أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسني إبراهيم عبد العظيم - القاهرة كما شاهدها ابن خلدون منذ ستة قرون














المزيد.....

القاهرة كما شاهدها ابن خلدون منذ ستة قرون


حسني إبراهيم عبد العظيم

الحوار المتمدن-العدد: 4674 - 2014 / 12 / 27 - 01:42
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


القاهرة كما شاهدها ابن خلدون منذ ستة قرون


ابن خلدون هو ولي الدين أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن الحسن بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن خالد بن عثمان الحضرمي, ولد في تونس عام 1332م/732هـ لأسرة أندلسية عريقة تعود إلى أصول يمنية في حضرموت, وينتهي نسبها إلي الصحابي الجليل " وائل بن حجر" رضي الله عنه، الذي كان من كبار الصحابة وتولى تعليم القرآن ونشر الإسلام في اليمن.

كانت حياة ابن خلدون مليئة بالأحداث، وجاب في الشطر الأول من حياته العالم الإسلامي من غربه إلى شرقة، وتنقل بين مدنه العامرة من ابتداءا من تونس مسثط رأسه إلى غرناطة، وإشبيلية بالأندلس، مرورا بفاس وتلمسان وبسكرة ووهران بالمغرب العربي، ثم الإسكندرية والفيوم والقاهرة بمصر، ودمشق، في الشام.

غير أنه لم ينبهر بأي مدينة زارها قدر انبهاره بمدينة القاهرة، ولم تطل إقامته بمدينة قدر إقامته بالقاهرة، ولم تنعم حياته بالاستقرار والسكينة والهدوء إلا في جنباتها، حيث كانت حياته قبل مجيئه للقاهرة عرضة لتقلبات وأزمات شتى، سردها بنفسه في كتابه التعريف بابن خلدون ورحلته غرباً وشرقاً.

وصل ابن خلدون القاهرة قي عام 1382ميلادية ، الموافق لعام 784 هجرية، وكان ذلك في عهد السلطان المملوكي "الظاهر برقوق" ولم تكن القاهرة مقصده في الأساس، وإنما كان متجها للحجاز لأداء فريضة الحج، ولما دخلها انبهر بها إيما انبهار، وقال فيها كلاما أقرب للشعر من فرط إعجابه بها.

كتب ابن خلدون (فانتقلت إلى القاهرة أول ذي القعدة، فرأيت حاضرة الدنيا وبستان العالم، ومحشر الأمم، ومدرج الذر من البشر، وإيوان الإسلام وكرسي الملك، تلوح القصور والأواوين في جوه، وتزهر الخوانق (وهي مساكن الصوفية المنقطغين للعبادة وأعمال الخير ومفردها خانقاه) والمدارس بآفاقه، وتضئ البدور والكواكب من علمائه، قد مثل بشاطئ بحر النيل نهر الجنة،ومدفع مياه السماء، يسقيهم النهل والعلل سيحه، ويجبى إليهم الثمرات والخيرات ثجة، ومررت في سكك المدينة تغص بزحام المارة، وأسواقها تزخر بالنعم) (ابن خلدون التعريف 2006: 246-247)

ثم يستطرد قائلا:(وما زلنا نحَدِّث عن هذا البلد، وبُعد مداه في العمران، واتساع الأحوال، ولقد اختلفت عبارات من لقيناه من شيوخنا وأصحابنا، حاجّهم وتاجرهم بالحديث عنه، سألت صاحبنا قاضي الجماعة بفاس، وكبير العلماء بالمغرب: أبا عبد الله المقرمي، فقلت له كيف هذه القاهرة؟ فقال من لم يرها لم يعرف عز الإسلام).

وسألت شيخنا أبا العباس بن إدريس كبير العلماء ببجاية مثل ذلك فقال كأنما انطلق أهله من الحساب، يشير إلى كثرة أممه، وأمنهم العواقب، وقال الفقيه القاضي أبو القاسم البرجي عندما سُئل عن القاهرة، وكان في حضرة الســـلطان أبي عنان: (أقول فى العبــارة عنها على سبيل الاختصار : إن الذى يتخيله الإنسان فإنما يراه دون الصورة التى تخيلها، لا تساع الخيال عن كل محسوس، إلا القاهرة ، فإنها أوسع من كل ما يتخيل فيها؛ فأعجب السلطان والحاضرون بذلك) (ابن خلدون التعريف 2006: 247-248)

تلك كانت صورة القاهرة كما وصفها ابن خلدون منذ أكثر من ستمائة عام، كانت جوهرة الدنيا في العصور الوسطى، وستظل القاهرة رغم كل شيئ قلب الأمة العربية، ودرة تاجها



#حسني_إبراهيم_عبد_العظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا فعل الرجال بكلمات الله؟
- التحليل السوسيولوجي لظاهرة الانتحار
- مآثر إسلامية على الحضارة الإنسانية
- التدين بين أداء الشعائر وبناء الضمائر 2/2
- التدين بين أداء الشعائر وبناء الضمائر
- الاتصال الإنساني: مفهومه وعناصره الأساسية 4/4
- الاتصال الإنساني: مفهومه وعناصره الأساسية 3
- الاتصال الإنساني: مفهومه وعناصره الأساسية 2
- الاتصال الإنساني: مفهومه وعناصره الأساسية
- المعرفة العلمية: مفهومها، بنائُها وسماتها 4/4(*)
- المعرفة العلمية: مفهومها، بنائُها وسماتها3 (*)
- المعرفة العلمية: مفهومها، بنائُها وسماتها 2 (*)
- رحيل محمد جسوس: سقراط السوسيولوجيا العربية
- المعرفة العلمية: مفهومها بنائُها سماتها 1 (*)
- في نظرية رأس المال الاجتماعي 5 /5(*)
- في نظرية رأس المال الاجتماعي 4 (*)
- في نظرية رأس المال الاجتماعي 3 (*)
- في نظرية رأس المال الاجتماعي 2 (*)
- في نظرية رأس المال الاجتماعي 1 (*)
- الأبعاد الإيكولوجية للمرض: تحليل سوسيولوجي لجدلية العلاقة بي ...


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسني إبراهيم عبد العظيم - القاهرة كما شاهدها ابن خلدون منذ ستة قرون