مليكة مزان
الحوار المتمدن-العدد: 4672 - 2014 / 12 / 25 - 02:36
المحور:
كتابات ساخرة
أجل ، عزيزي ، أية بداية وأنتَ ، منذ البداية ، مضيت ذاك العشيق الذي لا يصر بين يديْ سوى على تحقيق إنجاز واحد في سبيل النهوض بأوضاع نساء هذا الوطن :
توغله في دفء سرير واحدة منهن ، لعلها أشهاهن ، لعلها أذكاهن .
سرير كم كان ، تحت مفعول قصائد الحب التي كنت تتقن ارتجالها علينا جميعاً ( إتقاناً لا بد وأنك قد اكتسبته من مهاراتك كشاعر مقتدر في "أحواش" ، ذاك الفن الأمازيغي المعروف في جنوب المغرب ) يفتح لحضرتكَ ستائـرَ حريره ، ويضعُ كل فصوله وكل فواكهه رهن إشارتكَ !
أجل ، أية بداية وأنتَ ، منذ البداية ، بمراوغتكَ لحقي في كل حب حقيقي بين أحضانكَ ، بمحاصرتكَ لرغبتي في كل نضال شريف إلى جانبكَ ، لم تكن غير ذاك المتهافت على سرير امرأة مثلي تهافتاً رديئاً هو ما يسقط الآن عن أحضانكَ وعن نضالاتكَ كل قناع ، فيبيت حبكَ وخطابكَ بالنسبة للجميع كذبتين كبيرتين ، ومع الكذبتين تنتهي صلاحيتكَ كعاشق ومصداقيتكَ كمناضل ، ذاك المناضل الذي اكتشفتُ ، مع تناسل صدماتي فيه ، أنه لم يكن يوماً ما ضمير الوطن ، ولا مَن ، في كل حالات الخطر المحدقة ، يدق أجراس الحيطة والحذر .
أجل ، أية بداية وقد كانت بداية اشتهاء مجنون منكَ فقط لجسدي ، اشتهاء كان منكَ ذاك الاشتهاءَ الوحيدَ ، اشتهاء لم تستطع معه أن تراجع لديكَ ضميراً أو تتذكر لكَ شعاراً ، وكأن ثقافتكَ العلمانية الثورية لم تأتيكَ من حاجتنا جميعاً إلى الكرامة والأمان ، بل من أي ثكنة من ثكنات الشيطان !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
من روايتي " بكل جوعي إليك " ...
#مليكة_مزان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟