|
حزب النهج الديمقراطي بين القيادتين الأولى والثانية للمنظمة
عبد اللطيف زروال
الحوار المتمدن-العدد: 4667 - 2014 / 12 / 20 - 12:25
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
بعد بلورة مفهوم التحريفية في منظمة إلى الأمام داخل السجن المركزي بالقنيطرة بقيادة المنظر التاريخي للتحريفية الحديثة بالحركة الماركسية اللينينية أبراهام السرفاتي، تمت بلورة مفهوم إعادة البناء وانتخاب القيادة السياسية للمنظمة خلال الفترة ما بين 1980 و 19984 وذلك بعد ترتيب مشروع المد التحريفي داخل المنظمة عبر ما يلي :
ـ استغلال اغتيال الشهيد عبد اللطيف زروال في نونبر 1974 ليفسح المجال لأبرهام السرفاتي ليصبح منظر المنظمة ويبلور بعد محاكمة 1977 واستشهاد الشهيدة سعيدة المنبهي مفهوم التحريفية داخل المنظمة ما بين 1977 و 1980. ـ ربط جسور العلاقة مع النظام الدموي عبر كريستين دور السرفاتي التي لعبت دورا هاما في زعزعة عقيدته في لقاءاتهما بالسجن المركزي بالقنيطرة. ـ إعداد مشروع العفو الملكي الدموي عبر إعداد لائحة المترشحين لهذا العفو لتقديها للرئيس الفرنسي من طرف كريستين عبر زوجة ميتران في 1982 الذي طرحها للنقاش مع الحسن الثاني الدموي في زيارته لفرنسا في 1982.
لقد عمل السرفاتي على بلورة مفهوم التحريفية عبر ما يميه النضال الديمقراطي السياسي ضد نظام الحسن الثاني الدموي في مجمع الماركسيين اللينينيين المرتدين بالسجن المركزي بالقنيطرة. وكان ذهن المرتد التحريفي أبراهام لا يحمل إلا هاجس خروجه من السجن مع مجموعة المرتدين ولم يكن في حسبانه أبدا دور الشعب المغربي في بلورة طريق الثورة المغربية.
لقد أصبح المرتدون بالسجن المركزي بالقنيطرة خارج التاريخ الثوري بالمغرب حيث لم يستطيعوا التقاط اللحظة التاريخية للنضال الثوري بالمغرب، واعتبرت التحريفية أن تاريخ الثورة بالمغرب قد توقف وأن سقف الثورة هو ما سمته المنظمة البلانكية في مارس 1973 وغرق المرتدون في إدمان الخط التحريفي بالمنظمة وذلك عبر ما يلي :
ـ عدم قدرتهم على استيعاب دور الشعب المغربي في الثورة بعد انتفاضة يونيو 1981. ـ عدم قدرتهم على استخلاص الدروس بعد انتفاضة الشعب المغربي يناير 1984.
لكن العماء السياسي الذي أصاب منظر التحريفي ومجموعة المرتدين جعلهم يستمرون في بلورة أيديولوجيا التحريفية الحديثة بالسجن المركزي بالقنيطرة، وبدل استخلاص العبرة السياسية الثورة بأن الشعب المغربي قادر على إنتاج أدواته الذاتية الثورة حتى في غياب قيادة المنظمة التي ليست إلا أداة من أدوات الشعب المغربي.
واستغلت التحريفية وجود أفواج جديدة من الشباب الثورة من طلبة وتلاميذ جيل جديد من الثوريين الذين تم اعتقالهم بعد انتفاضة 1984، ويا لها من وقاحة سياسية، التحريفية تستغل هؤلاء الشباب لبناء خطها التحريفي داخل المنظمة بدل استنتاج دروس الثورة المغربية وبناء الخط الثوري للمنظمة عبر ما يلي :
ـ الإستمرار في تنفيذ مشروع العفو الملكي الدموي بالإفراج عن أحد قيادييها البارزين في الصف التحريفي وهو عبد الحميد أمين بعد انتفاضة 1984. ـ تشكيل القيادة الثانية وإذماج الشباب فيها من أجل تركيز بلورة مفهوم التحريفية في المنظمة استعدادا لمواصلة تنفيذ مشروع العفو الملكي الدموي.
ولم يكن في حسبان التحريفية أن الشعب المغربي مستمر في طريق الثورة المغربية وأنه قادر على إنتاج أدواته الثورية الذاتية عبر مواصلة الإنتفاضات الشعبية التي توجها بانتفاضة دجنبر 1990، ولم تستطع التحريفية التقاط هذه اللحظة التاريخية واستنتاج الدروس الثورية منها وواصل المرتدون طريق التحريفية التي تم تتويجها بالإفراج على قياديين كبيرين للتحريفية بالمنظمة وهما السرفاتي والحريف.
لقد اكتمل البناء الثلاثي للتحريفية الحديثة بالحركة الماركسية اللينينية ـ الأيديولوجي والسياسي والجماهيري ـ بالخارج والداخل استعدادا لحل المنظمة، واستكمال شروط العلاقة الجديدة مع التجربة الملكية الدموية بتنفيذ العفو الملكي الدموي وتجنيد الثلاثي السرفاتي ـ الحريف ـ أمين لبلورة مفهوم التحريفية أيديولوجيا وسياسيا وجماهيريا، بدأت التحريفية في الممارسة العملية بتأسيس جريدة الأفق التي كان يترأسها الحريف من 1991 إلى 1994 كبديل لجريدة المنظمة "إلى الأمام" التي كانت تصدر في الخارج وسيطر عليها السرفاتي في 1991، وتأسيس حزب النهج الديمقراطي التحريفي كمقدمات أيديولوجية وسياسية وجماهيرية لبلورة مفهوم النضال الديمقراطي الجذري تنفيذا للحل العملي للمنظمة.
لقد تم استكمال بنود العفو الملكي الدموي في 1994 بالإفراج على ما تبقى من عناصر القيادة الثانية للمنظمة وعلى رأسها كبير التحريفيين الجدد المصطفى البراهمة وتمديد العفو الملكي الدموي ليشمل المنفيين استعدادا لدخول منظر التحريفية أبراهام السرفاتي، تم تأسيس حزب النهج الديمقراطي التحريفي كفضاء سياسي لبلورة المضمون الطبقي للتحريفية في صفوف الحركة الماركسية اللينينية والحركة العمالية والحركة الطلابية، والتشويش على الخط الثوري للمنظمة داخل الحركة الماركسية اللينينية تطبيقا لتعليمات منظر التحريفية أبرهام السرفاتي حامل لواء التحريفية علانية أمام الجماهير العمالية والفلاحية بعد دخوله المنظم من طرف النظام الدموي الجديد في 1999.
وكان لتلامذته داخل حزب النهج الديمقراطي التحريفي دور خطير، سواء في القيادة الأولى أو في القيادة الثانية للمنظمة أو خارجه داخل المغرب أو خارجه، الذين يمارسون التعتيم على المناضلين الشباب الملتحقين بهذا الحزب التحريفي.
ومر هذا الحزب من مرحلتين :
الأولى بقيادة الحريف كبير التحريفيين بعد السرفاتي وهي مرحلة خطيرة تطلبت منه كامل الدهاء لترويض ومحاربة ما تبقى من المناضلين المتشبثين بالخط الثوري للمنظمة، وهذه المرحلة الممتدة إلى حدود 2004 تاريخ مؤتمره الأول لم تطرح في أوراقه مسألة منظمة إلى الأمام.
الثانية بعد المؤتمر الأول التي طرحت في جدول أعمال قيادات الحزب تنقيته من كل شوائب الثورية وبلورة مفهوم استمرارية منظمة إلى الأمام، ومع المؤتمر الثالث فتحت صفحة جديدة يقودها كبير التحريفيين بعد الحريف الذي يعتبر من القيادة الأولى للمنظمة، البراهمة من القيادة الثانية للمنظمة الذي جاء ليعير وجه هذا الحزب ويسقط جميع أقنعته ومساحيقه وهو الذي فرض الإنتماء إلى الحزب على عبد الحميد أمين الذي يعيش الإزدواجية بين السياسي والجماهيري والإنتماء المباشر للحزب.
ويعيش اليوم هذا الحزب مرحلته الأخيرة بتقديم جميع أوراقه المجهزة كحزب تحريفي وافي لصكوك صفقة 1982 داخل السجن والعفو الملكي الدموي.
#عبد_اللطيف_زروال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أهمية بناء المنظمة الماركسية اللينينية المغربية
-
إلى أحمد بيان : إذا تكلم السفيه فالتزم الحكمة
-
إلى أحمد بيان : البديل الجذري تنظيم بورجوازي صغير
-
الأسس المادية للخط البيروقراطي النقابي البورجوازي الصغير بحز
...
-
امتدادات الخط الثوري لمنظمة -إلى الأمام- بفصيل الطلبة القاعد
...
-
الحقائق التاريخية التي تؤرق كاهل التحريفية الإنتهازية بحزب ا
...
-
إمتدادات التحريفية الإنتهازية لمنظمة -إلى الأمام- بحزب النهج
...
-
الذكرى 41 لمنظمة -إلى الأمام- و مواجهة التحريفية الإنتهازية
-
في الذكرى 41 لتأسيس المنظمة الماركسية اللينينية الثورية المغ
...
-
لماذا الهجوم على النهج الديمقراطي ؟
-
نداء -شباب التغيير الآن-
-
بيان -شباب التغيير الآن- بالمغرب
المزيد.....
-
وسط ترقب لرسالة أوجلان.. ماذا يريد حزب -ديم- الكردي من زيارة
...
-
تركيا تشترط القضاء على حزب العمال الكردستاني لإعادة النظر في
...
-
مراقبون للشأن اللبناني: مهاجمة المتظاهرين السلميين عمل مشين
...
-
إضرام النار في الجسد: وسيلة احتجاجية تتكرر في تونس بعد 15 عا
...
-
حصيلة عمل فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب بمناسبة اختتا
...
-
افشال السياسة العنصرية لترامب واسرائيل بحق الفلسطينيين مهمة
...
-
الحزب الشيوعي يرفض اتفاق إنشاء قاعدة عسكرية روسية في السودان
...
-
-ميول إسلاموية- ـ المشتبه به يقر بتعمد دهس متظاهرين في ميوني
...
-
كلبة الفضاء السوفييتية -لايكا- تشارك في -يوروفيجن 2025-
-
جبهة البوليساريو تنفي تواجد مقاتلين تابعين لها في سوريا
المزيد.....
-
الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية
/ رزكار عقراوي
-
نظرية التبادل البيئي غير المتكافئ: ديالكتيك ماركس-أودوم..بقل
...
/ بندر نوري
-
الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور
...
/ فرانسوا فيركامن
-
التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني
...
/ خورخي مارتن
-
آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة
/ آلان وودز
-
اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر.
...
/ بندر نوري
-
نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
/ حامد فضل الله
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
المزيد.....
|