هاشم عبد الرحمن تكروري
الحوار المتمدن-العدد: 4672 - 2014 / 12 / 25 - 12:19
المحور:
أوراق كتبت في وعن السجن
حساب أسير
إن أسطورة الأيام واختلاف الليل والنهار والصيف والشتاء والصبح والمساء تصبح حقا أسطورة كإسمها، عندما يتبدل المكان بغير المكان ويصبح الإنسان أسير جدران زنزانته الضيقة , فتلك المسميات تبقى مسميات ولكنها ليس لها أثر في واقع حياة الأسير , فيوم الجمعة ليس لنا إلا أسمه والليل والنهار نعرف به عبر عقارب الساعة ، والصيف والشتاء عند الخروج إلى تلك الساحة المشؤومة المسماة ظلما ( الفوره) ،وقس على ذلك دواليك .فأي طعم للحياة وأي مقياس للزمن يستطيع أن يمنحنا الشعور الحقيقي بتلك الأسماء والمسميات، وهل حقيقة يصلح تطبيق معايير الزمن والوقت والشعور والحياة الموجودة خارج أسوار السجن وإيقاعها على تلك الحالة الشاذة داخل أسوار السجن ؟ أنا أعتقد جازما وأجيب بلا كبيره ، فقد يكون الزمن والحياة تحملان نفس الاسم، ولكن الحقيقة أن كل منها يسير باتجاه يخالف الأخر، قد يقول قائل أن هذه فلسفة ، وقد يقول أنها هرطقة . وأنا أقول لمن لم يخض التجربة ليس من حقك الحكم على تجربة لم تخضها ولم تكن جزءا حيا منها , فحتى يكون حكمك عدلا وقولك صدقا عليك القدوم وخوض التجربة ، ولتقل في تلك اللحظة ما عليك أن تقول فأنت الآن في تلك التجربة.
الأربعاء 27-6-2007 هاشم سجن النقب الصحراوي
#هاشم_عبد_الرحمن_تكروري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟