أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - عماد علي - المسايرة ام الموقف الحاسم ؟















المزيد.....

المسايرة ام الموقف الحاسم ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4671 - 2014 / 12 / 24 - 14:35
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


كنت لاكثر من عقدين منتميا لحركة يسارية او سميت نفسها بالحزب و لم تتصف بذلك لانها كانت تنقصها مميزات و سمات و اركان الحزب من جميع النواحي،و اعلنت عن ذلك مرارا امام الجميع، و بقيت كل تلك المدة الطويلة فيها املا ان نتمكن من التغيير فيها نحو التنظيم المعتمد المناضل من اجل الطبقة الكادحة، و اجلنا كل موقف لحين وصلنا نحن مجموعة متفقة الى الاعتقاد على ان البقاء على هذه الحال هو خداع الذات قبل اي شيء اخر . فلم يكن المسؤل الاول محنكا و لا قائدا بمعنى الكلمة يتمكن من دفع الحركة و ما ينتمي اليها مجموعة من الشباب المخلصين البريئين من اية خدش في كيانهم، و لكنه لم يتمكن، بل جل ما كان يسير عليه هو مصلحته الشخصية و ما استفاد منه ماديا و معنويا . و من سوء الحظ ان من كان حوله من الحلقة الضيقة لم يكونوا من المقدرة ان يضغطوا او تكون لهم اراءا و مواقفا تضع حدا للرجل الاول من التطاول و السير في توجهه المستند على دائرة ضيقة من الاقرباء معتمدا على النظريات و من التفكير السطحي .
فانشقت مجموعات عديدة في كل مرحلة نمر بها، و لم يتعض او يعتبر الرفيق من تلك العمليات و يضع اللوم دائما على من ينشق ومتهما اياهم بالاعتماد على المصلحة الذاتية و شرائهم من قبل الاخرين و نصدقه، و لكن تتكرر العملية و لم يبق الا اقرباءه من حوله فهذا يجب ان يكون فيه سبب مؤثر و لا يمكن ان يكون الخلل دائما في المنشقين، و كان الانشقاق الاخير فيه اكثر الناس المخلصين و القريبين منه، و كان هو من المزكين لهم دوما، فهذا غريب فلابد من الكلام عليه. لقد انزاحت في افكار المجموعة البريئة العقيدية المؤمنة النزيهة احتمالية التغيير و النقلة النوعية طالما بقى الشخص الاول على موقعه، فاما ان تعمل على ازاحته او تسايسه بشكل تقطع عليه ما هو مستمر فيه، فاما ان تتخذ موقفا حاسما و تعمل ما يمكن ان يسمى بالانقلاب السياسي او تلين في الموقف لتحين فرصة و تنقض على الحركة لتحررها من قبضة المصلحي .
فكان لابد من اتخاذ الموقف من ما يجري، و لابد من الجمع للتاثير على الشخص بجبروته و المكانة التي كونها اعتمادا على الحركة ذاتها من كافة النواحي المادية المعنوية . و عليه لابد من تخطيط و درس الموقف و السرية في العمل، لان حدث من قبل مثل هذه التوجهات و استئصلت من بكرة ابيها لانها اكتشفت قبل حتى الخطوة الاولى، لوجود المنتمين غير العقيديين و المنتهزين للفرصة لايصال ما يجري لمصلحة بسيطة او التقرب من الشخص الاول . لم تكن التدخلات الخارجية و الايدي التي حاولت ان تفعل ما لصالحها بريئة من الذي يحصل داخليا، فالتجاوزات ازدادت و التكتلات كبرت و لم نعلم من وراء ذلك و ما يحصل الا الشكوك كانت دائما من الحزبين الكبيرين في كوردستان و ما عملاه من صنع تكتلين تابعين لهما، فالسكرتير مع جهة و الكتلة المقابلة مع الاخرى، فكثرت و ازدادات التجاوزات و لم تتحمل الحركة المزيد من الجمود و التخلف . فكان لابد من اتخاذ موقف، و هل من المعقول ان تتخذ موقفا من حركة صرفت ربع قرن من عمرك فيها من اجل المباديء الفكرية العقيدية و تخرج اخيرا منها خالي الوفاض . و هكذا طفح الكيل و بلغ السيل الزبى، فالبقاء دون موقف و التريث و المسايرة و كل ذلك الصبر لم يفد، فاما الموقف الحاسم او الخروج من الباب و تعلن الفشل النهائي او تعمل ما بوسعك لجمع الخيرين في تنظيم اخر او جديد، و ما ذهبت الحركة الا ضحية للمصالح الضيقة . و بعد التريث و الصبر الاكثر، فحدث ما لا يمكن ان تشك في ما وراءه من الاهداف فتجمعت و اتفقت كتلة كبيرة و لم يبق مع الشخص الاول الا نسبة قليلة جدا من الاقرباء من الدرجة الاولى والثانية فقط، و هذا دليل على احقية الاكثرية و خصوصا بعد كل تلك الانشقاقات المتتالية و تصل الحال لهذه المرحلة، فلابد ان تختار .
و حتما انك بعد كل العصامية و النزاهة و الصبر و الايمان بالمباديء و العقيدة التي تؤمن بها، لابد ان تدرس و تختار بين التكتلين، او تخرج من العملية سالما و لكن فاشلا بعد كل تلك التضحيات و النضال الطويل المرير ، فلم يكن امامي الا ان اختار الاكثرية وعلى اعتقاد بان الاحقية معهم و ما كان عليه الشخص الاول من التشبث بالموقع بعد كل تلك الاخطاء و الانزلاقات و الانحرافات .
بعد مدة قصيرة جدا عقد التكتل الجديد المنشق مؤتمره و كان هو الاكثرية و فاز في المحكمة بعد تسيس القضاء باسم الحزب و لم يكن امام السكرتير الا ان يعقد مؤتمرا و يختار اسما جديدا لحزبه الذي انفكت منه الاكثرية الساحقة . و لكن بعد ان اُختِرت في المؤتمر عضوا للجنة المركزية، و بعد اجتماعين او ثلاثة اُكتشف لي امور في غاية الاستغراب، ان القرارات الصعبة و الحساسة لم تبت الا بعد فسحة من الزمن يطلبها الشخص المعني و نعود الى الاجتماع و نرى الراي الضاغط هو معه لامرار القرار و الموقف، و يتكرر هذا في الاجتماعات . و لكن رغم الشكوك في الامر، لم اعتقد بان الامور تصل لحال ان يستاذن الاخ من الحزب الفلاني حتى لقرار و موقف بسيط معين، و قد وصلت الخسة لهذه المرحلة .
و رب صدفة خير من الف ميعاد، كنت جالسا في المقعد الخلفي لسيارة الشخص المسؤل المعني وكان الى جانبه رفيق اخر و الذي كنت شاكا به منذ البداية، و هو نسي باني معهما هو و صديقه الحميمي دخلا نقاشا و انا جلست انصت لما يجري، فبعد النقاش بينهما،خابر في لحظة و تكلم بكل صراحة مع احدهم و لم يعلم اني اسمع كل شيء، و قال بالحرف الواحد عملنا مثلما اردت اخي، و بعد انتهاء المكالمة فسالته من كان هذا رفيقي، فتعجب ، و قال أانت معنا و انا نسيت، و اراد ان يغطي عن السؤال، فقلت له، قل يا رفيقي من هو الذي لم تفعل شيئا الا باذنه . لم يجب الا بعد اصرار و بطريقة ما و كشف جزئيا على انه من الحزب الفلاني و له فضل علينا و يجب ان نسايس الحال و الا فان الشخص الاول الذي انشقينا منه سيفعل بنا ما لا يحمد عقباه . و هكذا بعد دقيقة واحدة فقط دون ان اتعمق في اية شيء او مصلحة او دراسة قررت الاستقالة في مكانه . و هكذا انهيت نضالي في لحظة حاسمة بعد ان انكشف لي الكثير عن الشخص الاول و المنشقين ايضا، و كان ما يجري خلفنا يهز المباديء و الضمير المؤمن بالفكر و العقدية الصالحة و العصامي .
و عليه لم نجد حزبا صغيرا واحدا في كوردستان الا و يكون تابعا لاحد الحزبين و لم يتجرئوا من اتخاذ اي موقف دون استئذان من عرابيهم . هكذا هي السياسة و التحزب في كوردستان و لم يبق امام المخلصين الا ان ينتظر الوقت المناسب ان يخدم فيه ما يؤمن به من الفكر وا لعقيدة في تشكيل مناسب، و لا يوجد حتى الان من التشكيلات التي يمكن ان يؤدي دوره المناسب من اجل المصلحة العامة، و عليه يجب ان يتخذ الانسان المبدئي موقفا حاسما لا يمكن ان يساير او كما يسمى اليوم المساومة بالسياسة، و هو ما ادى بالحياة العامة للناس الى هذا المنحى و الحضيص، اي اما الحسم او المسايرة و المساومة فيجب ان تختار، و اخترنا حسما قاطعا في وقت قياسي، و للننتظر ما نصل اليه و نحن مرتاحو الضمير و مؤمنون بما سرنا عليه طوال اكثر من ربع قرن من شبابنا .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يعيش الشرق الاوسط في ظروف المرحلة الاجتماعية الواحدة
- تغيير قواعد الصراع الروسي الامريكي جذريا
- قضى منه وطره و تركه
- تباهي بالشخص غير المستحق و تناسي المستحق
- المبتسم قبل حبل المشنقة !
- لست سعيدا بتحرير سنجار كالاخرين
- افرازات جذام فكر داعش
- يجب ان تكون كوردستان حَكَما و ليس خَصما لاحد
- من يملك استراتيجية واضحة يحرر كوردستان
- مرة اخرى ثقافة النخب و اهميتها
- فرصة سانحة لوزير الثقافة العراقي
- هل تستوعب تركيا منهج الحركة الكوردية ؟
- و ان كان عصاميا لكنه ابتلي
- سجنا اعلاميا و ليس قصرا عثمانيا
- يحق للعراق و كوردستان التطبيع مع اسرائيل ؟
- للكورد الحق ان يرفض الاسلام جملة وتفصيلا ؟
- ما الاولوية لدى العبادي
- البغدادي و افلاطون
- روسيا بعيدا عن تأييدها للأسد
- اين اتفاقية حركة التغيير و الاتحاد الوطني الكوردستاني من الد ...


المزيد.....




- بلاغ إخباري للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع
- لا لإعادة تسليح الاتحاد الأوروبي! لا لاتفاقية ترامب – بوتين ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 14 أبريل 2025
- هجوم جديد على الفقراء والعمال بزيادة أسعار الوقود والاشتراكي ...
- مكاسب الشغيلة المهددة، وتكتيك بيروقراطية المنظمات العمالية، ...
- في أجواء عائلية حميمية.. الجالية العراقية في فرنسا تحتفي بال ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 596
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ترفض “سفن الإباد ...
- لا لإرهاب الدولة: العدالة لأبناء مطروح
- فنلندا.. فوز الحزب الاشتراكي المعارض يبعثر أوراق الحكومة


المزيد.....

- محاضرة عن الحزب الماركسي / الحزب الشيوعي السوداني
- نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2 / عبد الرحمان النوضة
- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - عماد علي - المسايرة ام الموقف الحاسم ؟