أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-القدس المنسية














المزيد.....

بدون مؤاخذة-القدس المنسية


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4666 - 2014 / 12 / 19 - 13:27
المحور: القضية الفلسطينية
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة-القدس المنسية
عندما وقعت القدس العربية تحت الاحتلال الاسرائيلي في حرب حزيران 1967 العدوانية، لم يصدق الاسرائيليون أنفسهم أن القدس في قبضتهم، تماما مثلما لم يصدقوا أنفسهم بسرعة احتلالهم للضفة الغربية بجوهرتها القدس، وقطاع غزة، ومرتفعات الجولان السورية، وصحراء سيناء المصرية، بدون خسائر تذكر، فهم لم يخوضوا حربا بمقدار ما كانت هناك جيوش تتقهقر، ويلاحقها جيش يتقدم بسلاح جوّ سيطر على أجواء المنطقة بشكل مطلق، وتحقق الحلم الاسرائيلي الذي كان يتمثل كلما التقى يهوديان بقول: "العام القادم في القدس".
في حين أن العربان أضاعوا القدس وهم لا يعلمون أيّ مدينة أضاعوا! ولا يعلمون أنهم أضاعوا جزءا أصيلا من عقيدتهم وتاريخهم وحضارتهم، ومن علم منهم ذلك فانه مغلوب على أمره، ولا يملك حتى أضعف الايمان لتحرير المدينة المقدسة، اللهم اذا استثنينا الشعراء والكتاب الذين سطّروا مراثي لجنة السماوات والأرض، ولم يعلم العربان أنّ انتهاك حرمات القدس قد فتحت الأبواب لانتهاك حرمات كل العواصم والمدن العربية، وقد سقطت بعدها عواصم مثل بيروت وبغداد وطرابلس الغرب، وها هي دمشق وصنعاء تدمّر تنفيذا لأجندات أجنبية معادية، والله أعلم على أيّ العواصم الأخرى ستدور الدوائر.
وفي العام 2009 اتخذت دول العربان قرارا بأن تكون القدس عاصمة للثقافة العربية لذلك العام، وقد منع المحتلون قيام أيّ نشاط ثقافي بهذه المناسبة في المدينة المقدسة، ولم يدعم العربان عاصمتهم الثقافية سوى ببيانات الشجب والاستنكار الخجولة لما يجري في القدس من تهويد ومصادرة للأراضي، واقتلاع لمواطنيها الفلسطينيين. وفي العام 2010 اتخذ وزراء الثقافة العرب قرارا باعتبار "القدس عاصمة دائمة للثقافة العربية" وتجري توأمة المدينة المقدسة مع العاصمة العربية التي تكون عاصمة سنوية للثقافة العربية وبشكل دوري ومتعاقب، وبقي الموقف العربي كما هو، وتغيرت حكومات، وجاء وزراء ثقافة جدد، أراهن أن غالبيتهم إن لم يكونوا كلهم لا يعلمون أو لا يتذكرون قرار أسلافهم باعتبار "القدس عاصمة دائمة للثقافة العربية". ولم يحرّكوا هم الأخرون ساكنا تجاه القدس، ومع أن القدس هي العاصمة السياسية والدينية والتاريخية والعلمية والاقتصادية والحضارية للشعب الفلسطيني ودولته العتيدة، إلا أنها تاريخيا تمثل الشيء نفسه بالنسبة للعرب الآخرين، فماذا فعلت دول العربان للقدس؟ خصوصا وأن العربان قد أسقطوا من حساباتهم كلّ الخيارات لاستعادة القدس، وبقية الأراضي المحتلة، وحصروا خياراتهم بالاعتماد على حسن نوايا ووعود "الصديقة أمريكا"، مع علمهم المسبق بموقف البيت الأبيض الداعم لاسرائيل والذي يأتمر بأوامر الحكومات الاسرائيلية ليس فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فحسب، بل بكل قضايا الشرق الأوسط، بحيث أن أمريكا تدوس القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، ولوائح حقوق الانسان العالمية، واتفاقات جنيف الرابعة بخصوص الأراضي التي تقع تحت الاحتلال العسكري، عندما يتعلق الأمر باسرائيل، ولا تتورع في استخدام الفيتو لحماية اسرائيل من أيّة إدانة. والمال العربيّ الذي ينفق بسخاء على حروب لقتل شعوب وتدمير بلدان عربية، يتوقف عند عتبات القدس التي يسرق تاريخها وثقافتها مثلما سرقت جغرافيتها. ولكم أن تتصوروا مليارات الدولارات التي تنفق في الجهة المقابلة لتهويد القدس، ولكم أن تتصوّروا أن المليونير اليهودي الأمريكي موسكوفتش قد تبرع بخمسة وعشرين مليار دولار لتهويد القدس، وهو على استعداد لدفع أيّ مبلغ آخر لشراء عقارات عربية في القدس، بينما تعاني المؤسسات الثقافية العربية في "العاصمة الأبدية للثقافة العربية" من حالة شلل نظرا لقلة الموارد المالية.
وهذا العام 2014 جرى تقسيم المسجد الأقصى زمانيا، وسيجري لاحقا تقسيمه مكانيا، تماما مثلما جرى في المسجد الابراهيمي في الخليل، أفلا يستدعي ذلك طلب اجتماع لمجلس الأمن الدّولي لتوفير الحماية للمقدسات على الأقل؟
فهل القدس حقا عاصمة أبدية للثقافة العربية، أم هي عار أبديّ للعواصم العربية؟
18-12-2014



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظلال قلب لصابرين فرعون في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة-على الأرض السلام
- -القدس مدينتي الأولى- في اليوم السابع
- أما آن لهذا الاحتلال أن ينقلع؟
- جريمة قتل الوزير أبو عين
- رواية أهل الجبل تدعو إلى التفكير
- بين علوم الدّين وعلوم الدّنيا
- حفل توقيع ونقاش رواية عازفة الناي في مركز يبوس الثقافي
- بدون مؤاخذة علومنا وعلوم -الكفار-
- بين فلنتينا وزعل
- الضدية الثقافية
- علي الدّيك والفنون الشعبيّة
- رواية-أميرة- في الصالون الثقافي في طولكرم
- -أميرة- في طولكرم
- رواية-أميرة- في ندوة اليوم السّابع
- اسرائيل دولة اليهود
- في قطاع غزة أناس يعانون
- قليلا من احترام الذات
- بدون مؤاخذة- الصعود الى الهاوية
- وعود نتنياهو حول الأقصى


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-القدس المنسية