طلال الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 4674 - 2014 / 12 / 27 - 12:44
المحور:
حقوق الانسان
العديد يصدق الوهم الذي يزعم ان وجود نصب الحرية في الولايات المتحدة يستبعد وجود سجناء سياسيين فيها.
وجهت اساتا شاكور, سجينة سياسية سابقة من الولايات المتحدة تعيش في المنفى في كوبا حاليا, رسالة مفتوحة إلى وسائل الإعلام. ادناه ترجمتي لها.
..........
23 ديسمبر2014
اسمي اساتا شاكور. لقد نجوت من رقيق القرن 20th. بسبب الاضطهاد الحكومي، لم يترك لي أي خيار آخر سوى الفرار من القمع السياسي والعنصري والعنف الذي يهيمن على سياسة الحكومة الأمريكية تجاه الملونين. أنا سجينة سياسية سابقة، وأعيش في المنفى في كوبا منذ عام 1984.
لقد كنت ناشطة سياسية معظم حياتي. فعلت الحكومة الأمريكية كل ما في وسعها لتجريمي، مع العلم أني لم امارس نشاطا اجراميا بالمرة في أي وقت في حياتي. في 1960s، شاركت في العديد من الصراعات: حركة تحرير السود، وحركة الحقوق الطلابية، والحركة لإنهاء الحرب في فيتنام. انضممت إلى حزب الفهود السود. بحلول عام 1969 اصبح حزب الفهود السود المنظمة رقم واحد التي يستهدفها مكتب التحقيقات الفدرالي. لأن حزب الفهود السود طالب بالتحرير الكامل للسود، مما حمل إدغار هوفر (مدير مكتب التحقيقات الفدرالي وقتها والذي كان معروفا بسعاره المعادي للشيوعية وللاعمال الثورية. ط.ا) الى وصفه بأنه "أكبر تهديد للأمن الداخلي للبلاد"، وتعهد بتدميره والتخلص من قادته الناشطين.
في عام 1978، كانت حالتي واحدة من العديد من الحالات التي تضمنها الالتماس المقدم الى منظمة الأمم المتحدة من قبل المؤتمر الوطني للمحامين السود، التحالف الوطني ضد القمع العنصري والسياسي، والكنيسة المتحدة -لجنة المسيح للعدالة العنصرية، وتعرضها الى وجود سجناء سياسيين في الولايات المتحدة والاضطهاد السياسي والمعاملة القاسية واللا إنسانية التي يلاقونها في السجون الأمريكية. ووفقا للتقرير:
"إن مكتب التحقيقات الفيدرالي وإدارة شرطة نيويورك, على وجه الخصوص, اتهما اساتا شاكور بالمشاركة في الهجمات على الموظفين المكلفين بتنفيذ القانون, ومن ثم تعميم هذه الاتهامات على نطاق واسع بين وكالات الشرطة والوحدات. مكتب التحقيقات الفدرالي وشرطة نيويورك اتهما اساتا شاكور بكونها زعيمة جيش التحرير الأسود التي وصفتها الحكومة ووكالاتها المعنية كمنظمة تعمل على إطلاق النار على رجال الشرطة. وقد تم تعميم وصف جيش التحرير الأسود واتهام اساتا شاكور بعلاقتها مع هذا الجيش على نطاق واسع من قبل عملاء الحكومة بين وكالات الشرطة والوحدات. ونتيجة لأنشطة الحكومة أصبحت السيدة شاكور شخصا مطاردا. تحدثت الملصقات في مراكز الشرطة والبنوك عن تورط مزعوم في أنشطة إجرامية خطيرة. كانت شاكور أبرز الاشخاص على قائمة المطلوبين لمكتب التحقيقات الفدرالي واعطي الاذن للشرطة على جميع المستويات باطلاق النار عليها وقتلها."
لقد اتهمت زورا في ستة "قضايا جنائية" مختلفة, وقد تمت تبرئتي أو اسقاط التهم ضدي في نهاية المطاف في كل تلك التهم, ولكن هذا لا يعني أني تلقيت العدالة في المحاكم. فالادلة التي قدمت ضدي كانت واهية جدا وكاذبة, مما جعل الحكم ببرائتي أمرا لا بد منه. وكان هذا الاضطهاد السياسي جزءا لا يتجزأ من سياسة الحكومة للقضاء على الخصوم السياسيين عن طريق اتهامهم بارتكاب الجرائم وإلقاء القبض عليهم دون أي اعتبار واقعي لهذه الاتهامات.
فى 2 مايو 1973، اوقفت الشرطة السيارة التي كنت استقلها مع زيد مالك شاكور و سونياتا العاقولي عند بوابة نيو جيرسي لادعاء بعطب ضوء السيارة الخلقي. خرجت سونياتا من السيارة لتحديد السبب في إيقافنا. زيد وانا بقينا في السيارة. ثم جاء شرطي وفتح باب السيارة وبدأ بسؤالنا. لأننا كنا سود ونستقل سيارة تحمل لوحة ولاية فيرمونت، ادعى الشرطي بان الامر يبعث على الشك. ثم سحب مسدسه وصوبه نحونا، وامرنا أن نخرج ونرفع أيدينا الى اعلى حيث يمكن رؤيتها. أنا امتثلت. وفي جزء من الثانية، كان هنالك صوت ينبعث من خارج السيارة اعقبته حركة مفاجئة، وأصبت مرة واحدة في ذراعي ثم مرة أخرى من الخلف. قتل زيد في وقت لاحق، كما قتل الشرطي ويرنر فورستر. وعلى الرغم من اعتراف رجل الامن هاربر بأنه أطلق النار وقتل زيد، فانه وفقا لقانون الجنايات في نيو جيرسي، تم اتهامي باني الذي قمت بقتل زيد، الذي كان اعز صديق ورفيق لي، واتهامي كذلك في وفاة الشرطي فورستر. طغاني حزن لم اشعر بمثيله من قبل في حياتي. اما زيد, فواضح فانه فقد حياته اثناء محاولته حمايتي وحماية سوندياتا ومساعدتنا للوصول الى مكان آمن. على الرغم من أن زيدا كان اعزل من السلاح وانه عثر على المسدس الذي قتل الشرطي فورستر تحت ساق زيد، فان سونديتا، التي اعتقلت في وقت لاحق، اتهمت أيضا بقتل الاثنين كما في حالتي. لم نتلق انا و سوندياتا محاكمة عادلة وتمت أدانتنا مسبقا عن طريق وسائل الإعلام قبل بدء المحكمة. ولم يسمح لوسائل الإعلام لمقابلتنا، على الرغم من أن شرطة نيو جيرسي ومكتب التحقيقات الفيدرالي قاما بتغذية قصص للصحافة على أساس يومي. في عام 1977، تمت أدانتي من قبل لجنة محلفين كلهم من البيض وحكم علي بالسجن لمدة لا تقل عن 33 عاما. في عام 1979، خوفا من أن أقتل في السجن، ومع العلم أنني لن احصل على أي معاملة عادلة، اطلق سراحي من السجن بمساعدة مستمرة ومكثفة من رفاقي الذين فهموا أعماق الظلم في حالتي، والذين كانوا أيضا خائفين للغاية على حياتي.
صدر تقرير لجنة تشيرتج في مجلس الشيوخ الأميركي في 1976 بخصوص العمليات الاستخباراتية داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وكشف أن " مكتب التحقيقات الفدرالي FBI قد حاول سرا التأثير على اعتقادات الناس حول الأشخاص والمنظمات من خلال تسريب المعلومات المشينة حولهم للصحافة، إما بواسطة شخص "مجهول" أو من خلال اتصالات "ودية" مع وسائل الاعلام". من الواضح ان هذه السياسة نفسها لا تزال تطبق إلى حد كبير في واقع اليوم.
في 24 ديسمبر، 1997، عقدت ولاية نيو جيرسيى مؤتمرا صحفيا للإعلان عن أن شرطة ولاية نيو جيرسي كانت قد كتب رسالة إلى البابا يوحنا بولس الثاني وطلبت منه التدخل لصالحها للمساعدة في ارجاعي القسري إلى سجون ولاية نيو جيرسي. ورفضت شرطة ولاية نيو جيرسي ان تفصح عن مكنون رسالتها. بسبب توجسي أنهم, الشرطة, ربما شوهوا تماما الحقائق وانهم يحاولون استغلال البابا لان ينفذ مطالبهم باسم الدين، قررت أن أكتب للبابا لشرح واقع "العدالة" للسود في نيو جيرسي و في الولايات المتحدة.
في كانون الثاني من عام 1998، خلال زيارة البابا إلى كوبا، وافقت على إجراء مقابلة مع الصحفي من NBC رالف بينزا حول رسالتي إلى البابا، عن تجاربي في نظام المحاكم في نيو جيرسي، وحول رأيي في التغييرات في معاملة السود في السنوات ال 25 الماضية. وافقت على قيام هذه المقابلة لأنني رأيت ان هذه الرسالة السرية المبتذلة بحقي الموجهة للبابا هي مناورة دعائية من جانب شرطة ولاية نيو جيرسي، ونتيجة لمحاولة سافرة للتلاعب بالبابا يوحنا بولس الثاني. لقد عشت في كوبا لسنوات عديدة، ولم اكن على اتصال مع وسائل الاعلام التي تنشد الاثارة والتشويه كما هو واقع وسائل إعلام اليوم والذي هو أسوأ مما كان عليه قبل 30 عاما. بعد سنوات من وقوعي ضحية وسائل الإعلام "المؤسساتية" كنت ساذجة باعتقادي أني ساحصل أخيرا على فرصة لاقص روايتي بنفسي. وبدلا من نشر مقابلة معي، ما حدث انهم قسموا تقريرهم عني الى ثلاثة أجزاء وبتشويه تام للحقائق وبتقرير يتسم بعدم الدقة وبالكذب الصريح. NBC حرفت عمدا الحقائق. ليس فقط لم تنفق NBC آلاف الدولارات لحصر عرض "المقابلة" فقط من قبل NBC، فانهم انفقوا أيضا قدرا كبيرا من المال للإعلان عن هذه "المقابلة" على محطات إذاعة السود, اضافة الى إشعارات وضعت في الصحف المحلية.
مثل معظم الناس الفقراء والمظلومين في الولايات المتحدة، لم يكن لدي صوت. السود والفقراء في الولايات المتحدة لا يتمتعون بحرية حقيقية في الكلام او التعبير, ويملكون حرية ضئيلة جدا في الصحافة. الصحافة السوداء ووسائل الإعلام التقدمية لعبت تاريخيا دورا أساسيا في النضال من أجل العدالة الاجتماعية. نحن بحاجة إلى مواصلة وتوسيع هذا التقليد. نحن بحاجة إلى إنشاء وسائل الإعلام التي تساعد على تثقيف شعبنا وأطفالنا، وليس إبادة عقولهم. أنا امرأة واحدة فقط. وأنا لا أملك أي محطة تلفزيون أو محطة راديو أو صحيفة. لكني أشعر أن الناس بحاجة إلى أن يعلموا بما يجري وان يفهموا العلاقة بين وسائل الإعلام وأدوات القمع في أمريكا الشمالية. كل ما لدي هو صوتي، روحي والإرادة لقول الحقيقة. ولكنني أطلب بإخلاص من أولئك في وسائل إعلام السود، ووسائل الإعلام التقدمية، وأولئك الذين يؤمنون بالحرية الحقيقة، لنشر هذا البيان وتعريف الناس بما يحدث. ليس لدينا أي صوت، لذلك يجب أن تكون انت صوت من لا صوت لهم.
اطلق سراح جميع السجناء السياسيين. أبعث لكم حبي وتحياتي الثورية من كوبا، واحدة من بقع العالم الاكثر شجاعة والأكثر مقاومة التي وجدت في أي وقت على وجه الارض.
اساتا شاكور, هافانا، كوبا
--------
الرسالة في
http://www.miseeharris.com/assata-shakur-open-letter-media/
#طلال_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟