|
الجزء الخامس ....... الإلحاد وأتهامه بالكفر
دروست عزت
الحوار المتمدن-العدد: 4676 - 2014 / 12 / 29 - 15:41
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
فالمدارس الفكرية التي لا تؤثر على الروح والتربية .. هي مدارس فاشلة لا تصلح للعلاقات بين الإنسان والإنسان .. مادامت في كل منها صراع لنفي الأخر .. هذا على أرض الواقع والذي لمسناه عبر التاريخ .. إذاً لا يكفي القول النظري وتجميل الجمل التي ذهقت الناس منها من خلال تلك الخطابات وتجاربها في حياتها وعلاقاتها ..
كل الإيديولوجات لا تصلح على الأرض إن لم تكن هي إيديولوجية الأعتراف بشراكة الأخر في الكرة الأرضية وزرع مفهوم الشراكة والواجب والحاجة دون التفريق بين الجنس واللون والقومية أو الدولة وإحساسهم بالخطر على كرتنا .. وليس في وطن ٍ واحد فقط إن كنا حقاً بشر ولدينا مفهوم عن التكوين الإنساني .. وكل فكرة تؤدي مع الزمن إلى تشكيل طبقة منفعية مقنعة تستغل الناس بأسم افكارها .. وتمارس غير ما تقول هي مرفوضة أو ستنكشف عيوبها وعدم جدية ممارسيها للفكرة كما طرحت .. وستظهر تلك الممارسات مع مرور الزمن .. هنا علينا أن نكون جريئين وواقعين ومخلصين لمجتمعاتنا ولما نطرحه وعلينا القول: الخطأ في المحمول قبل الحامل إن كنا منصفين في الحكم والضمير .. إن لم نكن مصابون بهوس الفكر المطروح من خلال التربية خلقت الخوف و الترغيب بشكل ٍ مبالغ فيه .. أو إغراءات منفعية في حب الوجاهة والزعامات الكرتونية الآنية لفترة مرحلية ..
طبعاً نقصد عمومية الأفكار وليس فكر ٍ خاص أو دين معين .. وكل إنسان حر في فكره شريطة أن لا يكون وبالاً على الآخرين ..فلو فكرنا جيداً سنرى من أين تنطلق شرارة الحقد والكراهية وقتها .. ولأستطعنا معالجة ما نصاب به من جهل ٍ ونفاقاً وتضيع وقت ٍ وفتح صراعات لا تستفيد منها غير حفنة من المرضى والمتسلقين يدعون الطهارة وهم أول الناس ملوثون بمرض فكرهم ..
فالإنسانية مدرسة تشمل كل البشر بالتساوي .. وكل حسب ما يستطيع بقدراته الجسدية والذهنية ونوع جنسه .. ولكن إن أستغلت من بعض اللإنسانيين تصبح غير ذلك في الممارسة .. فالممارسة هي الفعل المتحرك الحقيقي في القول وفي الفكر المطروح .. وليس طرح الفكرة والمثالية وربط الواقع بالخيال الأفلاطوني بقوة الفعل الموجود وبهشاشة الفكر المطروح .. فالإنسانية هي المطلوبة من الإنسان َ الإنسانْ .. والصراع الحقيقي في الكرة الأرضية هو بين الإنسان واللا إنسان .. ولا تقبل المبررات والحجج للأفعال والغايات مادامت هي ضد الإنسان من بعض من أشباه الإنسان والنفوس الضعيفة والجشعة الخادعة وهي حفنة من البشر إن قرنت بالمجموع ..
فإذا كان كل منا يبرر فعله بشيء ٍ ما .. فللكلْ مبرراتهم في أفعالهم المقرفة .. وإذا بررنا الأفعال بأسماء الأيديولوجيات هنا تكون فظاعة وجريمة لمن يفعلها لخدمته الشخصية أو لفئة معينة أو لمجموعة أو لحزب ما .. فعلى كل مخلص ٍ واع ٍ أن يواجه ويعترف بخطأ ممارسة إيديولوجية فكره في الوسط الذي يحيطه ويعيشه على أرض الواقع .. للحفاظ على نقاء ما كان مطروحاً .. حتى يستطيع خدمة المجتمع للصالح العام وليس لصالح فئة معينة ..
فلفكرة وعدم تأثيرها على روح حاملها يكون لها هي أيضاً أسبابها .. فأما الخلل هو في المطروح وجوهره .. أو في الحامل وقدراته الذهنية ومدى إيمانه وتصميمه عليها .. أو بسبب المرحلة التي هما فيها والتي لا تناسب أحداها أو كلاهما معاً .. من مواجهات ٍ أو إمكانياتٍ أو تغيراتٍ في بنية المجتمعات وتطورها من الناحية الذهنية الإقتصادية والأجتماعية والعلاقات الجديدة التي تفرض نفسها على حاجة الإنسان لها .. والتي هي أول ما تغزوا القديم بأسم الجديد .. وهنا يبدأ الوضوح والنصوح في القول .. مدارس الفكر هي مصدر الشرور عندما لا تسقى بالجدية والإيمان والإخلاص .. فلولا الثغرات فيها لما أستطاع بعض المستغلين ممارستها ضد الناس .. ولكانت الفضائح ستسبقهم في فعلهم المقرف ولكانوا حكموا على أفعالهم من قبل العامة وبالسهولة.. بسبب التأثير المحمول على الحامل الغالب والذي هو الشعب أو الناس أو الحزب .. ولكن الشرور تأتي من الثغرات وتستغل من قبل ضعفاء النفوس و خبثاء الفعل والنية والغايات .. فالجرائم والفظائع التي تجري في أطراف عالمنا ما هي إلا قاعدة لفكر ٍ مخلخل بأنانا العليا .. ومخلفات غاياتنا الخفية بالتسلط على كل ذاك الشيء الممكن بالقوة و بالتحايل .. وإلغاء الآخر من شراكة ما نملكه بتسلطنا وحرمانه منها .. فيما هو من حقه أن يشارك كروح ٍ وكإنسان ٍ يعيش حيث هو مولود فيه ومالكه الأصلي .. وهنا تبدأ الصراعات والنزعات بين القوى الظالمة والمظلومة .. حيث تمتد تلك الصراعات والنزعات بين القوى الظالمة نفسها من أجل أناها المريضة والتي هي أساساً مخلخلة بالمصالح والتسلط .. ويبدأ سيران الفعل في القوى المظلومة أيضاً لمجابهة القوى المغتصبة حقوقها .. ونتيجة الجهل وآناي العليا ( الحيوان الغير متطور ) تتمزق فيما بينها وتتصارع حتى الموت والإلغاء .. كونها مصابة بنفس المرض المغتصب أو المتسلط .. لأن التربية التاريخية في المجتمعات من بداية عبادة الشمس والقمر والتي مزقت بين النسيج الموجود آنذاك من اللذين أمنوا وكل منهما أعتقد بأن ما يؤمن به هو الحق .. ومن ثم تعددت أسماء الألهة حسب المكان والتوسع والتمزق والتبعثر والتموضع .. وإستقرار المجموعات والمجتمعات في الزمن الذي كان يتبدل الكائن فيه بالتدرج .. وهنا ظهر أسماء للألهة .. إله البحر و إله العواصف وإله الحب وإله النار والأرض والأنهار والخمر والجمال والكمال والموسيقى وتعددت الآلهة حسب الحاجة والتفسيرات وأنفتاح الذهن في التفكير والتطور نحوى الأفضل .. حتى وصلت إلى درجة توحيدها في شخص البشر الفاعل المتمكن في سلطة القوة وحكمة العقل عند المتسلط نفسه كفرعون في مصر .. و ظهر القانون والدستور بين من كانوا قد أجتازوا المرحلة التاريخية قبل الأخرين في الأحرف والكتابة حسب جغرافية الأرض وعطائاته ونشاط المتفاعلين فيه وقوة المتسلط وإمكانياته وتأثيره على من حوله في المساحة القائمة عليها .. أو قوة المصلحة التي كانت تربط بين القائمين في مساحة الحكم ..
فأمتد التأثير لخارج حدود المكان حسب العلاقات والحاجة والغزوات والتداخلات التي خلقت التشابه في وضع القوانين في أماكن أخرى من البقع العامرة .. ونظمت المجتمعات تدريجياً وتأثرت ببعضها البعض .. وأبدعت بعضها الأخر على مقايس وجودها وحكمها ومستوى وعيها ووعي مجتمعها وحاجتها ..
ونظم إلى جانب ذلك حياة الكهنة وأمورهم التي كانت قوة فاعلة في ذهن الناس آنذاك .. ودرع حامي لجوانب السلطة والحاكم .. وكان تأثيرهم مرتبط بقوة الحاكم وشخصيته ومفهومه للحياة فتمتد وتتقلص بوجود هيبته التي كانت تحميهم وتكبحهم في نفس الوقت .. وكذلك نظمت قوة للحماية وللحفاظ على أمن ما توصلوا إليه السلطة المهيمنة لتنظيم مجتمعها حتى تلبي لها حاجتها .. فتشكل الجيش منها .. وترتب هيكله بالرتب والأفواج للدفاع عن الداخل .. وللتجهيز إلى الغزو الخارجي كي تؤمن ما تحتاجه من رجال أو مواد لأستمرارية حياتهم ونجاح هيكلهم الذي بدأ يظهر كطبقات ٍ لها مكانتها ومهماها ونظامها وتسلطها و أفرزت رموزها حسب الفرد وذكائه وقوته وجرئته وفعله وإمكانياته العائلية أو المالية أو التشكيلة التي كانت تحوم حوله وتربطها بمصالحها معه .. وهنا ظهرت طبقة الملوك والأمراء .. وطبقة الإستقراطييين من الجيش ورجال التنظيم في المجتمع والمجالس الموجودة .. وطبقة الكهنة التي كانت تخدم الكل وتمتص الكل وتخدر الناس على ما هم فيه لأستقرار وضع الطبقات الثلاث .. فتطورت الهياكل الثلاث وكل حسب مكانتها وحاجتها وتاثيرها على محيطها.. أسرع من الطبقة المضطهدة الفقيرة المحرومة الواسعة والتي كانت تخدم الكل وتعمل في كل شيء ٍ .. ولكنها كانت محرومة من الكل وكل الأشياء التي كانت تبنى بجهودها وموتها .. وهكذا ظهرت الإدارات في البنية الفوقية من الملوك و رجال الدين وقادة العسكر .. على حساب طبقة العبيد الأكثر إنتشاراً والعامة التي كانت تميل وتابعة للطبقات الثلاث التي كانت تنظمهم وتحميهم ..
دروست عزت
#دروست_عزت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإلحاد وإتهامه بالكفر..... الجزء الرابع
-
الإلحاد وإتهامه بالكفر الجزء الثالث :
-
الإلحاد وإتهامه بالكفر. ....الجزء الثاني
-
الإلحاد وإتهامه بالكفر...الجزء الأول
-
في رحاب الدين و السياسة
-
المرأة والدين ونفاق ما يقال عنها من رجال الدين ...
-
جدية العمل
-
لعبة الدول وخبثها في قتل الأرواح .....
-
إلى متى الغفلة .....؟
-
من يعرف قيمة الوقت هو فقط من يعمل بالجد .....
-
عقلانية التفكير وصواب الفكر في فهم الواقع المفروض
-
من المسؤل عن العقوبات البالية التي يعاقب الأبرياء بها عند ال
...
-
الحجج الضعيفة للمنافقين والعدل الصدوق من رب العالمين :
-
الوطنية هي حب الآخر من أجل حماية الوطن وشريكه المواطن
-
الميت في الفكر .. والحي في الفتن .. نزار نيوف نموزجاً ...
-
من وراء كل هذا ؟؟؟؟؟؟؟.. !!!!!!
-
القيادي بين التربية الصحيحة والكولكة الهزيلة المكشوفة
-
الداعشية صناعتها وموتها ....
-
إذا كان حزباً أو فرداً عليهم أن ينتبهوا إلى أخطائهم ....بدون
...
-
أشباح الفكر وجهابذة الفتن
المزيد.....
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي
...
-
طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|