أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مصطفي عبد العال - مصر: العبور الي الديمقراطيه














المزيد.....

مصر: العبور الي الديمقراطيه


مصطفي عبد العال

الحوار المتمدن-العدد: 1308 - 2005 / 9 / 5 - 08:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يتميز لفظ العبور في الثقافة المصرية المعاصره بكونه معبرا عن معاني عديده كالنجاح والقدرة والارادة مما يتخطي بكثير معناه اللغوي والذي يمكن اختصاره في انه الانتقال بين نقطتين فمصر التي عانت من تبعات هزيمة67 كان العبور قبل ان يحدث علي ارض الواقع فكرة مسيطرة دفعت بالناس للاحتجاج علي نظام عبد الناصر الذي منع الاحتجاج بكاريزمته وبقمعه, كما ان نفس الفكرة هي التي جرأت الناس علي الرئيس السادات عندما تحجج بضباب السياسة العالمية الذي منعه من تنفيذ العبور في بداية السبعينات من القرن الماضي وعندما اصبح العبور واقعا يراه الناس باقتحام جنودهم لقناة السويس وعبورها تحول هذا العبور الي تمثال يعبد بحيث ان اي مناقشة لما تبعه من سلبيات يعتبر تهوينا واهانة للوطن وبالرغم من مرور اكثر من ثلاثة عقود علي واقعة العبور العسكري بما فيه من وقائع وشحنات عاطفية فها نحن نشهد واقعا جديدا يستخدم نفس التعبير بشحناته الكثيره عند الحديث عن الانتقال من الاستبداد الي الديمقراطية فسماح الرئيس مبارك-- ولنضع عشرة خطوط تحت فكرة (سماح الرئيس)—بان تكون الانتخابات الرئاسية انتخابات وليست استفتاء اعتبر من طرف الكثيرين عبورا جديدا ولاننا نعرف ان الامم التي لاتتعلم من الماضي لايمكنها تحقيق مستقبل فان التغني بتعبير العبور وتحويله الي تمثال يعبد مرة اخري سوف يلغي اي امكانية للانتقال الفعلي من الاستبداد الي الديمقراطية فمثلما حدث فيما يخص العبور الذي كان, عندما لم يجرؤ احد علي مناقشة نتائجه ولماذا ازداد فقرنا وتبعيتنا رغم اننا قمنا باسترداد ارادتنا وارضنا عبر فعل العبور فها نحن علي وشك ان نسقط مرة اخري في مزيد من الاستبداد رغم تحقق العبور الديمقراطي بالغاء ظاهرة الاستفتاء, والسبيل الوحيد لتفادي ذلك السقوط هو انتزاعنا لحق التساؤل والمساءلة ولعل البداية البديهية لذلك تستلزم طرح التساؤل المسكوت عنه, ما الذي فعلناه لنستحق الخروج من الاستبداد بكل ما فيه من ضيق الي رحابة المناخ الديمقراطي؟ والفعل ليس بالضرورة ثورة كتلك التي تاتي الي المخيلة الانسانية عبر تذكر الثور الفرنسية بل هذا الفعل يمكن ان يتجسد في ممارسة القدرة علي اظهار تعاسة الاستبداد وفداحة نتائجه, كما قد يكون عبر استخدام الخطاب السياسي ليس فقط من اجل مغازلة السلطة لنيل بعض الغنائم ولا ممارسة صيغ الحواه بالحديث الدائم والزاعق عن تاريخية المنعطف الذي تمر به امتنا اللي ما يغلبها غلاب وضرورة الاصطفاف حول القادة التاريخيين الذين يقارعون الامبريالية والصهيونية والماسونية والارهاب فعبر هذه الصيغ المهترئه سوف يتم دمج مشيئة الرئيس في مشيئة الامة وبالتالي استبعاد اي طرح حقيقي لطموحات الناس في حياة اكثر امنا وعدلا وكرامة ومن ثم تتحول قضايانا الي حالة مجازية لانهاية لها فيصبح التدرج في الولوج الي نظام سياسي ادمي مجرد ادمي هو نقلة حضارية نباهي بها الامم والكواكب الاخري, تماما كما تحول العبور الذي كان, من مجرد تجسيد لرفض امة للمهانة الي اغاني واهازيج نجترها عبر عقود مؤكدين انه لولا حكمة الزعيم ورجاحة عقله و قدراته الخارقه لما كان لنا ان نعبر ولعشنا في ظل المهانة الي ان يرث الله الارض ومن عليها, فهل تستطيع النخب المصرية التي مازال لديها بعض حياء ووطنيه ان تواجه فيضان النفاق والجهاله الذي يعيق عبور مصر من الاستبداد الي الديمقراطية وهل يؤدي هذا الحياء وتلك الوطنية الي تمكننا من ان نري قدراتنا علي العبور وامكانيات توظيفها ثم بعد ذلك كله نجعل من هذا العبور عبورا حقيقيا يمكننا من مناقشة ما لهذا العبور وما عليه, ام ان هذه ليست الا اضغاث احلام نعيشها كما عشنا من قبل كل حياتنا علي رصيف المجاز الزاعق الذي منعنا من ان نكون جزءا فاعلا في هذا العالم الذي يموج بالحقائق التي يتعامي عنها كل من لا حياء لديهم ولا وطنيه.



#مصطفي_عبد_العال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطورة الاستبداد
- هل لدينا مشكلة مع الحرية ام مع العقل
- قدرنا
- شروط الاصلاح


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مصطفي عبد العال - مصر: العبور الي الديمقراطيه