أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل العدوان - الرهان الخاسر














المزيد.....

الرهان الخاسر


نبيل العدوان

الحوار المتمدن-العدد: 4676 - 2014 / 12 / 29 - 07:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما انطلقت ثورات الربيع العربي والتي اصبح من الواضح انها اشبه بثورات الخريف او بتعبير ادق ثورات الدم والدمار والويلات حيث سقطت العديد من الأنظمة "العلمانية" وحلت محلها أنظمة إسلامية من مصر الى تونس وغيرها , وبدا المسلمون بالاحتفالات واعتقدوا ان دولة الخلافة قادمة لا محالة, حتى ان بعض المعلقين يكتبون قائلين ان الشعوب اختارت مصيرها بالعودة الى الإسلام , وانها الصحوة الإسلامية وهذه هي إرادة الشعوب.

لكن لم تكن الا انتصارات وهمية مؤقتة ولن تدوم طويلا , لان كل شيء مبني على باطل هو باطل , وكل شيء مبني على اساسات بالية فمصيره السقوط, وهذه الأنظمة هي أيضا مبنية على عقيدة باطله وهي حتما ستسقط وهذا فعلا ما حصل في مصر مع مرسي والاخوان , واليوم نشاهد سقوط نظام إسلامي اخر بتونس حيث سقطت حركة النهضة الإسلامية وفاز حزب نداء تونس العلماني بالانتخابات وهذا السقوط كنت توقعته فور استيلاء الإسلاميين على الحكم في تونس بعد اسقاط نظام زين العابدين وكنت قد كتبت مقالة في ذلك الحين حول الموضوع , لقد اكتشفت الشعوب الإسلامية بان أنظمة الحكم الإسلامية فاشلة وادركوا ان تجربة العودة الى الإسلام مجرد حلم ان لم نقل كابوس .

لقد اثبتت كل التجارب ان أنظمة الحكم الاستبدادية والقمعية من صدام الى بشار ومبارك وزين العابدين على الرغم من كل سلبياتها هي افضل بكثير من أي نظام حكم ديني مثل نظام الاخوان في مصر او حركة النهضة في تونس اوحماس في غزة, واكبر دليل هو سقوطها المروع بعد ان اثبتت فشلها, وفي تطور ملفت ما قام به الملك محمد السادس ملك المغرب بحيث اصدر قرار يمنع رجال الدين التعاطي بالسياسة وهذا برأيي قرار جرييء ويستحق الاشادة به.

وفي تعليق اخر لاحد القراء على مقالة "الدولة الإسلامية صناعة أميركية" جاء فيه ان حزب اوحركة النهضة وهي نظام موازي لنظام الإخوان من حيث انتماءه الديني الإسلامي "هو من قرر التضحية بموقعه والتخلي عن الحكم " بصراحة لم اعرف ان كان علي ان ابكي اواضحك على هذا التعليق , فبالتاكيد حزب النهضة لم يضحي بشئ بل خسر الحكم و سقط لان الشعب التونسي فاق من سباته وحاول بأسرع وقت تصحيح الخطا الفادح الذي ارتكبه بانتخاب حزب ديني للحكم, لذلك أقول للذين راهنوا على نجاح الأنظمة الدينية ان رهانكم خاسر. وسقوط حركة النهضة وحزب الاخوان جاء بخيار وارادة الشعوب ولم يأتي من كرم اخلاقهم وتضحيتهم فنحن نرى ما يفعله الاخوان بمصر من اعمال ارهابية واستهداف لقوى الامن.

الشعب التونسي شعب منفتح ومثقف وهذه الدولة عرفت بمبادئها العلمانية وان مرت بفترة وجيزة من التخبط ووقعت بفخ تجار الدين وخرج قطارها عن سكته الا انه تدارك الامر واعاد القطار الى مساره الصحيح قبل ان يصل بالشعب التونسي الى مصير مجهول, كنت اتابع قيادات حزب نداء تونس على احدى الفضائيات العربية ولم ارى اي ملتحي او اي محجبة بل كان اعضائه من النخبة والمثقفين . هنيئا لشعب تونس على تحرره من نظام الاستبداد والقمع والتخلف الاسلامي المتمثل بحركة النهضة واستبداله بنظام او حزب نداء تونس المنفتح العلماني المثقف الذي يدرك معنى الحرية ويواكب للحضارة ويتطلع لمصالح شعبه .

كلمة اخيرة لهؤلاء الحالمين بحكم الاسلاميين استفيقوا من هذا الحلم لانه لن يتحقق وسيبقى مجرد حلم .

بالختام ومع قرب نهاية عام ال2014 الذي كان مليء بالدمار والحروب والدم اتمنى للجمبع بعيد رأس سنة ميلادية سعيد وان يحل العام الجديد 2015 واتمنى ان تنتهي الحروب في منطقة الشرق خصوصا في سوريا وان ينتهي الارهاب ويحل محله الامن والسلام ويعود المهجرين الى بيوتهم خصوصا مسيحيي الشرق الذين تم تهجيرهم من العراق وسوريا
كفى قتل ودمار وتهجير وتشريد وتجويع.

اعدكم بمزيد من المقالات بالعام الجديد 2015 اولها بعنوان "مثل ما قالت ام حسين" ارجو مواكبة هذه المقالات مع شكري الجزيل وتقديري لجميع القراء الاوفياء والداعمين والمعلقين منهم خصوصا
وكل عام والجميع بالف خير.



#نبيل_العدوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام دين المستقبل - الرد
- الدولة الاسلامية صناعة امريكية
- هذا ليس من الاسلام
- والله لنكيف
- المقاومة الاسلامية ام المقاومة الوطنية؟
- الاسلام والمجتمع
- امريكا في خطر
- الاسلام المعتدل
- العلمانية على الطريقة لاسلامية
- عجائب وغرائب الاسلام
- في جنة السلطانة
- جنة المسيح ام جنة محمد؟
- العودة للخلافة
- الحب حرام بالاسلام
- حوار اديان ام حوار طرشان
- الرحمن الرحيم
- الارملة البيضاء
- ما اجمل العيد
- سماسرة الموت
- ابناء العم


المزيد.....




- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل العدوان - الرهان الخاسر