|
المطلوب الاصلاح الديني وتحديث الاسلام
سناء بدري
الحوار المتمدن-العدد: 4674 - 2014 / 12 / 27 - 18:51
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المطلوب الاصلاح الديني وتحديث الاسلام مما لاشك فيه انه منذ ظهور الرساله المحمديه والدعوه الى الاسلام ونشئة الدين الاسلامي قد مر عليه 1400 عام.انتشر الاسلام في بقاع الارض بالدعوى او الفتوحات كما يسميها اتباعه, لكن الزمان قد تغير وتواجد الاسلام في دول العالم المختلفه والاختلاط مع اديان واعراق وملل وطوائف يتطلب منه تقبل الاخر المختلف وعدم اكراه الاخرين على تقبل الاسلام الا اذا كان ذلك طوعا ورغبة من الراغبين الانضمام اليه من مقولة لا اكراه في الدين. لقد توصلت الكنيسه وعلى رأسها البابا الحالي ان الكتاب المقدس قد كتبه اناس عادين وانه من الممكن والاكيد انه هناك اخطاء ومفاهيم يجب ان تصحح وان العقل والعلم والمنطق لا يتقبل كل الاساطير والاحداث كما جاءت بالكتاب المقدس وان تغير الزمان والمكان واثبات نظريات علميه وحقائق قد غير كثير من المفاهيم الدينيه لكن الجوهر هو وجود خالق وان هناك حياه ما بعد الموت اي البعث وليس من الضروره ان تكون التصورات كما وردت بالانجيل حرفيا وان على الاديان السماويه تتشارك في تقبل فكرة وجود الله من هنا لم ترفض الكنسيه والمسيحيون الاصلاح الديني والحداثه.رغم انها حاربته في البدايه ولم تقصر بالمخالفين والحروب الدينيه والاختلاف حصدت ملاين الارواح لكن النهايه كانت في صالح الانسان والاتباع. اذا كانت الكنيسه قد اجبرت على التراجع او انها اقتنعت لوحدها ليس هو المهم.الاهم هو عودة الكنيسه الى موقعها في دور العباده واقتصر دورها على الشق الايماني الديني والدعوى الى محبة كافة خلق الله رغم الاختلاف. لكن الاسلام يعتبر ان القرأن هو كتاب منزل من السماء لذا من الواجب اتباعه حرفيا وعدم الانتقاص او اهمال او حتى تغير او تحديث لاياته واحادثه. الواقع والاقرب الى المنطق ان القرأن كتبه اوائل المسلمين ولا يمكن ان يكون منزلا من الله لانه يتناقض حتى مع فكرة الله خالق السموات والارض وباعث نبيه محمد للدعوه الى الاسلام وعبادة الله الاحد. تقسيم القرأن على اساس تاربخي اي القرأن المكي وقرأن المدينه والتناقض بينهما من فترة السلم وتقبل اتباع الديانات السماويه ومن ثم الى محاربة الاخر المختلف.يجعلنا نؤكد بشريته. هناك ايات تحث المسلمين على اعتبار المسيح عيسى ابن مريم صاحب رساله مثله مثل موسى نبي اليهود و تدعو الى تقبلهم واحترامهم وهناك ايات واحاديث تعتبرهم كفار وضالين وبجب محاربتهم لن ادخل في موضوع صراع اديان قدر التنويه الى ان القرأن حمال اوجه وفيه كثير من التناقضات والاخطاء وان احاديثه واياته تدل على مراحل تاريخيه واحداث عدا عن الشق الاخلاقي الديني والدعواوي. من هنا نرى ان هناك احاديث وايات قيلت في زمنها وانتهت مدة صلاحيتها ولا تتماشى مع هذا العصر وهذا الزمان. من غير الممكن اليوم اسقاط احداث واحاديث منذ فترة الرسول وان صالحه لمكاننا وزماننا الحالي وتتوافق مع تقدمنا الفكري والحضاري الذي تتطور ليوكب العلم والمنطق والاخلاق الانسانيه ومع جوهر حقوق الانسان الذي كلف الملاين من الارواح لتحقيقه والاقتداء به مع احترام قدسية الاديان والحريه المطلقه لمعتنقها على قاعدة العيش المشترك للجميع. احدى اكبر المشاكل التي تواجه الاسلام هو رفض التحديث والاصلاح الديني وهي تعتبر من المحرمات وعقابها هو الرده عن الاسلام وتصل عقوبتها حتى الموت.وكل من يجاهر او يحاول التشكيك بأيه او حديث يتهم بأزدراء الدين واهانته ويكفر ويفرض عليه الحد او الطلاق مثل ما حدث مع الكاتب والاستاذ نصر حامد مثلا عدا عن الكثيرين الذين اعدموا او سجنوا او اضطروا الى اللجؤ الى المنافي في دول اخرى. ان مخالفة اي آيه او حديث يعتبر خروج عن الدين وتعالميه.فمثلا هل السبي واسر واغتصاب وبيع النساء كجواري قبل 1400عام يتماشى مع الحاضر رغم تحليله دينيا. كل ما يتعلق بالمرأه من ناحية شهادتها وميراثها وحقوقها ومساواتها هل ما كان عليه منذ مجئ الاسلام مازال صالحا مع مواثيق حقوق الانسان. السؤال الذي يتبادر الى الذهن دائما هو ان الاسلام يقدس النبي محمد اكثر من تقديسه لالله مع العلم انه من المفروض ان يكون العكس.يرفض اي مسلم بالعالم اقناع نفسه حقيقة ان النبي محمد هو انسان ومن المؤكد انه وقع في اخطاء كثيره قبل الوحي وبعده. من هنا نجد ان المسلمين في العالم تظاهروا واحتجوا في كل العالم بردات عنيفه وحاده على الرسوم المسيئه للنبي محمد ولم نراهم بهذا الزخم الحاد والمنفعل حينما تتعرض الذات الالهيه للاهانه. رغم كل ذلك ان الاصلاح الديني والتحديث يعني الغربله والبقاء على جوهر الدين الاسلامي ونبيه ووجود خالق وبعث .وعلى المحبه وتقبل الاخر المختلف . اذا كان الاسلام يعترف بالاديان السماويه وان مصدرها الله وان دينه هو المكمل فمن المفروض دينيا تقبل الاخر المختلف عدا عن تقبلهم انسانيا واخلاقيا.هذا من جهه ومن جهه اخرى برفضه الاخر المختلف يتحدى ارادة الله ويحاول المزاوده على حكمته ورحمته وارادته.اذ ان الله من المفروض هو خالق كل البشر رغم اختلاف اديانهم. اعتقد انه آن الاوان على المسلم ان يخرج من وصاية رجال الدين والشيوخ واحكامهم وقبضتهم وان يترك مساحه لعقله وانسانيته وان يتقبل الاخر مثل ما الاخر تقبله وان يمارس شعائره دون احقاد واقصاء وتغيب واقصاء للاخر المختلف. على المسلم ان يكون حكيم نفسه ويرفض فتاوي الاقصاء والتحجيب والتغيب والهيمنه والتحشيد والتجيش والاستعلاء لكل ما هو مختلف. ان بث الحقد والبغض والكراهيه وتعبئة وبرمجة العقول على هذه المفاهيم يخرج لنا اجيال حاقده متزمته فاشيه وحتى نازيه وتغذي الارهاب وتنظيماته. اعتقد ان الاصلاح الديني والتحديث مطلوب وذلك لمصالحة الاسلام وبقائه وانضمام افواج جديده اليه وهو لا يضر الدين بل قد يساعد على تقبله من غير المسلمين والا فكيف نريد اظهار تقبلنا للاخر المختلف والقرآن فيه ايات تحث على القتل والمحاربه لغير المسلمين. ان تقبل فكرة كتابة القرآن من قبل البشر هو اقرب للعقل والمنطق من نزوله من السماء مع كل تناقضاته هذا من جهه ومن جهه اخرى غربلته وتحديث اياته مطلب عقلاني انساني منطقي وحتى ديني. لربما ما جاء في القرآن تناسب مع فترة كتاباته زمانيا.والاحداث انذاك دعت الحاجه الى قبولها كما هي لكن اليوم انتهت الحروب الدينيه والاسلام ليس بحاجه الى حروب واقصاءات ليثبت نفسه ووجوده. حتى الايات القرانيه قد تفقد فترة صلاحيتها فما الضرر اذا الغيت او حدثت. ختاما قد يدعي البعض ان الاصلاح الديني والتحديث هو مخالف للدين لكني ارى ان جوهره لن يتغير اذا غربل.
#سناء_بدري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اعذار اقبح من ذنوب لتبرير الارهاب
-
رسالة الغرب للاسلام لامكان للتطرف والارهاب
-
ابتعادنا عن العقل سبب تخلفنا وليس الدين
-
مساواة المرأه بالرجل=مجتمعات متطوره سعيده
-
المرأه مكانها بالمطبخ انسوا المساواه
-
مكافحة العنف ضد المرأه له يوم عالمي
-
الاسلاموفوبيا بين الوهم والحقيقه
-
المسلمين في الغرب بين التهميش والاندماج
-
داعش والمرأه
-
تركيا وايران في الميزان والقبان
-
الاسلام يحارب الجميع ولا حرب عليه
-
مطالبة المرأه بالمساواه تتعارض مع دينها
-
داعش سقوط الاقنعه وكشف المستور
-
الاسلام يخسر المعارك وقد يخسر الحرب
-
حماس والانتصار بطعم الهزيمه
-
علي بابا دوت كوم والاربعين مخترع
-
الاسلام السياسي والارهاب الديني يلتقيان بالاهداف
-
الحرب على الارهاب فقط اذا هددت المصالح
-
نريد وطن بلا نفايات
-
اليوم اطفئ شمعتي الاولى في الحوار
المزيد.....
-
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي
...
-
أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى
...
-
الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي-
...
-
استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو
...
-
في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف
...
-
ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا
...
-
فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
-
ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|