أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - رياض محمد سعيد الفخري - احتضار العراق بمرض الطائفية














المزيد.....

احتضار العراق بمرض الطائفية


رياض محمد سعيد الفخري

الحوار المتمدن-العدد: 4669 - 2014 / 12 / 22 - 15:12
المحور: مقابلات و حوارات
    


احتضار العراق بمرض الطائفية
تعودنا ان نسمع حديث نبذ الطائفية في العراق من جميع السياسيين والمثقثين ورجال الدين الا انها في واقع الحال قد تغلغلت بعمق شديد ونقول شديد مع كل الاسى والاسف ، فالطائفية مرض عضال و مزمن يتعذر الشفاء منه بسهولة ، ويتسائل كثيرون في حيرة عن كيفية تغلغل هذا المرض في المجتمع العراقي العربي بهذه السهولة والسرعة الا ان تحليل سبب ذلك سيكون واضحا لمن عاش في العراق سنين الخمسينات وما بعدها.
لم تكن هناك نعرات طائفية واضحة في العراق الا ان سياسة رعاة الطائفية خارج العراق وفي داخله تمكنت من ان تؤسس موطأ قدم في الاوساط الشيعية العراقية وتركزت في المواقع الدينية في كربلاء والنجف وحافظت على كينونتها سنين طوال فالمجتمع العراقي كان يتميز بالعقلانية والتوازن في معالجة المسائل الدينية والمجتمعية ولم تسنح اي فرصة للطائفية لتطفو وتظهر على المجتمع حتى جاء سقوط بغداد في 2003 ، الا ان الفترة الزمنية منذ بدء الحرب العراقية الايرانية في عام 1980 وما تلاها وصولا الى سنة السقوط ، كان هناك اهمال واضح للدولة والمجتمع على حد سواء في الحفاظ على قيم المجتمع وسلامته من الطائفية وصار التركيز على المذهبية وتلوين الصراع مع ايران بصبغة دينية مذهبية اعتمادا على الداخل العراقي الشيعي واستعداده للتخلي عن الوحدة الوطنية والانخراط مع الصف المعارض وايران ، والكثير من العناصر والاسباب ساعدت على ذلك من قلة الخدمات وانعدامها احيانا والعزلة الدولية وصعوبة اللحاق بالتقدم الحضاري العالمي وصعوبات مالية وتجارية نتيجة المقاطعة والعقوبات الاقتصادية حتى اصاب الشعب الانهيار واليأس والملل وحب الخلاص بأي صورة وهذا ما اصاب المجتمع العراقي بكل اطيافه ، وللاسف لم يكن الطرف السني افضل من الموقف الشيعي ولا يقل اذا لم يكن اكثر تزمتا في مواجهة التيار الطائفي .
كل ما تم وصفه لم يكن سياسيا بل كان مجتمعيا كالجمر تحت الرماد وكانت لحظة الانفجار في سنة السقوط وتبلور الوضع المجتمعي الى افرازات سياسية مذهبية وظهور الاحزاب الدينية المذهبية التي تسلمت السلطة برعاية ايرانية التي تهدف الى توسع جغرافي وحلم صفوي مع وكالمعتاد الدناءة الامريكية التي هدمت العراق مراعية للمصلحة الامريكية بالتقلب السياسي المعروف .
الان وبعد مرور اكثر من عشر سنوات على سقوط العراق وانهيار الدولة ، ماذا سيحصل والى اين ، لابد ان هناك مستفيدين اذا لم نقل مخططين فهل بانت الاهداف بمنظور قريب او بعيد ، نستطيع ان نقول ان من يقود السياسة نحو الاهداف الاستراتيجية وتوفير كل مستلزمات تنفيذها في ساحة الصراع العراقي هي ثلاث اطراف كبيرة اما الصغار فأنهم يقتنصون الفرص لتحقيق مكاسب اينما كان ذلك ممكنا . والاطراف الكبيرة هي (1) ايران وحليفها القوى المتطرفة في المنطقة (القوى الشيعية المنتشرة في دول الجوار) بالدرجة الاولى وتليها (2) السعودية وحليفتها تركيا والمتعصبين للمذهبية والطرف الثالث هو (3) اميركا والتي تراقب وتعمل بناء على مصالحها الاستراتيجية وفق منظورها السياسي الذي كثيرا ما يكون متسما بالغباء والحماقة. اما الصغار فأنهم يفاجئون الكبار احيانا بمواقف سياسية او عسكرية كالاكراد والقوى السنية وتجمعات العشائر.
وما يحصل على الارض الان هو تحقيق الاهداف الاستراتيجية لمنظور السياسة للكبار (1) و (2) و (3) ويمكن وصف الموقف كما يلي :
يحاول الصنف (2) دفع السنة الى لم شملهم للحفاظ على مكونهم الجغرافي والديموغرافي . فمن الناحية الجغرافية فأن المحافظات السنية تحتل جزء كبير من العراق وتمتاز بموقع مهم ومؤثر جدا ويقابل ذلك ان نفوسهم بكثافة عالية وهذا يتعارض مع توجهات الصنف (1) فالتيارات الشيعية تحاول تقليص نفوذ التيارات السنية جغرافيا وديموغرافيا وليس افضل من ان تعالج ذلك شعبيا لهذا نتج الحشد الشعبي الشيعي الذي ينفذ استراتيجية تقويض السنة وتقليص نفوذهم عن طريق القتل ةالتهجير وتوطين مناطق السنة بالعوائل الشيعية خصوصا ان معظم المناطق متداخلة في مكونها المذهبي بين السنة والشيعة وهذا يسهل مهمة الحشد الشيعي العسكري الذي يعمل مع الجيش وبحماية وتسليح وعتاد كامل. هذا الهدف الاستراتيجي ما كان ليتحقق لولا دخول داعش التي اعطت الحشد الشعبي الدافع الشكلي والمبرر دينيا وسياسيا ووطنيا للزحف نحو المحافظات السنية لتحرير الاراضي من داعش وبمراجعة بسيطة ستجد ان الحشد الشعبي كان فعالا في مناطق محددة تمتاز بالاختلاط المذهبي وغير فعال في المناطق السنية الصرفة ، ويستمر القصف والمعارك العسكرية في المحافظات السنية .
هذه الاستراتيجية تهدف الى منع السنة من تشكيل اقليم من محافظاتهم ... ولو حصل سيكون اقليم فقير مهدم محطم يحتاج الى سنوات طوال لأعادة بناء الاقليم حتى لو تمكن السنة في العراق من التحالف مع ما تحقق للسنة في سوريا فأنهم سيكونو اضعف من ان يحافظو على وحدتهم وسيكون مجتمع هش ومتأكل من الفقر وبدون بنى تحتية ولن يشكلو اي خطر على الدولة الشيعية التي ستتحالف مع ايران وتقدم كل ما يرضي اميركا لتوافق وتؤسس لهذا الواقع
اذن دولة العراق ستنصهر بين محافظات تندمج مع ايران ومحافظات تندمح مع ما تحقق في سوريا لتأسيس سوريا الكبرى والجزء الشمالي الدولة الكردية.







#رياض_محمد_سعيد_الفخري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا بعض الاحزاب دينية
- سموم تتوارثها الاجيال


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - رياض محمد سعيد الفخري - احتضار العراق بمرض الطائفية