أمينة نحكمي
الحوار المتمدن-العدد: 4677 - 2014 / 12 / 30 - 01:01
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الشعوب العربية تعاني"أزمة ثقافة"، مقولة ظلت تتكرر على مسامعي منذ أمد طويل، نظرا لأنها الشعوب الأكثر تخلفا وعرضة لإستغلال، رضعت الذل من ثدي عروبتها، شعوب غير قادرة على إنتاج أو تربية أجيال تعي قضيتها وقادرة على حمل عبئ وطنها، شعوب غارقة وسط تناقضاتها، ترزح تحت سوط الظلم والفقر، تسير في طريق بؤسها دون أن تتزحزح عنه ولو مليمترا واحدا .
لكن الشعوب العربية لا تعاني أزمة ثقافة فقط، بل تعاني "أزمة مثقفين" أيضا، أؤلئك الذين ينتقدون التخلف ،الجمود ، إستخدام النفوذ والإستغلال.. لكنهم غالبا ما يعمدون إليه ويساهمون في تكريسه كلما أتيحت لهم الفرصة لفعل ذلك.
أؤلئك الذين ينسبون أنفسهم أبناءا لهذا الوطن الجريح، وكيف للذين ينسبون لأنفسهم صفة "البِرِّ" بوطنهم، أن يرقصوا ويتمسرحوا على جراحه الغائرة! ،ويدقون آخر مسمار في نعشه ثم يحملوه إلى مثواه الأخير .
هؤلاء المثقفين، بل أشباه المثقفين هم الذين خيبوا الآمال المعقودة عليهم، خيبوا إنتظارات آلاف البؤساء، ولم يكونوا وفيين أبدا للرسالة التي أوهموا الملايين أنهم حملوا عبئها، هؤلاء هم خونة الوطن الذين خانوه في وضح النهار وتكالبوا عليه..
هؤلاء المتشدقين بالوطنية ، الذين تجدهم منهمكين في تصفية حساباتهم الشخصية بدل أن يكونوا أوفياء للهم الجماهيري ، الذي كذبوا حينما قالوا أنهم وضعوه فوق عاتقهم، كذبوا حين قالوا الوطن يعلو ولا يعلى عليه..
هم الذين ضيعوا القضية، وضيعوا معها الوطن في سرداب عهرهم ونفاقهم وحقارتهم..
#أمينة_نحكمي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟