أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - العوانس ولصوص التشريعي القادم!!!














المزيد.....

العوانس ولصوص التشريعي القادم!!!


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 1307 - 2005 / 9 / 4 - 09:45
المحور: القضية الفلسطينية
    


تتميز عوانس الزواج بميزة الاستبداد بعد الزواج, وتشبه بذلك إلي حد كبير استبداد عوانس السياسة.
وعوانس السياسة, هم أولئك السياسيين الذين لم يظفروا بمقعد سلطوي أو تشريعي, وأمضوا مدة خارج الحكم أو المؤسسة, إما بادعاء المعارضة, أو نتيجة لفشلهم في المشاركة في لحظات الزواج السياسي عبر الانتخابات, أو الكوتة والتزييف.

وظاهرة الاستبداد التي تتميز بها العوانس لا تعكس الواقع الحقيقي المطلوب بعد الزواج في سن متأخرة من عطف وحرص علي الزوج التي ظفرت به بعد طول انتظار, وبدل أن تترفق بزوجها وتحرص علي المودة, وبناء البيت , فإنها علي ما يبدو تبدأ بالانتقام من المجتمع الذي قمعها طويلاً في شخص هذا الزوج الذي يكون إما متزوج من أخري, أو أن لديه أطفال من زوجة سابقة.

وكذلك الحال في عوانس السياسة الذين إذا ما وصلوا إلي الموقع بعد طول عناء, فسوف يكونون أكثر استبداداً بالناس لأن السياسيين عندما يجلسون علي دكة الاحتياط مطولا فإنهم يتحولون من ثوريين إلي ثأريين.

هذه الظواهر في المجتمعات الشرقية منتشرة في كل المجالات وهي حالة نفسية معقدة, تكتسب تعقيداتها بحكم الثقافة المحافظة التي تمجد السلطة, والموقع, والأبوة, والمدير, والرئيس, والمسئول, والكابتن, والمختار, والزعيم, وقوي العضلات.

وهذه المجتمعات المحافظة أكثر ولعاً بالرقم واحد أكثر من أي رقم آخر, خاصة إذا كان التسلسل أو القائمة, أو الطابور طويلاً وكان عدد المتوفر من المواقع, أو المقاعد, أو الوظائف, أو حتى الكوبونات قليلاً.

أما لصوص السياسة وهم كثر, فهم أولئك الجالسون علي الطريق في انتظار القافلة حتى يهاجموها للظفر بالمغانم دون عناء, أو عرق, أو مشاركة في بنائها, ولا يتقنون إلا عمل الكمائن للمسافرين (التعبانين والشقيانين, والذين عادوا مع القافلة يحملون عرق جباههم في صورة إنجازات جميلة) ثم الإغارة عليهم لينهشوهم كالكلاب الضارية.

وأخطر ما هو قادم لتشريعنا, هم أولئك العوانس من السياسيين, ولصوص الكمائن للقوافل

واستبداد العوانس من السياسيين ليس مهنة, بل هو مزاجاً نفسياً معكراً أما اللصوصية السياسية والكمائن, والإغارة فهي ليست مزاجية عابرة لإطعام فم جائع, أو إشباعا نفسياً, بل هي مهنة واحتراف, أتقنوها بالتجربة حين ألقوا بأنفسهم في معارك السرقة المبنية علي الشفافية المزورة والرواتب المتضخمة التي اعتبروها معارك وطنية, وهي في الأصل ثمناً يدفع للأرض والدم والدمار ليعود حسابات شخصية وفلل, وسيارات لهم ولعائلاتهم ومعشوقاتهم, وكأنهم يتصرفون في ورثة آبائهم من المزارع, والأطيان, أو مصانع أهلهم التي كانت ترزح بالماكينات الضخمة الإنتاج.
أعرف قافلة قد بذل أصحابها العرق الغزير, وتضخمت بواسيرهم, ودفعوا من الاستحقاقات أكبر من حمولة هذه القافلة, وتركوا الأهل والولد, وعملوا ليل نهار لتعود هذه القافلة محملة بالضمائر الحية, والقيم النبيلة, والبخور الهندي لإبطال روائح اللصوص النتنة التي ملأت المكان من تجارتهم المغمسة بالدم والأعراض التي اقترفها هؤلاء الذين لا يتقنون إلا كل شيء سيئ, ولو بحثت في تاريخهم فلن تجد إلا الصفاقة والكأس والنساء وتمرير المشاريع الهدامة لأن المشاريع البناءة لا تمر حسب المصدر الملعون.

وقد كمن كل اللصوص لهذه القافلة الجميلة المتصاعدة, وحيث لا يستطيعون عمل الكمائن للقوافل المتغطرسة لأنهم لا يجرؤون الإغارة علي المتغطرسين, وهم لا يستطيعون تدمير إلا كل شيء جميل وطيب في هذا الوطن.

ماذا يريدون فلديهم الأموال والمناصب, وكل ما طاب من الهوى التي اغتنموها في زمن السهو الذي أوردهم ما لا يستحقون, لكنهم لا يشبعون ولا يهجعون إلا إذا خربوا ودمروا كل غصن أخضر ينمو علي هذه الأرض.

هؤلاء اللصوص تصوروا هذه المرة, أنها مثل كل المرات السابقة, فجالوا وصالوا غير مدركين حقيقة التغيير تجاه أفعالهم, وحتى لو حملوا كل أدوات التمويه والتخدير للقافلة فان زمن الفهلوة قد ولي, فالذين لا يسكرون, ولا يعرفون النساء, ولديهم قيمهم الكبيرة لا يتراجعون عن قناعتهم لأن الجميع يعرف الجميع, ولن يمر الفاسدون من حاجز التشريعي القادم مهما لبسوا من عباءات القديسين فالتاريخ لن يزور هذه المرة والشعب لهم بالمرصاد.



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذبحة الأحزاب والانتخابات!!!
- فدعوس والدبكة الديمقراطية والانتخابات!!!
- الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة وحقوق الطفل
- مخاطر تشكيل هيئة وطنية لادارة قطاع غزة
- عندما يضيق الممر الوطني الفلسطيني!!!
- !!!عند الاختبار.........تحدث الصحوة
- المبادرة الوطنية الفلسطينية- أحدث حركات النضال الفلسطيني


المزيد.....




- الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي ...
- إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
- طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
- صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
- هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
- وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما ...
- حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر ...
- صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق ...
- يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - العوانس ولصوص التشريعي القادم!!!