أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رفعت الدومي - محمد الجوادي - كونت فلاندرز!














المزيد.....

محمد الجوادي - كونت فلاندرز!


محمد رفعت الدومي

الحوار المتمدن-العدد: 4677 - 2014 / 12 / 30 - 00:04
المحور: الادب والفن
    


سوف لا أكترث لفيلم "الناصر صلاح الدين"، فلقد ضحي بالحقيقة ليس فقط في سبيل الخط الدرامي للأحداث، إنما لسبب لا أجد له محلاً من الأمانة، ربما، يجب لندرك لماذا حدث هذا ألا نتجاهل توقيت كتابته، عندما كانت الحرب التي شنها "عبد الناصر" في منتصف الستينيات علي الإسلاميين في ذروة النقطة، وبنفس القدر، طريقة العظيم "نجيب محفوظ" و "يوسف السباعي" و "عبد الرحمن الشرقاوي" في النظر إلي الأمور، لقد اقترفوا جريمة في حق "بهاء الدين قراقوش"!

تلك الصورة الذهنية التي كرسها العمل لـ "والي عكا" مزورة تماماً!

لم يكن الرجل خائناً ، بل من كبار قادة "صلاح الدين" المقربين، ولقد أفصح عن شجاعته من كل جانب في الدفاع عن "عكا" التي صمدت طويلاً، بفضله، تحت حصار شديد القسوة..

وصفه "ابن خلكان" في "وفيات الأعيان" قائلاً:

- كان حسن المقاصد، جميل النية، وكان له حقوق كثيرة على السلطان وعلى الإسلام والمسلمين!

وقال "ابن إياس" عنه في "بدائع الزهور":

- كان قراقوش القائم بأمور الملك، يسوس الرعية في أيامه أحسن سياسة، وأحبته الرعية ودعوا له بطول البقاء!

كان المصدر الجذري للقدح فيه كتاب اسمه "الفاشوش في حكم قراقوش" لرجل من مدينة "قوص" اسمه "ابن مماتي"، يبدو جلياً منذ سطوره الأولي أن الرجل كتب أحقاده الخاصة تجاه "قراقوش" لا كتب عنه!

"ريتشارد قلب الأسد" أيضاً، عندما وصل الشام للمشاركة في تربية الحرب الصليبية الثالثة لم يكن يتكلم الإنجليزية بشكل سليم، لقد نشأ في "فرنسا"!

كما أنه لم يكن متزوجاً منذ عهد بعيد، بل كان حديث العهد بفك خطبته من "أليس" أخت "فيليب" ملك "فرنسا"، لتخطب له والدته، عقب انهيار تلك الخطبة "برنجاريا" ابنة ملك "نافارا" وترسلها في قارب للحاق به في "الشام" برفقة "جوان" أخته!

مع ذلك، لا يجب أن نطيل الوقوف فوق زواج "ريتشارد" لسبب بسيط، هناك وثائق تاريخية أيقظت شكوك الكثيرين حول شذوذه الجنسيِّ، لقد كان "مثلياُ"، ولقد ثبتت توبته عن اللواط واعترافه مرتين!

صدمة طبعاً..

كذلك، "الدمشقي"، مخترع السائل الفاتك بالأبراج كما زعم الفيلم، ذلك السائل ليس سوي حمض الكبريتيك المركز الذي كان العرب يعرفونه قبل ذلك الوقت بأكثر من "300" سنة!

ثمة مغالطات أخري تبناها الفيلم تتسع لأن تخرج الفيلم من إطار التاريخ إلي تاريخ الأدب الشعبي، لا داعي لذكرها..

لذلك، سأعتمد فقط علي ذيل "وليم الصوري"، فهو يوميات أمينة لشاهد عيان علي قصة الحرب الصليبية الثالثة..

لقد نقل لنا وشاية عن كونت "فلاندرز"، لا أعرف اسمه ولا يعنيني، فالأسماء في تاريخ أوروبا الوسيط لا تهم، فهو تاريخ الزيجات الملكية، هذه الوشاية تفضح الأثر الفادح لمكائد الأقبية المظلمة!

لقد ألح كونت "فلاندرز" وهو يحتضر في طلب "فيليب" ليتحدث إليه في شأن يخصه، عندما استجاب ملك "فرنسا" لطلبه نصحه الكونت بأن يأخذ حذره ويحترس من وجود رجال بالجيش تعاهدوا فيما بينهم تعاهداً أكدوه بالقسم علي أن يفتكوا به، وهو، لن يخبره من يكون هؤلاء المتآمرون!

عندما امتص عقل "فيليب" تلك النصيحة المريبة وأخذها علي محمل الجد، وأقلعت السفينة التي تقله إلي وطنه.. كان "صلاح الدين" قد ربح نصف المعركة!

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، لقد تجاوز صدي تلك الوشاية العنقودية الغرفة التي قيلت فيها إلي ميدان المعركة!

كان "فيليب" قد ترك جيشه، وكان كبار قادته يعلمون سبب رحيله، لذلك، عندما أصبح الجيش تحت أسوار "القدس"، خشي دوق "برجنديا" أن تنسب "أوروبا" استعادة قبر المسيح إلي "ريتشارد" وحده، فأمر جنوده بالتوقف عن الزحف والعودة إلي "عكا"، تلك اللحظة، كانت الحرب الصليبية الثالثة قد منيت بالفشل فعلاً، وفي ذلك يقول "وليم الصوري" بمرارة:

- ولم يمد الأجل لدوق "برجنديا" فقد مات ودفن في مقبرة "سانت نيكولا"، فأصيبت المسيحية بخسارة فادحة بسبب رأيه، ولولا توقفه عن الزحف إلي "بيت المقدس"، ولولا فراقه لملك "إنجلترا" لاستولي المسيحيون علي المملكة كلها!

لا أدري كيف تراجع كونت "فلاندرز" إلي خلفية تلك الحرب وبات همساً وذكري برغم فداحة دوره في نتيجتها!

وما أشبه الليلة بالبارحةّّ!

وشاية أخري من وشايات الأقبية تم حقنها في عقل "د.الجوادي" فنقلها دون تدبر إلي "د.مرسي" كانت السبب المفصليَّ في تأليب الكثيرين علي حكمه ووضع الإخوان المسلمين في الركن ولكمهم بكل قوة، ومن كل جانب!

لا أرتاب في بياض نية الرجل بل أؤكده، ولهذا البياض وحده وقع عليه الاختيار للقيام بالمهمة، كل ما في الأمر أن عضواً بالدستورية لعله الآن من أهم أشجار "غابة يونيو" همس في أذن "الجوادي" بنية المحكمة إلغاء الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس، وكلنا يعلم ماذا حدث بعد ذلك!

لقد انتصرت الثورة المضادة هذا صحيح، صحيح أيضاً أن النصر والهزيمة، ككل شئ، يذعنان لقوانين النسبية!

"صلاح الدين"، انتصر، لكن، عقب انتصار الفرنسيين علي السوريين في "ميسلون" عام "1920"، زار قائدهم "هنري جورو" قبره وركله بقدمه وصاح:

- نحن قد عُدنا يا صلاح الدين!

لقد كان الانقلاب حتمياً علي أي مدني يحكم "مصر"، أستثني "حمدين صباحي" فهو "واحد منّهم"، ولحسن الحظ، وقع النرد علي رجل الإخوان، فهؤلاء، لا يمنعنا الغرور أن نعترف بأنهم الفصيل الوحيد القادر علي تبادل اللكمات!

وما دام لـ "فرنسا" نبض في هذا الكلام، لن أفلت البالونات كما في الوداع قبل أن أقول:

كانت مذبحة القديس "بارثولوميو" في "باريس" عام "1572" هي النغمة الأولي لهزيم الرعد الذي اندلع في "14" يوليو عام "1789" ليغير مسار التاريخ والجغرافيا الإجتماعية علي هذا الكوكب، الثورة الفرنسية طبعاً!

لذلك، لأمر ما يختبئ الآن في تجاعيد المستقبل، كان يجب أن تحدث مذبحة كـ "رابعة"..

محمد رفعت الدومي



#محمد_رفعت_الدومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحسّونة - صباح.. من وادي شحرور إلي الخلود!
- تونس .. ابعدي عني هذه الكأس!
- سوداء العروس!
- بيت النتَّاش
- ماجدة الرومي .. لهذا اكتشف أجدادك الغوريلا!
- تناذر إسكتلندا
- داعش = (1.618) × داحس ÷ الرجل الفيتروفي!
- أحمد رجب .. أوراق الغرفة (53)
- نوستالجيا .. برائحة البخور و صخب القداس
- تعيس صالح .. ذلك الممثل الفاشل!
- مؤخرة ميريام فارس .. مقدمة ابن خلدون !
- وليٌّ بلا جنود
- الشيف (شفيق) في دار الندوة!
- غزة .. جمرة العرب الخامسة!
- كلُّ عام ٍ و أنت ِ أطولُ عمرا
- حقيقة السيد (أحمد البدوي) .. و مَحَليِّاتُ المتعة العميقة !
- جهادُ الأصابع الوسطي !
- عرافة ( مارتينيك ) .. كلتا الطفلتين أصبحت ملكة !
- أبرهة القرمطي .. و خرافة الطير الأبابيل!
- خاين بك!


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رفعت الدومي - محمد الجوادي - كونت فلاندرز!