هاشم عبد الرحمن تكروري
الحوار المتمدن-العدد: 4670 - 2014 / 12 / 23 - 23:34
المحور:
أوراق كتبت في وعن السجن
إن الناظر لحال شعبنا ليراه متخما بالعجائب والغرائب والنقائض، ولا غرو في ذلك فنحن شعب التضحيات، وشعب المكاسب والهبات، وشعب المصالحة مع الأعداء والمحاربة مع الأشقاء، وشعب يصلح لكل تلك النقائض بلا تعجب ولا نقاط إستفهام .
فلو أردنا الحديث عما يعتري الشعب الفلسطيني من مفارقات ومقابلات لجف القلم وارتفعت الصحف قبل أن نعطي ملامح وإيجازات عن ذلك ، ولهذا وذاك فقد وقع بصري وانجذب سمعي وتحرك قلمي ليكتب عن إحدى تلك المفارقات بلا تحيز ولا مجاملات ، فالمتابع لشؤون هذا الشعب يرى بوضوح ما وصل إليه حال هذا الشعب من تشرذم وتفرق حتى أصبح شعب يضم شعوب ، فبعد أن كنا مسلمين أصبحنا عربا مسلمين ،وبعد ذلك بحين أصبحنا فلسطينيون عربا مسلمين، وبعد ذلك صرنا أبناء نابلس وغزة وجنين ...فلسطينيون عربا، مسلمين ، ولم نكتف بذلك فنحن أصحاب المُسميات والأسماء , فبعد أن كان الفرد منّا يُنسب إلى أبيه أصبح ينسب إلى تنظيم أو جمعية فهذا بن فتح وهذا بن حماس وهذا بن شعبية وهذا بن ديمقراطية وهذا وهذا ... يطول الذكر والوصف ، فأصبح البيت الواحد لا ينتمي أبناؤه إلى دينهم أو أبيهم أو عائلاتهم أو وطنهم ولكن ينتسبوا إلى تنظيماتهم ، فإذا ما بَد بُد وحصل نقاش وجدال، فلا مشكلة بأن يحل هذا النقاش أو الجدال ببندقية إم 16 أو كلاشينكوف أو حتى سكين ، فهيبة وعرض التنظيم أصبح أكثر أهمية من مسلم ووطن وقضية فإلى متى هذا وذاك ... ألم نكتف بالاحتلال ،ألم نكتف بما يعترينا من مصائب تنحني لها ظهور الشعوب ويقف أمامها الحليم حيران .
فنقول لإخواننا جميعا كفى، كفى ... إرجعوا إلى رشدكم إلى دينكم إلى وطنكم ، عودوا أحراراً شُجعان ،طلاب شهادة وتحرير وانتصار .
#هاشم_عبد_الرحمن_تكروري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟