علاء كعيد حسب
شاعر و كاتب صحفي
الحوار المتمدن-العدد: 4670 - 2014 / 12 / 23 - 03:17
المحور:
الادب والفن
نساءٌ على بعد نخلةٍ من مدخل المدينة الشرقي، يُعِدنَ تفصيل الرواية على مقاس الغواية..
حنينُ المسافر على مرآة السؤال، يعتمر هروبهن المهيب صبيحة هذا اليوم، في محاولة منهن إلى الانعتاق من أثر التفاحة في الحديث المنقول شفهيا على لسان رواة ساحة جامع الفنا المشغولين بسلطة الدرهم و خطى المتجمهرين.
أ ثمة من سوناتة غجرية تمنع انحصار الدمع في سبيل القافلة؟ أ من موال أندلسي يستبد بالدرويش في انغماسه المتواطئ مع مسار الكون؟ أ هناك من حكمة أهملها الأجداد في لسان الرب لنستعير منها شعلة الإيمان؟؟
وحدها النار القانية في قلبي تدثر خطيئتي بنظرة النسوة عند المدخل الشرقي للمدينة، على بعد نخلةٍ من نهاية حلمهن و حلمي..
صوت الكمان الذي تساءل الراحل أمل دنقل عن سبب ملاحقته له، يتسلل في هذه الأثناء عبر باب غرفتي التي يقف عندها القمر، حاملا معه طفولة الشقي الياباني "نارتو" و إصرار "كلكامش" الخروج من جبة الآلهة.
هذا اللحن الذي يسري في قلبي ناعم كيد من علمتني أن صياح ديك يسبق بحلم أو إثنين شروق الشمس، و أن النساء جميعهن كأسنان المشط يستدعي حب الواحدة منهن حضور القصيدة بجانب الوردة، و أن الكأس التي لا تثمل ما هي إلا محض إفتراء..
هذا اللحن، يذكرني برواية "الجريمة و العقاب" لـ"دوستيوفكسي"، مع تغيير طفيف في سيرورة الوقع و هروب الخطيئة من ميزان المحاكمة..
هذا اللحن ليس سوى تجسيد غاوٍ لإرادة القاضي في لعب دور البهلون..
إذن، فليلتي هاته ماجنة كعاهرة أنهكها البحث عن الحب في كأس هاربة من هدايا عيد الميلاد و التهاني المزيفة، و قبلات منثورة بالصدفة على من يبحثون عن تحقيق لذتهم متناسين أن الله هنا، و أن لحن الكمان الهارب لاقتناص حقيقة الإنسان بين هفوة و أخرى، حاضر هذه الليلة، كما كل ليلة..
#علاء_كعيد_حسب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟