|
المصالحة التاريخية مع الامبريالية
ابراهيم احمد
الحوار المتمدن-العدد: 4676 - 2014 / 12 / 29 - 15:40
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
من الصراع المرير مع الامبريالية العالمية والرسمالية ،شبه انقطع الامل في التصالح والمصالحة معها، حتى بعد رحيل الاستعمار الناتج عنها بوجهه المباشر ،فقد اعتمدت اخلاف وتنصيب جلادين من اهل البلاد ربطوا مصيرهم بمصير الامبريالية وسياساتها واستمر الحقد والكراهية بين الشعوب وخاصة تبع العالم الثالث او المحكوم حكما جبريا مدعما بالسلاح والمال من عواصم الامبريالية وحكم الشركات الراسمالية الكبرى ومع تقدم الزمن والتغييرات المرافقة له ظهرت تغييرات ولا اقول تطور لاننا وقعنا في حالة ياس بعد انهيار الاشتراكية العالمية كتجربة وكدولة وكسلطة حكم والتي كنا نظريا نعول عليها ان تكون الوارث الحقيقي لعصر الراسمالية وتتقدم نحو المثالية الشيوعية وبالرغم من الوعود والحديث عن الحاجة للاشتراكية المتطورة كمرحلة كان لا بد لمنظري الاشتراكية العلمية ان يدركوها قبل الولوج لعصر الشيوعية ،ولكنها كانت مرحلة ادارة للفشل بحجة تفعيل وشحذ النظام الاشتراكي بقوة دافعة جديدة ، فشلت مع ظاهرة غورباتشيف، بعدها لعن الاشتراكيون واليساريون عموما حظهم لتخليهم عن تروتسكي يوم اصر على شن الحرب على الرسمالية لتامين قوة الدفع الاشتراكي على حساب تدمير النظام الراسمالي والسير قدما وبقوة بمكتسبات وغنائم الحرب على حسابه والان يصرخ الكادحون وفقراء العالم والشعوب المقهورة من التحالف المعقود بين حكامهم والامبريالية العالمية ،وبملامح العولمة كنظام حتمي جديد تولد تلقائيا وبدون تخطيط مسبق نتيجة لتراكمات السلوك البشري مع امتداد كل التاريخ في تنسيق العلاقة بين المنتج والمستهلك ومن تجارب الانسانية فان الولادة التلقائية كانت دائما ايجابية ومفيدة للمظلومين اكثر من تلك الانظمة المحكمة التدبير والتي دائما بغض النظر عن وجهتها كانت تميل لصالح طبقات على حساب الاخرى من باب الحرص على تحقيق الهوى والمصلحة من مشرعين عنوانهم الهوى والمصلحة فمن الغباء ان يظن احدهم بان مشرع ليس من جلدته سيشرع له خيرا ومصلحة فلو تاملنا في هذا النظام الفريد من نوعه نظام العولمة لوجدنا فيه بارقة امل تبدا بالمصالحة التاريخية بين الطبقات والتخلص من عصابات الحكم التي تعيش على الاتاوة والخاوة باشكالها مدعمة بدعاية وطنية كذابة لخداع الجموع وشرعنة نفسها بتلك الشعارات التي اثببت دوما انها اسائت لا ستقلال شعوبها وطموحاتها الوطنية والاقتصادية فتنظر تلك الشعوب لحالها كل 10 سنوات او 5 سنوات بما خدعهم النظام وقال انها خطة خمسية او عشرية لتجد ان الدين الخارجي تضاعف والدخل الفردي قد هوى ومعدلات البطالة قد ازدادت والناتج الوطني قد تبخر واختفى نعم، المصانع والمنتجون في الغرب يقفون امام معضلة ستودي بطموحاتهم وحتى ببقائهم كمنتجين ان استمر الحال السياسي على حاله بين ادارتهم والانظمة الدكتاتورية في العالم الثالث فقد صار وجود الانظمة الدكتاتورية كقاطع طريق على المنتج في عرقلة تسويق انتاجه لارتفاع سعره برسوم البلطجة ولقطع النفس عن المستهلك الذي يحكمه ، قتعرض الانتاج للكساد ذلك الخطر الحقيقي القاتل للراسمالية التقليدية لماذا، لان المنتج يريد مستهلكا والمستهلك شحاد نتيجة لاستيلاء الانظمة المتسلطة على الثروات وعزوفها عن بناء اي مشاريع انتاجية تدر دخلا على جموع المستهلكين فقط تحيط انفسها بجيوش وامن يوفر الحماية لقصورها مما يزيد في تعاسة الشعب لان هذا على حساب مديونيته المتصاعدة مع الزمن سيقول البعض وهل تريد من الاحتكارات الدولية ان تحرر الشعوب وتصبح ثورية وداعمة للشعوب ضد الحكام؟؟ بعد ان كانت راس الحربة الاستعمارية وعدوة لطموحاتهم الحالة كالتالي منتج يهمه تصريف انتاجه ليربح فما يزيد ربحه ويروج بضاعته حجم الاستهلاك لها، فما الافضل لمصلحته ان يكون لبلد ما طبقة حاكمةمن 40 او 200 شخص بيد كل منهم على الاقل 10 مليار ان لم يكن اكثر حسب ما كشفته حراكات الربيع العربي، فهؤلاء لا يمكنهم استهلاك مثلا اكثر من 10 احذية بالعام اي بمجموعهم على الاكثر 2000 حذاء بالسنة ام تعاد فرد كروت توزيع اوراق الثروة لتشمل 50 مليون شخص بما يعنيه من استهلاك 50 مليون حذاء بالسنة على الاقل او 200 مليون علبة زبدة دنمركية بالشهر بدلا من 800 او الف علبة فقط ان بقي الامر في الحيازة الداخلية للثروة على حاله فروقات مذهلة للغاية بين حالتي الحيازة، فاعتقد ان قرار التغييرات السياسية في الوطن العربي قد اتخذت كمصلحة ضرورية جدا للشركات العالمية المنتجة تصل لحالة الصراع على البقاء وباقي التنفيذ لاعادة توزيع الثروات ليس حبا في العدالة وانما مصلحة تسويق للشركات العالمية الحاكم الفعلي بالغرب، فليس معقولا ان تبقى ملكية مختار او شيخ عائلة هنا او هناك 400 مليار وتبقى الملايين من المستهلكين جالسة ترعى حشيش الارض ايديها غير قادرة على تناول المنتج الغربي وهذه المصلحة غير المصممة المولودة تلقائيا بحيث سنرى الرسمالية واداراتها السياسية داعمة لانظمة سياسية جديدة في العالم الثالث تحرر الثروة لصالح الجميع بدون دكتاتور يحتكرها لنفسه واولاده وعائلته مشكلة الغرب الحقيقية في التنفيذ تكمن في ايجاد منظمات عمل اهلي غير حرامية لقيادة تلك البلدان وهذا صعب للغاية او ديمقراطية حقيقية ستفرز فوز الاحزاب الاسلامية وهذا خطر جدا ومحظور،او تعيين عملاء للغرب لادارة البلدان ديمقراطيا وهذا مستحيل منطقيا لانهم سيسرقون الثروة اكثر من الحاليين لانعدام الوازع الاخلاقي لديهم من الاساس او تعيين مندوب سامي مثل بريمر يتحالف مع اللصوص المحليين فيكنسوا الطاولة سويا ولا يبقوا عليها شيئا في النهاية وبعد مخاض طويل ستجد الراسمالية نفسها امام واقع ان الديمقراطية في بلدان العالم الثالث مصلحة اقتصادية لها ولشركاتها ولرفاه شعوب الغرب نفسه بالحفاظ على وظائفهم الانتاجية، سيذعنوا لقبول نتائج الديمقراطية مهما افرزت .........المهم استمرار نمو مستهلك مالكا للمال منسجم مع المنتج الغربي برحمة من العلاقات الانسانية المتبادلة بعملية تصالحية عالمية شاملة وبنظام جديد طابعه وسطي لا هو راسمالي افتراسي ولا اشتراكي رومانسي بقناعة العيش بزنوبة
#ابراهيم_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
محادثات أولية للمرحلة الثانية من اتفاق غزة ومبعوث ترامب يتوج
...
-
الاحتلال يصعد عدوانه على الضفة ويهجر آلاف العائلات بجنين وطو
...
-
الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في الضفة الغربية و-يجبر- عائلا
...
-
-ديب سيك- تطبيق صيني يغير معادلة الذكاء الاصطناعي العالمي..
...
-
الأزهر يعلن رفضه القاطع لمخططات تهجير الفلسطينيين
-
إقالة 12 مدعيا شاركوا بمحاكمة ترامب
-
أميركا تواصل ترحيل مهاجرين إلى غواتيمالا وتتجاوز الأزمة مع ك
...
-
سوريا.. ضبط شحنة كبيرة من الحبوب المخدرة على معبر نصيب الحدو
...
-
حرصا على كرامتهم.. كولومبيا تخصص طائرات لإعادة مواطنيها المر
...
-
مجلس الشيوخ يصوت على تعيين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|