أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حمزه الجناحي - زيارة الاربعين مسئولين خاشعين متهجدين .. من سرق العراق اذن ؟














المزيد.....

زيارة الاربعين مسئولين خاشعين متهجدين .. من سرق العراق اذن ؟


حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 4668 - 2014 / 12 / 21 - 23:52
المحور: كتابات ساخرة
    


بحكم عملي في محافظتين عراقيتين مجاورتين لمدينة كربلاء المقدسة هما بابل والنجف شاهدت بأم عيني العجب العجاب على هاتان الطريقان اللتان يسلكهما اغلب العراقيين للوصول الى مرقد المولى ابي عبد الله الحسين ,,استوقفتني احداث ومشاهد كثيرة لا تعد ولا تحصى شاهدت الناس الفقراء وهم يزحفون غير آبهين بحر ولا برد ولا جوع ولا ليل ولا نهار مطرا كان الجو ام صحوا ملايين وملايين وباستقبال هؤلاء الفقراء الحفاة ايضا الالاف من المواكب التي تقدم الخدمات لهؤلاء الفقراء وتدعوهم ايضا للمبيت والراحة في بيوتهم البعيدة عن الشارع العام مشاهد لا تعد ولا تحصى وتحتاج لتدوينها ايام .
لكن الذي اثار انتباهي اكثر من كل تلك المعاجز والمناظر والصور المألوفة تقريبا لعيني والتي مرت على ناظري كثيرا اثار انتباهي ارتال المسئولين العراقيين اللذين يسيرون مع هؤلاء الفقراء وهم يتلفعون باليشماغ العراقي العادي او الاسود وبعضهم وضع على عاتقه الخرقة الخضراء لتدل على نسبه العلوي بعضهم يرافقه جيش من الحماية والخدم والحشم يسيرون بجانبه ويزيحون ويدفعون كل من صار بجانبه او امامه وبعضهم ترافقه السيارات المصفحة وهي تسير الهوينا على جانب الطريق ,وشاهدت بعضهم يوزع اللفات (السندويج ) على المارة وبعضهم ينادي المارة بالمرور بموكبه بعضهم يتوقف عند كل موكب ليلتقط صور تذكارية مع السائرين الى الحسين وآخرون يمسكون (بالجفجير) وهو يخوط بقدر القيمة ولم اشاهد احدهم يخوط بقدر اخر الا قدر القيمة ولو ان هذه اللقطة جعلتني امازح نفسي واستذكر هؤلاء المسئولين عندما كانوا في الغربة وهم يمنون النفس بالقيمة والتمن في مثل هذه المناسبات ,, اكثر من مسئول رايته بهذه الحالة ,,بعضهم معمم ونزع عمامته ولبس الدشداشة العربية السوداء (صنع في الصين ) وبعضهم استبدل ملابسه الرسمية لأول مرة وارتدى عباءة ودشداشة ومداس حوزوي نجفي وهو يسير مع السائرين والجميع من هؤلاء يتختم بيمينه ويحمل مسبحة سوداء ايضا ولا يبتسم لأن المناسبة بالنسبة له حزينة بعضهم اسس مواكب باسمه او اسم عائلته والبعض الاخر موكبه بأسم حزبه او بأسم وزارته عشرات مثل هؤلاء المسئولين في هذا الزخم المليوني لكن في اوقات العصر او المساء لا تجد اي واحد من هؤلاء يسير لأنهم يغادرون هذا المحفل ويذهبون لفنادقهم او لبيوتهم بمعية حماياتهم ويظهرون صباحا فلا يبيتون مع فقراء وزوار المدن في بيوت الناس لأن سياراتهم تسير معهم وبلحظة تشاهد رتلا يمرق بسرعة البرق والناس تهرب من امامه لمسئول لا تعرف من هو ولا اصله ولا فصله ..
ربما يعتقد احدهم ان تلك المشاهدات لمسئولين على مستوى معين من المسئولية كأن يكون مسئول لمحافظة او مسئول لوزارة متواضعة اقول ابدا ان مسئولي المحافظات كأعضاء مجالسها ومحافظيها لا يعرفهم الناس ولا يظهرون على شاشة الفضائيات كثيرا وهؤلاء يمرون مرور الكرام دون ان يثيروا انتباه احدهم الذي اقصده هو المسئولين القابعين على قلوب الناس منذ عقد من الزمان اقصد بذالك البرلمانيين والوزراء والضباط الكبار اللذين يرافقهم حمايات وسيارات معروفة لهم وحدهم وليس لخدمة وحماية الناس بعضهم رؤساء احزاب ومدراء عاميين معروفين ومعششين في تلك المناصب منذ امد صار طويلا على العراقيين ,,استطيع القول ان اغلب المسئولين وبالخصوص من الطائفة الشيعية بالذات قد شاركوا الملايين بالمسير الى كربلاء المقدسة وزاحموهم بالطريق هم وحماياتهم ومعياتهم وأثاروا الغبار بوجوه السارين لأنهم يسيرون ومعهم اعداد كبيرة من حماياتهم واحيانا يفاجئون الزائرين بتوقف عدد من السيارات على جانب الطريق وهن يصرخن بلافتاتهم وأضواءهم وكأنها سيارات اسعاف وشرطة لتتوقف تلك السيارات وينزل منها رجل واحد تحيط به العشرات من الرجال يحملون البنادق لينزلوا على طريق السير وبالتالي يبدا هؤلاء بمزاحمة الناس وربما تسمع كلام غير مقبول من حماية احدهم بوجه زائر فقير حافي قادم من البصرة او الناصرية لأنه دون ان يشعر سار بجانب ذالك المسئول المبجل ايام مرت والحال هذا دون توقف والمسئول هذا لم ولن يصل الى كربلاء ابدا لأني لم اشاهد ولا اي مسئول في تلك المدينة المقدسة او بين الحرميين واعتقد ان هؤلاء يتحاشون الزحام الشديد والغوص مع الملايين فهم يبداون وينتهون من مكانات محددة وكل يوم يعودون لنفس بداياتهم ونهاياتهم ,,طبعا ليس انتقاصا من هؤلاء والطريق هذا (طريق الجنة) ليس حكرا على الفقراء او شريحة معينة ومحددة بل للجميع الحق السير فيه وطلب النجاة من الله وبجاهية الامام الشهيد ابي عبد الله ليغفروا ذنوبهم ويغسلوا ابدانهم من درن الايام والفواحش ,,اكيد ليس حصرا على احد المسير الى تلك المدينة المقدسة الربانية ..
لكن لابد ان يداهمك ويفاجئك وربما يقاتلك بلا هوادة سئوال فارض غارض عارض بنفسه على عقلك دون استئذان ودون ان يقدم هويته لسماعه اذا كان كل هؤلاء المسئولين الفقراء والمتدينين والخاشعين والمنفوخي البطون وليس مخمصة بطونهم كما الفقراء ربما هذا النفخ من اثر مرض معين والله اعلم اذا كان كل هؤلاء يسيرون وهم بهذه الشاكلة شاكلة الملائكة وتحيط بهم وتخدمهم ملائكة غلاظ وهم عراقيون وخدم للعراقيين ويحمون المال العام العراقي يسيرون حفاة بدشاديش مصنوعة من وبر الابل وخيوط الرحمة والسكينة أذن من اوصل العراق الى هذا الحال ؟حال الفقر واين اموال العراق ؟ ولماذا نسمع يوميا بالفساد والسرقات والرشا ؟ولماذا لا توجد اموال في العراق ؟ واين مبالغ الميزانيات الانفجارية ولماذا لا يوجد في العراق اعمار ؟؟؟؟
ولماذا ,,ولم ,,وكيف ,,وعشرات الاسئلة التي تركت اجوبتها على طريق الحسين وضاعت اجوبتها تحت اقدام فقراء العراق اللذين زاروا مولاهم الحسين وعادوا الى بيوتهم يبحثون عن لقمة العيش وسقف يحميهم من البرد ودثار يغطون به اجسادهم النحيلة وهم يستنشقون الدخان الاسود المنبعث من ابار النفط والغاز في البصرة والناصرية والعمارة والكوت .
حمزه –الجناحي
العراق—بابل
[email protected]



#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منشور داعش الاخير ...صراع في الصميم .
- خمسة ملايين مرحبا للزائر الإيراني .. لكن .
- اقليم البصرة مطلب شعبي ورفض حزبي ..
- جعجعة الفضائيين اعلامية صنعتها الحكومة ليصدقها الشعب .
- بغداد تعترف دون دراية بتابعية كركوك للإقليم ..
- لماذا اسند برا يمر ظهره على كرسيه ؟ ومن كان معه ?
- اعطني صلاحية واحدة للحكومة الاتحادية في الاقليم ..اقول لك عر ...
- بين نفاق وزير شيعي وصراحة كردي ..نيجرفان وعبد المهدي نموذجان ...
- بسبب كثرة القتل والعرض .. داعش تفقد بعض من تمويلها ..
- تصريح اوباما استراتيجية لتدخل امريكي على الارض .
- امرأة روسية تشرف على تطبيب سبايا الموصل في المستشفى الجمهوري ...
- الفضائيين ..سرطان يجب استئصاله .
- فتوى التبرك بشرب بول مقاتلي داعش ..
- الاكراد يغتالون محمد البديوي والحشد الشعبي ثانية ...
- للسبي رحلك مشدود
- خلا العراق إلا من هؤلاء .. انها الفوضى الخلاقة .
- ابو بكر البغدادي شاذ جنسيا ..ونظرية عش الدبابير اتت أكلها ..
- من يلاحق من ؟ البغدادي ام قادروف ؟
- العراق احوج لخدمات البيش مركة ياسيادة الرئيس ..
- داعش والحمير..


المزيد.....




- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حمزه الجناحي - زيارة الاربعين مسئولين خاشعين متهجدين .. من سرق العراق اذن ؟