صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1308 - 2005 / 9 / 5 - 10:16
المحور:
الادب والفن
22
... ... .... ....
أقطابُكُم لا تروقُ لي
مناهِجُكُم مُبَطَّنة بالدمّ
شرِّيرة
بعيدة عن شفافيّةِ الإنسانِ
بعيدة عن اِخضرارِ الرُّوحِ ..
أريدُ أن أُصافحَ إنساناً
يحضنُ بينَ جناحيهِ
حكمةَ الحياةِ!
لا أريدُ منهجاً شرِّيراً ..
أقطابُكُم مزدانة بالشَّوشراتِ
شوشراتُكُم الدَّمويّة لا تنتهي ..
سُمِّيَ الإنسانُ إنساناً
لأنَّهُ يألفُ المؤانسة ..
آهٍ .. خرجَ الإنسانُ
عن آدميّتهِ
عن سلوكِهِ
ككائنٍ أليفٍ ..
يرفعُ شعارات مبطّنة
تحملُ بين جنباتِهَا
وهجاً برَّاقاً ..
حالَمَا تقتربُ من وهجِهَا
تتراخى قدماكَ
تموتُ في العراءِ
كموتِ البعيرِ!
حقوقٌ مهدورة
اِنتهاكاتٌ صارخة
مريرة ..
غثيانٌ في الصَّباحِ
قرفٌ عندَ الظَّهيرةِ
عندَ هبوطِ اللَّيلِ!
أنهارٌ من الدِّمَاءِ
تَسيلُ معَ بزوغِ الفجرِ
في كلِّ الفصولِ ..
لا ترحمُ حتّى الشِّتاءِ!
حُرُوبٌ قميئة ..
صراعاتٌ دوّخوا بها العالَم ..
أينَ تصبُّ عُلُومُكُم
أين وجهُ الحضارة؟
لا أرى في السَّاحةِ الآن
سوى حضارة حربٍ ..
حضارةٌ مُكتظّة بالدَّمّ
بالغبارِ
بكلِّ أنواعِ المرارة!
حضارةٌ شائخة
مندلقة من رؤوسِ الصَّواريخِ
تَهْطلُ سُمُومَها بسخاءٍ جُنُونيّ
فوقَ صُدُورِ البشرِ!
... ... ... ... .... يتبع!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
مقاطع من أنشودةِ الحياة.
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟