حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 4671 - 2014 / 12 / 24 - 14:35
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
حلوة زحايكة:
سوالف حريم-الاستفتاءات العائلية والعشائرية
لفت انتباهي قيام بعض الصحف والمواقع الالكترونية بعمل "استطلاعات" للرأي العام حول عدد من المواضيع، كأفضل شخصية سياسية، أو اجتماعية، أو حزبية، أو فصائلية، أو أدبية، أو اعلامية، أو اقتصادية، أو فنية أو رياضية...الخ، وهم لا يتركون للقارئ أن يختار الشخصية التي يريدها، بل يقيّدونه بشخصيات يحدّدونها له، ويطلبون منه اختيار واحد منها، وبالتأكيد فان أحدا لا يعرف كيف اختاروا تلك الشخصيات، ولا على أيّ أساس حصروا الخيارات فيها فقط، فمن الذي يختارها؟ وعلى أيّ الأسس؟ وحسب ما أسمعه فان الذي يختار هذه"الشخصيات" هو أحد العاملين في المؤسسة صاحبة الاستطلاع بناء على أهوائه الشخصية، وبناء على معلوماته التي يستحيل أن تكون شمولية.
لكن اللافت هو أنّ من يقومون بالاستجابة لهذه الاستطلاعات، يختارون "شخصياتهم" بناء على أسس عائلية غير حيادية، بل إن البعض يحاول الاتصال بالآخرين طالبا منهم اختيار أحدهم بسبب القرابة العائلية، ويلاحظ أن غالبية من يشاركون في الاختيار هم من ربّات البيوت وصغار السّنّ الذين تنقصهم المعرفة والدّراية، ودعونا نتساءل على سبيل المثال حول قدرة انسان معين على اختيار أفضل شخصية اعلامية مع أنه لا يقرأ صحيفة، ولا يسمع أو يشاهد نشرة أخبار أو برنامجا ما، وكل معلوماته محصورة في المسلسلات التلفزيونية، وهل يستطيع من لم يقرأ في حياته كتابا أن يختار "الأديب الأفضل" مثلا؟ وهل هناك أديب شموليّ أيضا؟ واذا ما اخترنا شاعرا متميزا مثلا، فهل هو قاصّ وروائيّ ومسرحي وناقد متميّز أيضا؟ ولماذا نحصر الأدب فيه فقط؟
والسؤال الأهم هو: ما الهدف من هكذا استطلاعات؟ وهل تخدم الهدف المرجوّ منها؟ وهل تساهم في بلورة رأي عام محليّ حول قضية ما أم أنها تقوم بعمل تضليليّ للرأي العام؟
يبقى أن نقول أنّ للاستطلاعات الحقيقية قواعد وأسسا معروفة ومحدّدة، فلماذا لا يتمّ الاستطلاع بناء عليها؟
24-12-2014
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟