بابلو سعيدة
الحوار المتمدن-العدد: 4669 - 2014 / 12 / 22 - 10:38
المحور:
الادب والفن
32قصّة فتىً من هذا الزمان تمّ تدجين قوى العمل ومنهم " احمد " بطل القصّة الوحيد وحوّلوا إلى كائنات هزيلة وضامرة وطيّعة أحمد عاش الاحباط واضناه التعب بحثاً عن عملٍ في سوق العمل ومن لا يستطيع أن يشكّل اسرة ويؤمّن غرفة سكن ويجد فرصة عمل فليس له .... وطنٌ.ورغم فقره المدْقع لم يرض ان يبيع " كليتاه " إنّه عالم القيم وقد أمّن عملاً بعد أن فرض على ذاته او فُرِضَ عليه شرطاً يستدعي (( أن يكون طالب العمل اعمى . وأخرس . وأطرش وعليه ان يكون بلا عينين ولسان وأذنين . وصار أحمد حمامة وحماراً ونعامة وبداً يهدل كالحمام وينهق كالحمار وتخيّل نفسه في المرآة حماراً بجناحين ويضع راسه في حُفرة عميقة ولم يكن هذا التخيّل يزعجه ، لأنّه ببساطة تخيّل جميع الناس على شاكلته )) . أمّة عمياء ، وخرساء ، وطرشاء ، وحمقاء ولا تقرأ في هذا الزمان سوى كتب فنّ الطبخ وتفسير الاحلام والابراج ، وسلسلة كتب الكلمات المتقاطعة هي أمّة منسيّة ، لأنّها تضع ذاتها خارج التاريخ .أمّا الأمّة التي تقرأ وتؤمّن فرص عمل لمواطنيها وتضع الاستبداد والخصخصة والفساد في المتحف إلى جانب الفأس والمغزل فهي امّة جديرة بالحياة ، لأنّها تضع ذاتها داخل التاريخ .
#بابلو_سعيدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟