|
الليبرالية مفهوم اسس حسنات مساؤى
عبد الرحمن تيشوري
الحوار المتمدن-العدد: 1307 - 2005 / 9 / 4 - 09:47
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
( مفهوم – اسس – مساوئ – حسنات ) اقوى واشهر مذهب ونظرية فكرية سياسية واقتصادية واجتماعية تفوقت على سائر المذاهب الاخرى طوال القرون الماضية وبرهنت انها الاقدر على التكيف والاستمرار وانها الاقدر على معالجة المشكلات - لكن وصف فوكو ياما لها بانها الوجه الاخر للبشرية وانها نهاية التاريخ امر غير مقبول وهو مصادرة للمستقبل وسيثبت التاريخ بان الذي انتهى هو نهاية نظرية نهاية التاريخ لان التاريخ الانساني مفتوح على كثير من الاحتمالات التي لا يمكن مصادرتها وحصرها وتقنينها وهي نتاج البشرية في القرون الاخيرة جاءت نتيجة تحولات تراكمية معرفية وسياسية واقتصادية واجتماعية مختلفة 0 الليبرالية والتغيرات العالمية الجديدة · اختلال موازن القوى لصالح الراسمالية العالمية وخصوصا بعد انهيار المنظومة الاشتراكية · هيمنة مطلقة غير مسبوقة للراسمال المضارباتي غير المنتج · تسريع تمركز الراس المال في ايدي اقلية من الاحتكاريين حيث يملك 358 ملياردير ثروات تضاهي 60 % من سكان العالم · تحكم الشركات المتعددة الجنسيات في الاقتصاد العالمي · استعمال مديونية البلدان النامية العالم ثالثية لتعميق تبعيتها واخضاعها لمؤسسات العوامة المتامركة · تراجع دور الدولة الاجتماعي والاقتصادي وخسارة الطبقات العاملة الوسطى التي تتعرض لهجوم ليبرالي متوحش · خوصصة مؤسسات القطاع العام وتسريح جماعي للعمال · تنامي البطالة في العالم وتراجع الأجور · التراجع عن المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق العمال ( حق العمل – حق الحماية من البطالة – حق الاجر الذي يضمن الحياة الكريمة كيف نتعامل مع الليبرالية الجديدة المتوحشة ؟ آن رفض الاثار السلبية للعوامة والليبرالية الجديدة لا يعني اطلاقا رفض التقدم العلمي والتكنولوجي الذي يوفر امكانات هائلة لتقدم البشرية لذلك يجب قراءة الحضارة الغربية العولمية قراءة نقدية وكشف الاسس التي قامة عليها وفساد نظريتها لجهة استعمار واستغلال الشعوب وتد مير اقتصاديات الدول الفقيرة · علينا الانتفاع باقتصاد السوق وباليبرالية دون الانبهار بها ودون الانجراف مع عقلية السوق بل علينا عقلنة السوق · علينا اعادة تشكيل معطياتها النافعة من مكتشفات علمية واساليب بحث ووسائل ادارية لا سيما إدارة الاقتصاد وادارة الافراد · علينا الدخول معها في صراع فكري ومناورات لزحزحتها عن قيادة العالم وسوقه بالعصا والقوة والمال · لقد اهتم المفكرون العرب بقضابا كثيرة مثل ( التنمية – الاشتراكية – التقدم – التنوير – العلمانية - -----) لكن كل ذلك لم يحدث انقلاب فكري منشود وبقية الابحاث تراوح مكانها دون أي مؤشر للخروج من التيه · تعمل العوامة التي تقودها امريكا اليوم على تحطيم المكونات الفكرية والحضارية والثقافية والانماط المعيشية والانتاجية لبلدان العالم النامي والاسلامي والعربي · آن ما يجري الان في العالم خطير جدا جدا وقد قبل به الشركاء الغربيون بشراكة ثانوية لكن امريكا فرضت نفسها على العالم بطريقة بربرية وهي تدعي الحضارة وحقوق الانسان وحماية الديمقراطية لكنها كاذبة في كل ما تقول وهي تقدم وضفة ديمقراطية لدول العالم الثالث عبر مايلي · 1 – اقامة نظام حكم ديمقراطي يعتمد التعددية ويقيم دولة المؤسسات والقانون ويخلو من الاستبداد ويعتمد الانتخابات الحرة على زعم انه تمثيل لارادة الشعب · 2 – تطبيق سياسة اقتصادية ليبرالية مرتكزها الخصخصة أي اعتماد القطاع الخاص · 3- الالتزام بحقوق الانسان المحددة بوجهة النظر الغربية التي تنص على اطلاق شهوة البطن وشهوة الجسد والاستهلاك وتسليع كل شيْ لكن هذه عناوين للستهلاك لان امريكا هي العدو الاول للبشرية والانسانية وعلى جميع امم الارض الوقوف ضدها لفكيكها وثنيها عن الطريق التي تمضي بها وذلك من اجل حماية العالم وحماية الشعب الامريكي من اليمين الامريكي المتطرف الحاكم في امريكا الاسس العامة لليبرالية 1- الفردية وتعني الثقة بالفرد ودوره وتركز على حرية العمل والتملك واختيار النشاط وهي صدى لمذهب الاقتصاد الحر ( دعه يعمل دعه يمر) دون أي تدخل للدولة 2- التعددية أي التعددية في الاحزاب وفي الثقافة وفي الاقتصاد والايمان بفضيلة الحوار الذي يعني البحث عن الحقيقة وعدم الاقصاء وقبول المعارضة والراي الاخر لان لااحد يملك الحقيقة كلها وليس من حق احد مصادرة اراء الاخرين 3- الحريات والحقوق العامة ويعني ذلك ترسيخها وحمايتها واحترامها لا سيما حرية الفكر والعقيدة والنشر والتعبير والقبول بالمساواة امام القانون واحترام التقرير للاغلبية واحترام راي الاقلية 4- مبدا فصل السلطات الذي يعني توزيع السلطات الى ثلاث تشريعية تسن القوانين وقضائية تقيم العدل وتحكم بين الناس وتنفيذية تنفذ القوانين ضمن شروط هي عدم اساءة استعمال السلطة والسلطة تحد السلطة من اجل ايجاد حكومة معتدلة رشيدة تحمي الحقوق والحريات ولا تتعسف ولاتنهب المال العام 5- الراي العام وضرورة كسبه ومراعاته وتقديم البرامج أليه وهذا امر هام جدا وذلك من خلال اللجوء الى الصحافة ووسائل االاعلام 6- العلاقة بين الدولة والمجتمع ويجب آن تكون علاقة مصالحة بشكل دائم لا عداء بينهما وذلك من خلال تفعيل عمل مؤسسات المجتمع المدني (القطاع الاهلي ) 7- التداول السلمي للسلطة أي دون عنف من خلال التنافس الحزبي السليم وحكومة الظل والانتخابات التنافسية والاقتراع التمثيلي والانتخاب وكسب اغلبية الاصوات عبر برامج الراي العام 8- سيادة حكم القانون وذلك لمنع احتكار القوة وخلق توازن داخل المجتمع وجعل السلطة اداة تنظيم الحرية والرقابة على اعمال السلطات جميعها واقامة دولة القانون والمؤسسات والحكم الجيد الرشيد السديد الذي يستهدف التنمية المستدامة الانتقادات الموجهة الى الليبرالية 1- تعطي الليبرالية حريات صورية للافراد أي حريات ليست كاملة وهي منقوصة ما لم تستكمل بحريات اقتصادية وثقافية واجتماعية لجميع الناس 2- الدولة الليبرالية لا تمثل عالمية الحرية كما يقول فرنسيس فوكو ياما وانما تعني منح الحرية للطبقة الثرية الراسمالية ونحن لا نستطيع آن نقول آن الدولة الليبرالية هي اهم دولة في العالم وهي الواحة لان ذلك غير سليم وغير منطقي لانه يمثل مصادرة للمستقبل وهذا تبشير ايديولوجي مرفوض لان المستقبل الانساني مفتوح ويحمل الكثير من الخيارات والاحتمالات 3- لم تحقق الليبرالية وعودها عندما قامت ضد الاقطاعية حيث تم استبدال الاقطاعي بالبرجوازي وبقي الاستغلال مستمرا حيث تشير احصاءات الامم المتحدة الى آن 1 % من الامريكيين يملكون 60 % من الناتج القومي الامريكي البالغ ( 11000 ) مليار دولار كما آن (358 ) ملياردير يمكن جمعهم في قاعة طعام واحدة يملكون 60 % من ثروات العالم ثروات 3 مليار نسمة 4- انتجة الليبرالية الفكر الفاشي والنازي في اوربا الليبرالية في الميزان لقد ابدت الليبرالية الى توحش الراسمالية التي سيطرت على العالم والقت 80 % من البشر على قارعة الطريق وعلى مزبلة التاريخ وبعد كل هذه النتائج السلبية من حقا نحن العرب والسوريين آن نقول آن الليبرالية كما تطرح امريكيا ليست خيرة ولاتريد الخير لنا ولشعوبنا من هنا فمن من حقنا آن نعتبر آن امريكا هي العدو الاول للبشرية هي والليبرالية التي تسوقها التي تعني امركة للعالم وتركيع للشعوب ونهب لاقتصادات العالم لذا يجب البحث عن عولمة وليبرالية بديلة تلتزم بحقوقنا كامم وشعوب وهذا ما دفع بسوريا الىاعتماد صيغة اقتصاد السوق الاجتماعي التي تجمع بين اليات السوق والعدالة الاجتماعية ودور الدولة المتدخل لمصلحة المجتمع هذه الصيغة التي ترفض توحش الليبرالية كما ترفض فساد وترهل الاشتراكية 0
#عبد_الرحمن_تيشوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التربية اولا واخيرا دور التربية في عملية التطوير والتحديث
-
الصحافة الحزبية وطبيعتها ودورها وافاقها
-
عالم يفيض بسكانه خطر الانفجار الديموغرافي في العالم
-
استجابة لتوصيات المؤتمر العاشر للحزب هل يمكن تفعيل اجهزة الر
...
-
قضايا النهضة وعلى من الرهان لتحقيق النهضة
-
هل ينهي الاتحاد الاوربي هيمنة القطب الامريكي ويحقق التوازن ا
...
-
الشباب العربي مشاكل وحلول
-
مقاهي الانترنت واثرها على طلابنا في سورية
-
دور التعليم في مسيرة التطوير والتحديث
-
اصلاح المدراء وصلاح الادارات ايهما اولا
-
الفكر العربي في عصر المعلومات
-
العولمة الواقع الافاق الحل
-
متى نبدأ بحثا تربويا جادا
-
وراء كل تربية عظيمة معلم متميز
-
دور الادارة في عملية التطوير
-
العلمانية في الفكر العربي المعاصروالعلمانية التي نحتاجها في
...
المزيد.....
-
مصر.. حكم بالسجن المشدد 3 سنوات على سعد الصغير في -حيازة موا
...
-
100 بالمئة.. المركزي المصري يعلن أرقام -تحويلات الخارج-
-
رحلة غوص تتحول إلى كارثة.. غرق مركب سياحي في البحر الأحمر يح
...
-
مصدر خاص: 4 إصابات جراء استهداف حافلة عسكرية بعبوة ناسفة في
...
-
-حزب الله- يدمر منزلا تحصنت داخله قوة إسرائيلية في بلدة البي
...
-
-أسوشيتد برس- و-رويترز- تزعمان اطلاعهما على بقايا صاروخ -أور
...
-
رئيس اللجنة العسكرية لـ-الناتو-: تأخير وصول الأسلحة إلى أوكر
...
-
CNN: نتنياهو وافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. بوصع
...
-
-الغارديان-: قتل إسرائيل 3 صحفيين في لبنان قد يشكل جريمة حرب
...
-
الدفاع والأمن القومي المصري يكشف سبب قانون لجوء الأجانب الجد
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|