هالة محمود محمد
الحوار المتمدن-العدد: 4672 - 2014 / 12 / 25 - 21:33
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
لن يدفعنا أي نظام فاسد أو عميل لليأس من أنفسنا أو من وطننا أو من عدالة مطالبنا التي من أجلها قمنا بثورة تم وأدها بأبشع عمليه نصب سياسي في التاريخ؛ فلم يتعرض شعب من الشعوب إلى ما تعرّض له الشعب المصري من مؤامرة للقضاء علي آماله وأحلامه في تحقيق العدالة المفقودة اجتماعيا أو اقتصاديا.
وكانت خيوط تلك المؤامرة محبوكة لأقصى مدى بامتصاص غضب الشارع بإبعاد أركان النظام في مكان آمن وليس سجنا بالمعني المفهوم للبعد عن عقاب مستحق من قِبل شعب ظُلِمَ وجاع وعاش مهانا داخل وطنه، ثم بعد ذلك الدفع برئيس كارتوني غير مؤهل للحكم وبدون أي طعم من مختلف مؤسسات الدولة وأجهزتها فيما يُعرف بـ"الدولة العميقة"، وفي النهاية وضع الشارع في مأزق بين اختياره الديمقراطي وحالة من الفوضى والانفلات الأمني المقصود؛ فكانت النتيجة الحتمية ما رأيناه بعد شحن من إعلام فاسد وقضاء مُسيَّس وجهاز شرطي يريد الانتقام من شعب كل جريرته أنه أراد الحياة.
وكانت الخطوة الأخيرة بانقلاب ٣-;---;--٠-;---;--يونيو، وتم تنفيذ السيناريو بكل دقه، وعاد النظام القديم بكل توجهاته وأركانه بأشرس ما يكون متخيلا أنه قد انتصر على إرادة شعب أو أنه قد وأد حلم الحرية للأبد.
وزادت الغطرسة، ولم يكتف النظام بما اقترفه من مذابح واعتقالات وإبعاد قسري للمعارضين، بل عمل على أن تكون دماء الشهداء قد ضاعت سدى، وكذلك تمت تبرئه مبارك وأعوانه وخرجوا منتصرين، ولكن شعبا —لديه ما لدى الشعب المصري من تاريخ نضالي حافل — لقادر على استكمال ثورته والانتصار للحق والخير والجمال فلا تبكِ جيفارا...
#هالة_محمود_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟