكون موجودا للتواصل الفكرى مع القضاء الكامل على كل أشكال التمييز والتفرقة والقضاءعلى العنف الفكرى وحب السيطرة وأن يكون الحوار بالتى هى احسن دون إكراه من طرف لآخر على إعتناق دين أو عقيدة أو فكر بأسلوب يبعث على الخوف أو الإرهاب فهذه كلها من أبشع الجرائم التى ترتكب فى حق الدين والفكر والإنسانية وهى جرائم العنف والقهر الفكرى والإرهب تحت ستار الدين0
ما سبق هو قليل من كثير لو فعله الحاكم المستبد فى لحظة صدق يعود فيها لنفسه ويتذكر أنه إنسان ضعيف لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعأ ولا ضرا ولا موتأ ولا حياة ولا نشورأ , لحظة يعود فيها لنفسه ويتذكر ضعفه البشرى وانه يمرض ويموت ويترك الدنيا بما فيها لمن فيها فى لحظة قد تكون قريبة منه قرب حبل الوريد , لحظة سيقف فيها أمام مالك فماذا يقول له ؟ وكيف يبرر مظالمه وجرائمه ؟ وهل سيخدع الله تعالى كما خدع المساكين من الناس وحكمهم عقودا طويلة بالعذاب والقهر والسجون والحرمان دون خوف من الله ودون عمل أى حساب لليوم الآخر
فاليرجع كل حاكم مستبد لعقله ويسال نفسه أين ذهب طغاة التاريخ ؟ وما مصيرهم ؟ لقد عاشوا دنياهم تسبح ألسنة الناس بحمدهم بينما تلعنهم قلوبهم ويلعنهم الله وملائكته واللاعنون , فليعد مسرعأ تائبا إلى مولاه مالك الملك كل حاكم طغى وتجبر وتكبر وليرجع ما إستطاع من الحقوق المسلوبة لأصحابها وليصلح من نفسه ويصلح كل ما أفسدت يداه قبل أن يأتيه يوم تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد0



#حسن_أحمد_عمر (هاشتاغ)       Hassan_Ahmed_Omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من مزيد؟
- ما أرى لكم من إله غيرى
- ولا تسرفوا
- إن كيدكن عظيم
- ولو أعجبك حسنهن
- إن يتبعون إلا الظن
- لباس التقوى
- إنهم يكرمون الكلاب
- سبل السلام
- حساب الملكين
- حوار الأصولى مع القرآنى
- ميراث الكتاب
- إنهم يظلمون الحمير
- بشر مثلكم
- ضائعون
- ولكن ليطمئن قلبى
- حوار بين مسلم أصولى ومسلم قرآنى
- الإنسان النموذجى فى عالمنا العربى هو الصامت الخانع
- التدين الجهرى00صناعة بشرية
- من المسئول عن فكر التكفير ؟؟


المزيد.....




- تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر ...
- قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م ...
- ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
- صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي ...
- غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
- فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال ...
- -ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف ...
- الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في ...
- صور جديدة للشمس بدقة عالية
- موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسن أحمد عمر - جحيم الديكتاتورية ونعيم الديموقراطية