|
انتبهوا جيدا وأنتم تفتحون الصنبور
أمنية طلعت
الحوار المتمدن-العدد: 1308 - 2005 / 9 / 5 - 10:48
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
أعتقد أن من كرم الله ومن عظيم عطاياه التي من بها علي طوال سنين عمري الماضية وحتى الآن، أن حباني بفضل الغياب عن مصر خلال هذه الأيام غير المباركة بالمرة، وإلا أصابني الهم والحزن والإحباط بل ربما جن جنوني واخذت أمزق شعري وأشق عني ثيابي وأنا أتقافز في هيستريا لا رادع لها وسط ميدان رمسيس في ساعة الذروة.
فيا سادة يا كرام تمر مصر هذه الأيام بازهى عصور الديمقراطية منذ نشاتها الأولى على يد مينا موحد القطرين وحتى السيد المبارك حسني مبارك مشتت القطر إلى ستين قطعة والشعب إلى مزق متناثرة لا أنزل الله بها من سلطان، فهذا الرئيس المانح المانع ذو الهيبة والسلطان قرر بناء على منام جاء له في ساعة سوداء أن يمنح شعبه المكافح الصبور الراضي بالذل والقانع بالمهانة فرصة إختيار رئيسه من بين أكثر من مرشح .....ثانية واحدة لا تنجرفوا في موجة تصفيق حاد وهتاف أشبه بالعويل (بالروح بالدم نفديك يا طويل العمر) فإليكم اللعبة ...إن السيد المبارك حسني مبارك المانح لقانون 76 منع في نفس الوقت أي مواطن صالح وغير صالح في مصر أن يفكر في رئيس غيره، ففي الوقت الذي منح لكل راغب تنطبق عليه الشروط المليون أن يرشح نفسه رئيسا منع عليه أي وسيلة لتقديم نفسه للشعب فلقد سد جميع المنافذ وفتحات التهوية بصوره وإنجازاته ( ونبي لو حد لقى إنجاز يقوللي عليه حاكم أنا غشيمة ما أعلمش وسامحوني يا أسيادي) بل وبمشاريعه القادمة التي سيقوم بها في ست سنوات قادمة ...وعندما ينظر الرائي إلى الوعود المقدمة من قبل عظمته حتى نخبط في عقولنا ونرشحه يتساءل ( الله أمال عظمته كان بيعمل إيه في الأربعة وعشرين سنة غبرا اللي فاتوا؟) .
أقسم بالله ليس هذه هي المشكلة فالحقيقة المكدرة هي أنه لا سيادته ولا غيره من الحالمين بالجلوس مكانه في سدة حكم المحروسة سوف يتمكن من حل مشاكلنا الحقيقية فكلهم بلا استثناء وهو على راسهم يتبعون نفس السبل التي يتم اتباعها في انتخابات مجلس الشعب والمجالس المحلية وغيرها حيث يجمع كل منهم ألاضيشه ليمشون وراءه من مكان لآخر مهللين ومكبرين للمعجزات التي سيقوم بها الواحد منهم عندما لا قدر الله ( حيث أن المسالة محسومة) جلس على كرسي الحكم حيث سيقول الواحد منهم للأمر كن فيكون وكأن المشاكل التي تعيشها مصر وشعبها سوف تحل في غمضة عين.
ليس هذا بيت القصيد ولكن الأمر الذي أريد أن أفضفض معكم بشأنه هو هذا الكم من الصور واللافتات التي علقها سيادته في كل حارة وزقاق ولم يترك ولا بائع جائل أو سريح إلا ولزق على قفاه صورته المباركة مما أصاب المصريين المساكين المخنوقين بالفعل ولا ينقصهم هذا الأمر حتى تزيد خنقتهم أكثر وأكثر يدخلون في حالة هيستريا وهزيان وأصبح الجميع يسير وهو يخبط كفا على كف ويقول ( حسبي الله ونعم الوكيل) والحقيقة أنني أصبت بضرر عظيم مباشر من جراء فعل سيادة زعيم الأمة فقد أصبح تليفوني المحمول لا يهدأ من الرنين وبعد أن كنت أتلقى من مصر رنات فقط من أصدقائي على سبيل التحية حيث لا يستطيع الواحد منهم تحمل تعريفة المكالمات الدولية أصبحت أتلقى كل يوم إتصالات كثيرة وكلما فتحت الخط أفاجئ بصديق أو صديقة يهذي ويتساءل إن كان ما يحدث أمرا قريبا من العقل أم أنه جنون كامل وبما أنني خارج دائرة الهيستريا يطلبون مشورتي حيث أصابهم مرأى صورة الزعيم وطلته عبر الأثير المكثفة بحالة من الإعياء والشلل العقلي مما جعلهم غير قادرين على إستيعاب المسالة والكل يسأل نفس السؤال( يعني هو هيحل كل المشاكل في ست سنين أمال كان بيعمل ايه في الأربعة وعشرين سنة اللي فاتوا؟....طيب يعني هو محتاج انتخابات عشان يقعد على قلبنا ما هو قاعد قاعد لزمتها ايه بقى الخنقة اللي إحنا فيها دي؟) وكلما انتهى اتصال أتى لي آخر وكلما أغلق تليفوني المحمول حتى أنعم ببعض الهدوء طلعلي ألف في الإنترنت عبر المسينجر والكل يسأل نفس السؤال( هو معقول مصدق نفسه؟ ...معقول يكون الراجل ده مصدق إن الناس بتحبه وعايزاه...طب هم مين شوية العيال والستات والرجالة اللي ملمومين حواليه دول......طب هو لو فعلا عمل كل الإنجازات اللي بيقول عليها دي أمال إحنا مش حاسين بيها ليه؟...ده إحنا مش لاقيين ناكل)....وهكذا يا سادة يا كرام كلما أغلقت تليفوني المحمول طلعولي في المسينجر وكلما أغلقت المسينجر طلعلي السيد المبارك عبر التليفزيون أو الجرائد.
في الحقيقة وحتى لا اكون مغالية ما زلت أحمد الله أنني لست في مصر هذه الأيام لأن الكوميديا السوداء التي تقدمها مسرحية الانتخابات الهزلية زادت عن حدها وفاض كيل الناس وإن كنت أنا هنا بعيدا عن المحروسة تعبت من كثرة الضحك على ما أراه وأسمعه فما بالهم أهلي فيها؟
صدقوني أشعر بالرثاء لحالكم وأدعو الله أن تمر هذه الأيام سريعا وتسدل المسرحية أستارها ونستريح فلقد زاد الأمر فعلا عن حده وأصبح الأمر لا يطاق وكما قال صديق لي هنا ( خلاص ما عدتش بافتح التليفزيون غير على روتانا أفلام وmbc2 وميلودي وشفرت بقية القنوات حتى لا تسول لي نفسي الذهاب لأي قناة قد يطل بوجهه السمح عبرها ) وها انذا أقدم لكم الحل يا أصدقائي الذين أضاعوا مرتباتهم لمدة عام على المكالمات الدولية أرجوكم لا تشاهدوا سوى القنوات التي ذكرها صديقي وعندما تسيرون في الشارع ركزوا أنظاركم على الهدف الذي ترمون إليه وإن كنت لا أضمن ان لا ينزل لكم السيد المبارك من الصنبور وأنتم تغتسلون في الصباح...لذلك أرجوكم اتخذوا كافة الاحتياطات الأمنية وأنتم تغتسلون صباحا.
#أمنية_طلعت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سياسة تكسير العظم وحرق الدم
-
ابتسم فأنت تتبع السفارة المصرية!
-
عيد ميلاد أبو الفصاد
-
لهذا السبب أقول لا وألف لا لمبارك
-
الإعلام المصري بدأ بث رسائله المسمومة
-
عالم الانترنت وحرية الرأي المفقودة
-
مجرد كلام لإخراج شحنة غيظ
-
في بلدي أصبح الناس يموتون جوعا
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|