أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جهاد علاونه - التعصب














المزيد.....

التعصب


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4668 - 2014 / 12 / 21 - 19:15
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


قال ابن منظور:”التعصب:من العصبية.والعصبية:أن يدعو الرجل إلى نصرة عصبته والتألب معهم على من يناوئهم ظالمين كانوا أو مظلومين.وقد تعصبوا عليهم إذا تجمعوا فإذا تجمعوا على فريق آخر قيل:تعصبوا,وهنا ندخل في مسألة تجمع أعداد كثيرة من الناس على رأي رجل قريب لهم في الدم يناصرونه ويساندونه ولو كان على خطأ ومن هنا تنبع مشاكل العصبيات والقتل والاضطهاد الديني والسياسي, والحكومات العربية بمجملها عبارة عن شِلة وفِرقة وعِصابة مُرخصة قانونيا يتعصبون لرأي رئيس الحكومة أو الدولة ويساندونه ضد من لهم رأيا مختلفا عن رأيه فيبدءون بالحملات الأمنية السرية والعلنية من ملاحقات أمنية علنية وأخرى مطاردات في الظلام ضد المثقفين وضد كل من له رأي آخر, فتبدو الدولة في نهاية المطاف عبارة عن مكان لا تنبت فيه لا الأفكار ولا الأحزاب وتصبح الدولة خالية جدا من التنوع الثقافي مقارنة بالتنوع البيئي والمحافظة عليه, في حين أننا ندعو كل الدول العربية للمساعدة في التنوع الثقافي وإظهار جماليات المدينة والدولة حين تزدهر فيها شتى الأفكار المتنوعة تماما لننظر إليها كما ننظر إلى حديقة عامة فيها من شتى أنواع الأزهار والأشجار والمخلوقات, وأي مدينة عصرية اليوم لا بُد أن نجد فيها بساتين وأزهار وأشجار مختلفة وحدائق تضم فيها شتى أنواع المخلوقات وبالنظر إلى هذا يجب أن يلمس الزائر لبلدنا في الدولة التنوع الديني والطائفي والثقافي والمذهبي, وهذا لن يتحقق لنا طالما كانت الدولة متعصبة تضع غطاء على عيونها لكي لا ترى تنوعا نوعيا ثقافيا وسياسيا ودينيا.

..التعصب في اللغة معناه أن تضع على عينيك غطاء من القماش, وعصب عينيه يعني أنه وضع شريطة وهي قطعة من الثوب على عينيه لكي لا يرى أحدا, والذي يضع على عينيه غطاء معناه أو لنقل أنها رسالة منه إلى الناس فحواها أنني لا أريد أن أراكم بينما أسمح لكم برؤيتي أما أنا –على حد تعبيره- أريد أن تروني ولا أريد أن أراكم, وأيضا الذي يضع العصاب على عينيه يضعه في نفس الوقت على أذنيه فيسد أذنيه لكي لا يسمع ما يقوله الآخرون, والإنسان المُتعصب لرأيه هو الإنسان الذي لا يريد أن يسمع الرأي الآخر ولا يريد للآخرين أيضا أن يستمعوا للرأي الآخر, بل يريد هو شخصيا أن تستمع الناس له في حِله وترحاله.

والتعصب كارثة تقضي على الحريات العامة وتحل عملية الاحتكار بدل المشاركة , والملاحقة بدل التعاون , وإنكار الآخر بدل الاعتراف الرسمي به , والتمييز بدل التعايش السلمي , ولأن الحياة العصرية تعتمد على التنوع فإن التعصب لا يمكن أن يكون مناسبا لطبيعة الحياة العصرية , فبدل أن يكون الإنسان مشاركا لغيره في الأفكار والرؤى يحتكر الفكر لوحده ويتعصب لرأيه, ويقتل غيره روحيا وجسديا كلما ازدادت حدة التعصب وارتفعت وتيرته في عقله, والمتعصبون لا يمكن أن يروا الواقع على أصوله أو لا يمكن أن يروا الحقيقة ماثلة أمامهم ولدى المتعصبون آراء وأحكاما عن غيرهم مسبقة مدعمة بالتربية والتعليم منذ الطفولة نشئوا عليها مما يجعلهم هذا النوع من التعصب غير قادرين على رؤية الآخرين يشاركونهم البيت والشارع والمدرسة والصحيفة, فالمتعصبون يريدوا أن يمتلكوا الشارع لوحدهم ويريدوا أن يمتلكوا المدرسة لوحدهم ويريدوا أن يمتلكوا الجامعة لوحدهم ويريدوا أن يمتلكوا الحكومة لوحدهم, فلا يريدوا أن يروا غيرهم في الشارع يمشي بملابس مختلفة عن التي يرتدونها هم ونساءهم ولا يريدوا أن يروا في القبة أو تحت القبة البرلمانية نوابا غيرهم, ولا يريدوا أن يروا في المدرسة والجامعة فكرا وثقافة مخالفة لأفكارهم وثقافتهم.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقفة قصيرة بين الإنجيل والقرآن
- لحية الشيخ الطويلة
- المسيحيين عندهم شرف أكثر من داعش
- ختيار سمعه ثقيل
- دعوة للشرك بالله
- أحبك يا يسوع
- مسيحي بس محترم!!!
- قفص مارك توين
- نعمة الرب
- بجاحة المسلمين
- القاتلُ مُجرما وليس مقدَسا
- مؤسسات المجتمع المدني في الدول العربية يفتقر نظامها الداخلي ...
- امرأة حاولت تعريفها بالمسيح
- استثمار الكراهية في المجتمعات العربية الإسلامية
- المسيح يشفي الأمراض دون أن يضطر لفتح الجراح بالشفرة
- لآدم زوجة واحدة 2
- فضيحة الشيخ رمزي
- هكذا هي الحياة
- المرأة العاقلة في المجتمع الإسلامي
- العلمانيون والملحدون أكثر قربا لله من الشيوخ المسلمين


المزيد.....




- العراق يعلن توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل وفقدان 5500 ...
- ما هي قوائم الإرهاب في مصر وكيف يتم إدراج الأشخاص عليها؟
- حزب الله يمطر بتاح تكفا الإسرائيلية ب 160 صاروخا ردّاً على ق ...
- نتنياهو يندد بعنف مستوطنين ضد الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربي ...
- اشتباكات عنيفة بين القوات الروسية وقوات كييف في مقاطعة خاركو ...
- مولدوفا تؤكد استمرار علاقاتها مع الإمارات بعد مقتل حاخام إسر ...
- بيدرسون: من الضروري منع جر سوريا للصراع
- لندن.. رفض لإنكار الحكومة الإبادة في غزة
- الرياض.. معرض بنان للحرف اليدوية
- تل أبيب تتعرض لضربة صاروخية جديدة الآن.. مدن إسرائيلية تحت ن ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جهاد علاونه - التعصب