أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريمة مكي - عشية عيد الحب -8-














المزيد.....

عشية عيد الحب -8-


كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 4673 - 2014 / 12 / 26 - 17:59
المحور: الادب والفن
    



"انظري- و جذبت من درجها مفكرة- لقد كتبت له رسالة بعد خيبتي العظمى ليلة السان فالونتان...ليلتها تألمت كثيرا فرسمت و كتبت و بكيت كثيرا...آه كم بكيت ليلتها."
و أخذتْ تتصفح المفكرة إلى أن فتحت صفحة بعينها...وضعت كف يدها عليها و أغمضت عينيها متألمة.
قالت بعد صمت و بصوت خافت كمن تكلم نفسها:
" و لكني لم أفكر وقتها في إرسالها ...لماذا؟ ما الذي منعني؟ هل هو الكبرياء الذي منعه هو أيضا من ترضيتي ليلة عيد الحب...آه...يا إلاهي كم بكيت تلك الليلة."
ثم انتبهت لي تقول:
تصوّري... الآن صرت أريد أن يقرأها... و لكني أشعر أنها مادامت مكتوبة بالفرنسية فإنها لن تنفذ إلى عروش قلبه كما أتمنى.
قلت: اكتبي له بالعربية، ألم تقولي أنك صرت- بفضله- قارئة نهمة للأدب العربي.
و كأنها تذكرت:- آه فعلا... و لكن هل لأني صرت أقرأ بالعربية يعني أنني سأجيدها كتابة؟ سألتني مشككة.
قلت لأحفز عزيمتها: مع الأيام و مع المواظبة على المطالعة و مع هذا الغرام المتوهج لا شك أنك ستجيدينها.
و كأنها قالت: و هل مازال في العمر عمر للانتظار، مستعجل عمري...يكفيه الذي ضاع منه بلا طائل...
- و فجأة نظرت لي كأنما ترجوني مساعدة: ما رأيك لو تكتبي أنت الرسالة؟
- فاجأني طلبها فقلت مستغربة: أنا؟؟
- و تذكرت لحظتها "سكينة" زميلة قسمي في الثانوي التي كانت تطلب مني أن أكتب باسمها رسائل بالفرنسية لحبيبها "اسكندر" حتى تبدو أمامه " مثقفة" و متمكنة من اللغات الأجنبية فيشعر بقيمتها و لا يهجرها لواحدة أخرى...هكذا كانت تعتقد و كنت أساعدها في ذلك قدر استطاعتي فقد كنت أجد متعة في التقريب بين العاشقين تماما كالقديس فالونتان.
- وجدتني أقول لنفسي: يحتار العاشقين في إتقان لغة الحبيب و لا يعلمون بأن لغة القلب- على مر الزمان- واحدة.
قالت لي بشيء من الارتباك بعد أن رأت تفاجئي بالطلب: أنت لن تكتبي الرسالة، أنت فقط ستترجمينها.
قلت رغم بعض التردد الداخلي : حسنا لا مانع عندي.
قالت بامتنان: أشكرك كثيرا.
قلت: أرجو فقط أن يوفقني الله إلى حسن ترجمة إحساسك بما قلّ و دلّ فهذا هو المهم و لا أظن أنه قد يفيد في شيء هنا استعراض كثيرا من الزخرفات اللغوية التي تفيض بها لغة العرب الجميلة.
قالت متشوقة: فعلا و أرجو أن يصله إحساسي كما هو و أنا لي ثقة فيكي و كذلك فيه فهو قارىء ذكي جدا و حسّاس جدا للكلمات الصادقة.
انظري هذه المفكرة- واصلت متحدثة بتفاؤل طارئ- أحتفظ بها منذ العام الذي عرفته فيه و فيها دونت أسوأ اللحظات التي مرت بنا معا...في تلك الليلة أخذتُ المحمول و كتبت له رسالة قصيرة سرعان ما محوتها فلقد منعني الكبرياء. نعم هو الكبرياء و لا شيء غيره...أُفْفْ،، تبّا له ما أقساه‼-;-
تمنيت أن أتنازل عنه و أرسلها فلم أقدر فأعدت كتابتها على هذه المفكرة من غير أدنى أمل في إرسالها بل فقط لأفرّج عن غُمّة ضاق بها صدري و لأؤرخ لخيبة جديدة أضيفها لسجل خيباتي العامر‼-;-
همّت بقطع الورقة لتمدّني بها فرجوتها أن تحافظ عليها فنحن لا يجب أن نلغي أي مرحلة من تاريخنا العشقي هكذا ببساطة فكل صفحة منه، على قسوتها، تشكل زادنا العاطفي الذي تقتات منه ذاكرتنا على مدى الأيام فإن صار فنّا اقتاتت منه ذاكرة الأجيال.
و هنا بالذات تبرز عظمة الحب و تفوقه حتى على قوّة السلاح و ذلك بالرغم من أنه سلطان أعزل لا يُلمس و لا يُرى و لذلك يدرك العارفون أن تاريخ الحب يبقى دائما أصدق من تاريخ الحرب فإذا كان الثاني لا يكتبه إلا المنتصرون الذين يريدون تخليد صورهم و أمجادهم فان تاريخ الحب على العكس تماما، لا يؤرخ إلاّ للهزائم و الانكسارات النفسية العميقة فلم يكتب عن الحب بصدق و لم يؤرخ له كأجمل ما يكون إلا الفنانون الخائبون المنكسرون و لذلك يتقاسم العشاق جميعا- في كل مكان على الأرض- وجع الألحان الحزينة.
أوَليس وقع خيبة الحب في كل القلوب واحد.

*يتبع*



#كريمة_مكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشية عيد الحب -7-
- لحم هذا الوطن...
- فقط ما أبعد...
- عشيةعيد الحب -6-
- عشية عيد الحب -5-
- *قصر العطش*
- عشية عيد الحب -4-
- عشية عيد الحب -3-
- عشيّة عيد الحب-2-
- عشيّة عيد الحب -1-
- * ونّاسة الكنّاسة*
- و في جوره لا تُجاريه
- ..و لا أنت في الموت
- في صحة المحتل !
- لو كان حقا رآني...
- أفي الحبِّ..تُكابرْ؟!
- لن أبيع لحمي-الأخيرة-
- لن أبيع لحمي-17-
- لن أبيع لحمي-16-
- آمال كربول...أنتِ رجلُ المرحلة‼-;-


المزيد.....




- ترددات قنوات الكرتون .. تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 على ...
- اطلع على موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 165 مترجمة عبر ق ...
- أغنية مصرية للأطفال تحقق مليار مشاهدة (فيديو)
- أثارت جدلا.. ليلى عبد اللطيف تتوقع مصرع فنان وتورط ممثل عربي ...
- إنزو باتشي: حرب إسرائيل هي تطهير عرقي، ونعيش مرحلة تاريخية م ...
- الليبي سعد الفلاح يهزم البلجيكي ساجورا بالضربة الفنية القاضي ...
- غارديان: هل كانت محاولة الانقلاب في بوليفيا مسرحية نظمها الر ...
- مصر.. تفاعل ومطالبات بمحاسبة المسؤولين عن إقامة حفل ابنة مذي ...
- شاومينج بيغشش.. تسريب امتحان اللغة الأجنبية الأولى ثانوية عا ...
- شوف أحلى برامج الأطفال .. تردد قناة توم وجيري نايل سات 2024 ...


المزيد.....

- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريمة مكي - عشية عيد الحب -8-