أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد حياوي المبارك - أسماء في الممنوع















المزيد.....

أسماء في الممنوع


عماد حياوي المبارك
(Emad Hayawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4674 - 2014 / 12 / 27 - 19:28
المحور: كتابات ساخرة
    



(1)
كان اسمه (علي) ولأبوه اسم مركب هو (حسين شوقي)، وتيمناً بأبيه كان قد سمى ولده حسين.
خلال التسعينات قرر الشاب (حسين) المتاجرة بين بغداد وعمان، فأخذ بضاعة طازجة من (عثوق) التمر البرحي على ظهر شاحنة وتوجه بها للحدود ...
ولكن ضابط جوازات الحدود البرية التي تبعد مسير نصف يوم عن بغداد منعه من السفر وقال ...
ـ مادام أسمك (حسين علي حسين) عليك مراجعة الجوازات العامة ببغداد لتثبيت براءة ذمتك من شخص ممنوع من السفر ومطلوب للعدالة أسمه ـ حسين علي حسين ـ عد لبغداد فالأمر لا يحل هنا.
كان على جميع حاملي هذا الاسم الثلاثي (وهم كثر) أن يثبتون براءتهم من الشخص المشبوه قبل أقدامهم على السفر، وأن يحملون (كتاب تأييد) مصدق من بغداد معهم للحدود، فعاد من الرحلة الطويلة بعد أن لم يستطع أقناع الضابط بأن وضعه مختلف عن الباقين، وأن أسمه الثلاثي (حسين علي حسين شوقي) وشوقي ضمن اسمه الثلاثي.
تجول بين دوائر النفوس والجوازات، واختلفت الآراء بين خبراء الدوائر المعنية، فمنهم من يرى أن أسمه الثلاثي فيه شوقي لهذا يجوز تزويده بالتأييد لكن ضباط الجوازات يقولون بأن الحدود على حق لأنهم يكتبون أول ثلاثة أسماء وليست أكثر فيظهر لديهم المنع على جهاز الحاسوب ...
اقترحوا أن يراجع دائرة المخابرات لتؤكدوا للحدود بأن الشاب ليس من بين (المشبوهين) المطلوبين لديهم، فذهب ووجد الأبواب ... مُغلقة.
عاد ليتوسط مع بعض موظفي الحدود ويبحث عمن يُسهل أمره، صاح الكل ... لا نعلم فربما جَد أحد المطلوبين الرابع يكون (شوقي) ويفلت من (يد العدالة) لو رفعنا المنع عن أسمك، لأن الحاسوب لا يميز الاسم ثلاثي لو رباعي، وسيعاقب المسئول الذي (سيسهل) أمرك.
بعد أسبوعين (معمعة) وذهاب وجيئة، دخل الشاب للأردن، بعد أن اخذه مأمور من بغداد وعلى حساب الشاب للحدود ودفع المقسوم لعودته، وعندما دخل حدود الأردن وجد أن بضاعته قد أتلفتها الشمس ولم تعد تصلح سوى لعما الخل !
دفع للسائق فترة وقوف الشاحنة، وتخلص من بضاعته وخسر فلوسه وأقسم يمين أن لا يعود للعراق !
في عمان وأمام الغلاء وشحة فرص العمل، فضل أن يُهرب نفسه لأوربا ويصل ألمانيا، وهو اليوم تاجر مرموق.

(2)
قص لنا أهلنا بأنه قبل 70 سنه، حين سجلت الدولة العراقية الفتية (آنذاك) أسماء العراقيين الثلاثية، قام أحد الشيوخ هناك بتسجيل ثلاث من أبناءه الستة باسم أخيه الشقيق الذي أنعمه الله بخلف من البنات فقط، فكان الشيخ مضرب الأمثال بحكمته وتضحيته واعتزازه بأخيه ومن أجل بقاء أسمه ... خالداً.
لم يكتفِ الشيخ بذلك، وإنما دفع بأحد أبناءه الستة للاقتران ببنت عمه، فأخذهما والسعادة تغمره نحو المحكمة ليشرف (شخصياً) على عقد القران ويكون شاهداً، فأدخلهما بانتظار أن ينادي القاضي على الشهود ...
لكن القاضي أنتفض وعلا صوته القاعة وأسمع الولد والبنت كلمات نابية وطردهما خارج المحكمة، فخرج الصبي وخلفه بنت عمه يهرولان ...
دخل الشيخ على القاضي بغيظ وتكلم بحرقة وبعتب أمامه، فمن حق الشاب والشابة أن يتزوجا ما داما قد تعدّا الحدود الدنيا للعمر المسموح به في القانون ...
(سيادة القاضي ... من حق أبني أن يتزوج وأن أفرح به، فقد أجتاز 18 عام واختيار زوجه وهب بنت عمه، فماداما على دين واحد ومذهب واحد، والبنت أكبر من 16 عام، وهذا ما يقوله قانونكم، كان عليك أن تطلبني أن أشهد الزواج، فأنا عمها ووكيلها ...)
نظر القاضي له ثم راجع أوراق الشابين التي تركوها بين يديه حين لاذا بالهروب، ثم وجه كلام غليظ وبنبرة حادة ...
(كيف ترضى أن يتزوج أبن أخيك من بنت أخيك، ألا تدرك أنهما أخوين، ألا تستحي وأنت الرجل الحكيم وقدوة للشباب !!).
لم يفهم الشيخ أولاً بأن الأسمين المسجلين بشهادتي ميلاد أبنه وبنت أخيه، هما باسم أخيه، صحيح كان ذلك قبل سنين وبرغبة منه، لكنهم جميعاً قد غفلا عن الموضوع !
... تكفل الشيخ بتصحيح الأمر وإعادة أبنه (له) ودعاهما الذهاب بأوراقهم الجديدة للمحكمة، لكنه تفاجأ بأن لا الشاب ولا الشابة على استعداد للمثول من جديد أمام القاضي خوفاً وتحوطاً من أن يظهر ما يدفع القاضي لأهانتهما من جديد، فقد كانا يتذمران آخر كلمات تلفظها القاضي بأنه سيودعهما السجن ويقوم بعرضهما على الرأي العام.
ركبا الباص المتجه للمدينة القريبة يحملان وثائقها وهم لا يستطيعا تفهم ما فعلاه الأب والعم قبل عشر سنين !

(3)
في سنين منع السفر على العراقيين لأتفه الأسباب، كان مهندس البناء الذي تم تعيينه في منظمة الطاقة الذرية بنهاية السبعينات، يحرص بالتفاخر بعمله ويقول بأنه يُساهم ببناء واحداً من ركائز العلم والأقتصاد بالعراق.
وكان مثار شك كل ما يدعيه ويقصه علينا، من بينها أنه قد شهد بأم عينه في العام 81 حين كان يعتلي رافعة بناء عملاقة، كيف تم للطائرات (أف 16) الإسرائيلية قصف تلك المنشأة الثمينة لتصبح بين ساعة وأخرى مجرد حطام وثقل على الفنيين الذين شرعوا بحسب الأوامر أن يُزيلون الحطام ...

المصادفة هي وحدها التي حولت صفقة الطائرات (أف 16) قد تم تهيئتها للتسليم لنظام الشاه بإيران في العام ثمانون، والثورة الإسلامية المناوئة للغرب ومجيء الأمام الخميني للسلطة قد جعل أمريكا تُلغي الصفقة من طرف واحد، لتجدها إسرائيل (طبخة) جاهزة لتبتلعها.
وبرغم أن هذه الطائرة الحديثة في حينها كان يدفعها محركاً واحداً وهي أصغر بالحجم من الـ (أف 15) ذات المحركين التي خبرها الطيار الإسرائيلي، لكنها نجحت برفع حمولتها وإيداعها (بدقة) في قلب المفاعل الذي هيأت الشركة الفرنسية (الأجواء) لضربه ...
تملك الرجل المهندس أحباط شديد بعدما لم يجد من يقص عليه المزيد من القصص الملفقة، خصوصاً حين نقلوا خدماته لمؤسسة جديدة لا تمت بصلة بعمله، فقدم استقالته متنازلاً عن تقاعده بمقابل عدم ملاحقته بما يترتب على ذلك من تبعات قانونية.

حزم الرجل حقائبه، ووجدها فرصة أن تهتم به الـ (يو أن) والدول الغربية كونه يتحفظ على أسرار غاية بالأهمية، منها ما يتعلق ـ حسب ما قال ـ بإخفاء العراقيون لليورانيوم تحت نهر ديالى، وتفاصيل قيامه ورفاقاً له بالمهمة العسيرة بعد نشوب حرب إيران قبل قرابة العام على قصف المفاعل بأوامر عليا للحفاظ عليه من الغارات الإيرانية، وهو كان أحد تحوطات الأمان إضافة لمساهمته ـ يقول ـ ببناء ساتر عملاق حول المفاعل ونشر بالونات هوائية وغيرها.
في الحدود ... قالوا له بأن أسمه لا يزال في قائمة المنع، لم تُفيده توسلاته فعاد إدراجه ...
لم يستطع وبكل إجراءاته الرسمية أو التوسطات أن يرفع أسمه من قائمة (سرية) لا يسمحون باختراقها بسهولة، تمنع منتسبي منظمة الطاقة الذرية (الملغاة) وهيئة التصنيع العسكري من السفر لخارج العراق ...

كان الرجل يفخر بأنه من (أعمام) كرماء شرفاء معروفين للدرجة التي يؤكد بأنه حتى أسم والده (جليل) يعني الكرم والعفة ...
وهذا الأمر كان مفتاح البوابة التي فكر أن ينفذ من خلالها للعالم بأقل الخسائر.
فقد (رفع) نقطة من تحت (الجيم) في الجواز ليضعها فوقها ولتصبح (خاء) ويكون أسم والده أمام مشغل حاسبة المنع بالحدود (خليل بدل جليل) ... وقام الأخ بتغيير معالم حرف (جي) بالأنكليزية نحو حرف الـ ... (كي).
وكانت المفاجأة حين خرج أسمه بريئاً من الخطوط الحمر وليصل عمّان !

... ربما كان الرجل كريماً ـ كما يدعي نفسه ـ لكن بإفشاء أسراراً غامضة لموظفي الأمم المتحدة بعمان، لكنه ليس جليلاً، لأنه أفشى بأسرار أوصلته لأوربا بسهولة (خوفاً) عليه من افتضاح أمره وبطش النظام العراقي فيه ...
الخيانة خيانة يا صاحبي والنقطة التي غيرت مستقبلك هي نقطة سوداء بجبينك .. .



#عماد_حياوي_المبارك (هاشتاغ)       Emad_Hayawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دوامة عمرها مائة عام
- انقلابات لا تنتهِ
- منازلة أم المعارك
- هيتشكوك
- المعادلة المعجزة
- حيتان
- آباء وأمهات
- مجرد كلام يستودَي
- هذا أنا ... عماد
- نوم ... شياطين
- يوم أكتشفتُ أني ... غير مؤمن !
- العتب على ... السمع
- ورقة التوت
- الآنسة ... بابيت
- عملية اغتيال ... بدالة
- مستقيمات
- لواكة لبّي
- حكايا وبغايا
- لازوردي
- كالكوووون


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد حياوي المبارك - أسماء في الممنوع