امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4671 - 2014 / 12 / 24 - 11:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
* " .. ليستْ لَديَ مُشكِلة مع الله مُطلقاً .. بل مع الذين يعتبرون أنفُسَهُم وكلاء الله في الأرض " . فالله الذي أعرفهُ وأؤمن به ، مُترَفِعٌ عن الصغائر .. رحيمٌ عطوفٌ مٌتسامِح . الله الذي أؤمن بهِ ، لايحتاج الى وكلاء ووسائط بينه وبين البشر .. فعلاقته بي مُباشرة وبسيطة وسهلة .. أنا أفهمهُ جيداً ، وهو يتقبلني كما أنا . أما كُل الأدعياء الذين يتشدقون ، اليوم ، بأنهم يتكلمون بأسم الله ، فمُشكلتي معهم عويصة وكبيرة .. وبصدق ، أعتبرُ نفسي قريباً الى الله ، أكثر كثيراُ من أولئك المُدّعين .
* كما أنهُ ليس لديّ ، أية مشاكل مع الدِين ، أي دين ، ولا مع الأنبياء ... لكن مع الذين يحسبون أنفُسهُم أوصياء على الدين ، وناطقين بإسم الأنبياء والمُرسَلين . فبدون تعقيدٍ ، أرى ان الإيمان بالدين " شأنٌ شخصي " . حقيقةً أعرفُ يهوداً ومسيحيين ومسلمين وإيزيديين وصابئة ، من مذاهب مُختلفة ، أعرف مُلحدين ، أعرف مُتدينين .. لامُشكلة لي ، مع أي أحد منهم .. فأنا أحترمُ إنتماءاتهم وخياراتهم [ بشرط ] ان يحترموا ويتقبلوا خَياري أيضاً بالمُقابِل .
* ليستْ لديَ مُشكلة ، مع الرُؤساء والزُعماء .. فالرئيسُ عادةً ، يتكلمُ عن العدالة وعن الحُرية والمُساواة .. الرئيس يقول ، أنه يعمل جاهداً ، في سبيل إحقاق الحَق وأمن ورفاهية المواطن .. فليسَ من المعقول ، ان لا يصدق الرئيس . لا مُشكلة لي مع الرئيس ، فهو يُعلن بأنه ضِد الفساد والمُفسدين ، وأنه خير راعٍ لشعبهِ .
مُشكلتي ، مع الذين يتصرفون وكأنهم وكلاء الرئيس .. مع الذين يعتبرون أنفسهم أذرعه وأدواته . مشكلتي مع أقرباءه ، ليسَ من الدرجة الأولى والثانية والسادسة فقط ، بل من الدرجة العشرين أيضاً .. الذين يسمحون لأنفسهم بتجاوز القوانين . مُشكلتي مع الأتباع وأتباع الأتباع ، الذين تمّددوا وأصحبوا آفةً تُمارس الفساد ، حتى أصبح ظاهِرة .. مُشكلتي ، مع الطبقة المتنفذة ، التي تُحّرِف أقوال الرئيس عن مسارها الصحيح .. مع الذين يستخدمون أسم الرئيس وتأريخه وسمعته ، ويتلاعبون بالأقوال ، في سبيل مصالحهم الخاصة وجشعهم الذي ليس له حدود .
* أدرك ان " الله " قريبٌ مني كثيراً وفي كُل لحظة .. ولكن المُنافقين الذين يّدعُون انهم وكلاءه ، يُحاولون جاهداً إبعادهُ عّني ، وإختلاق جدران ومسافات بيني وبينه .
أعرف ان الدِين ، أي دِين .. مُعامَلة . ووسيلة إجتماعية لتسهيل العيش والتصالح مع الذات والآخرين .. لكن المُنافقين ، المُتاجرين بهِ ، أي بالدين ، يُصّعبونه ويلجئون الى تكفير هذا وتجريم ذاك ، حسب أهواءهم المريضة ومصالحهم الدنيئة .
أفهمُ أيضاً ، ان الرئيس يدعو الى العدالة والمساواة .. لكن الذين يعتبرون أنفسهم وكلاءه وأتباعه ومُنفذي سياسته ، يُفّرغون كُل ماهو جميل ومُفيد وصحيح ، من مُحتواه ! .
................
ليستْ لديّ مشاكل ، مع الله ولا مع الدين ولا مع الرئيس .
#امين_يونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟