أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - مؤتمر أربيل لدعم الإرهاب الداعشي















المزيد.....


مؤتمر أربيل لدعم الإرهاب الداعشي


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4667 - 2014 / 12 / 20 - 12:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحن نعيش في عصر الخديعة، وقلب المفاهيم والقيم، إذ تُعقد مؤتمرات باسم محاربة الإرهاب، بينما هي تعمل على دعم الإرهاب، ويشارك بها ناس ملاحقون قضائياً بسبب دورهم الإجرامي في الإرهاب. فقبل سقوط الموصل بيد داعش، عقد في الأردن مؤتمر ضم غلاة الطائفيين العراقيين السنة العرب ومن يخدعهم في تخريب بلادهم، والكثير منهم مشاركون في الإرهاب، رافعين شعارات مثل المظلومية، والتهميش والعزل... الخ. ومن ثمار ذلك المؤتمر سقوط الموصل ومن ثم محافظة صلاح الدين (تكريت)، ومناطق من محافظة الأنبار بأيدي داعش، واحتلال قوات البيشمركة لمحافظة كركوك، ولم يكن ذلك بدون تنسيق مسبق.
وبعد سقوط الموصل سمعنا تصريحات من مشاركين في السلطة من المحافظات الغربية، يباركون فيها حكم (داعش) مدعين أن أهل الموصل يعيشون بسلام وأمن وبركة، وحكم داعش أفضل لهم من حكم المالكي. أما فرار مئات الألوف من السكان فهو ليس لخوفهم من داعش، بل لخوفهم من قصف المالكي لهم بالطائرات!! كما وكان مفتى العراق (السني) الشيخ رافع الرافعي أكثر صدقاً حين صرح من أربيل قبل شهرين، أنهم (السنة) يرفضون أن يكون على رأس الحكومة شيعي، سواءً المالكي أو غيره، وصرح قبل أيام من الأزهر الشريف أنه لا يدين داعش.

عُقد في أربيل يوم الخميس، 18/12/2014، مؤتمر آخر، برعاية ومباركة حكومة الاقليم باسم (المؤتمر العربي لمكافحة الإرهاب والتطرف)، عقدته القيادات السنية العراقية، دون أن يدعو إليه أي عربي شيعي أو أي من المكونات العراقية الأخرى المبتلية بالإرهاب الداعشي. وقالت الأنباء: "وشاركت في المؤتمر أكثر من 1200 شخصية عربية سنية بينهم مطلوبين للقضاء العراقي بتهم الإرهاب والفساد، وتشجع على الفوضى، وتساند الجماعات والعصابات الاجرامية في المحافظات الغربية".
كما وحضر المؤتمر مسؤولون قياديون سنة مثل أسامة النجيفي، نائب رئيس الجمهورية، وصالح المطلق نائب رئيس الوزراء، وكل النواب العرب السنة، وعدد من شيوخ العشائر العربية السنية، وكانت الدعوة موجهة للمحكوم عليهم بالإرهاب مثل طارق الهاشمي، ورافع العيساوي وغيرهما. ولإضفاء الشرعية الدولية عليه، حضر المؤتمر ممثل الأمم المتحدة في العراق، وسفراء أمريكا وبريطانيا، والوحدة الأوربية.

والجدير بالذكر أن أغلب الذين حضروا هذا المؤتمر قد ساهموا في توفير الأجواء لداعش، إذ جعلوا مناطقهم حواضن للإرهابيين بحجة التهميش والعزل الذي مارسه ضدهم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي!!، وأخيراً أدركوا، أن من يزرع الشر لا يحصد غير الشر. فبعد أن ارتكبت (داعش) جرائم فضيعة بحق الإنسانية، لم يسلم منها حتى عرب السنة في المحافظات السنية، إذ قتلت من عشيرة عربية سنية واحدة (ألبو نمر) في الرمادي وحدها أكثر من 700 شخص، ناهيك عن المقابر الجماعية في غابات الموصل، والجرائم الأخرى بحق الأقليات الدينية والعرقية. ولما لم يبق لدعاة التهميش أية حجة يدافعون بها عن داعش، راحوا يطلقون تصريحات فجة يساوون فيها بين داعش وفصائل الدعم الشعبي التي تريد تحريرهم من الإرهابيين الدواعش.
فقد قال نائب رئيس الجمهورية العراقية، أسامة النجيفي في المؤتمر: أن "المحافظات السنية تواجه المأساة بسبب الإرهاب المتمثل بداعش والميليشيات الطائفية...". ويقصد بالمليشيات الطائفية الجيش العراقي، وفصائل الدعم الشعبي، رغم أنها تضم عناصر من مختلف المكونات.
كما وطالب أسامة النجيفي خلال المؤتمر، بالإسراع بتشكيل قوات الحرس الوطني من أبناء المحافظات السنية، وهو الغرض الرئيسي من هذا المؤتمر، إضافة إلى تسليح العشائر. والمقصود بالحرس الوطني هو تشكيل قوات مسلحة في المحافظات السنية على أسس طائفية لمواجه الجيش العراقي الذي يحارب الإرهاب. والتجارب القريبة أثبتت أن أغلب الأسلحة التي اعطيت إلى أبناء العشائر السنية تسربت إلى داعش. (راجع مقال السيد وفيق السامرائي 3).
وهكذا نعرف أن الغرض الرئيسي من المؤتمر هو تشكيل القوات المسلحة العراقية على أسس طائفية، وهي الخطوة الرئيسية لتمزيق العراق. لذلك اعتبرت أوساط سياسية عراقية ان مؤتمر مكافحة الارهاب هذا وجّهته اجندات خارجية تسعى الى تقسيم العراق، فيما رفضت جهات عراقية من المكون السني المشاركة باعتباره خطوة أولى على طريق التقسيم. ومن هذه الشخصيات التي رفضت حضور هذا المؤتمر المشبوه هو رئيس البرلمان، الدكتور سليم الجبوري، حيث يعتقد أنه أدرك أن هذا المؤتمر يحمل أجندة تقسيم العراق.
والغريب أن السيد مسعود بارزاني الذي اعترض على تسليح أبناء العشائر العربية والتركمان في محافظة كركوك، رحب بتسليح العشائر العربية من خارج مناطق الإقليم، وهذا تعامل بمكيالين.
فغاية المؤتمر كما أكد كثيرون من المخلصين هو لعزل الجيش و"الحشد" عن التصدي لداعش في المناطق الغربية (4)
وصرح النائب مثال الآلوسي أن "المؤتمرين في أربيل يحاولون لملمة القيادات السنية الفاشلة والتي سرقت المال العام والمتهمين بالإرهاب لفرضهم على الساحة وعلى الواقع السياسي من جديد...
و"إقامة هذ المؤتمر جاء بدعم إقليمي لتهديد الأمن والسلام الاجتماعي بين صفوف الشعب العراقي وإبراز القيادات الفاشلة في محافظات الانبار وصلاح الدين والموصل بشكل جديد".(5)

خلاصة القول: إن مؤتمر أربيل هو محاولة يائسة من قبل الطائفيين أعداء الديمقراطية في العراق لإعادة الوضع إلى ما قبل 2003، وهذا مستحيل. لذلك فعلى عقلاء العرب السنة أن لا يتركوا المكون السني بأيدي سياسييهم الفاشلين الذين ينفذون أجندات أجنبية، والبعثيين الدواعش وتحت أي مسمىً جاؤوا، بل أن يعملوا على دعم العملية السياسية بجد وإخلاص، وإنجاح الديمقراطية، والعمل على إنضاجها وتخليصها من معوقاتها مثل المحاصصات الطائفية والعرقية. أما اللجوء إلى الإرهاب وتحت أي ميرر كان، فمن شأنه أن يزيد من عذابات شعبنا، وبالأخص معاناة أهل السنة. وما يعانيه شعبنا من فوضى الآن هو نتاج حتمي لاحتكار المكون الواحد للحكم واستبداده لعقودة طويلة، ورفضهم لدولة المواطنة والقانون. لذلك فالديمقراطية رغم مشاكلها في أول ولادتها، إلا إنها هي الحل الوحيد لمشاكل العراقية المتراكمة.
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ـــــــــــــــــــــــــــ
روابط ذات صلة
1- النجيفي: المحافظات السنية {تواجه إرهاب داعش} والميليشيات الطائفية
مؤتمر للقيادات السنية في أربيل يطالب بسرعة تشكيل قوات الحرس الوطني
http://www.akhbaar.org/home/2014/12/182060.html

2- شخصيات "سنية" ترفض مؤتمر أربيل: التقسيم تحت عباءة "حرب داعش"
http://www.akhbaar.org/home/2014/12/182062.html

3- وفيق السامرائي: تسليح العشائر بين المحاذير والمبررات
http://www.akhbaar.org/home/2014/12/182059.html

4- مؤتمر بأربيل لعزل الجيش و"الحشد" عن التصدي لداعش في المناطق الغربية
http://almasalah.com/ar/news/43175/%D9%85%D8%A4%D8%AA%D9%85%D8

5- الآلوسي: هدف مؤتمر اربيل للملمة الفاشلين والمتهمين وفرضهم على الساحة
http://www.akhbaar.org/home/2014/12/182100.html



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذهنية الإستغفال!
- لماذا (فشل) المالكي في إطلاق ابنه وأمواله المحتجزة في لبنان؟
- علاقة أردوغان بداعش
- العرب وسياسة النعامة!!
- قراءة في كتاب: آفاق العصر الأمريكي -السيادة والنفوذ في النظا ...
- مائة عام على ميلاد الزعيم عبد الكريم قاسم*
- هل ممكن دحر داعش بدون قوات برية دولية؟
- هل العراق بحاجة إلى قوات برية دولية لمواجهة داعش؟
- حوار حول الموقف من الدعم الدولي للعراق ضد داعش
- هل يتراجع الدعم الدولي للعراق ضد داعش بسبب اشتراطاته؟
- الكرامة والسيادة في خدمة (داعش)
- درس حضاري من اسكتلاندا
- هل أمريكا دولة إستعمارية؟
- عودة إلى مقال: الاتفاقية..أو الطوفان!!
- حوار هادئ مع الأستاذ علي الأسدي
- مناقشة حول العلاقة مع أمريكا
- خطاب مفتوح إلى الدكتور حيدر العبادي
- داعش يفضح مناصريه السياسيين
- نفاق السعودية في محاربة الإرهاب والتطرف الديني
- لماذا ربح المالكي الانتخابات وخسر (المقبولية)؟


المزيد.....




- لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف ...
- أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
- روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ ...
- تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك ...
- -العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
- محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
- زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و ...
- في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا ...
- النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
- الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - مؤتمر أربيل لدعم الإرهاب الداعشي