|
حكايا وبغايا
عماد حياوي المبارك
(Emad Hayawi)
الحوار المتمدن-العدد: 4666 - 2014 / 12 / 19 - 01:03
المحور:
ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
حكايا وبغايا
بإلقاء نظرة سريعة على رائعة الكاتب الفرنسي الكبير(فيكتور هيكو) التي سطرها على بضعة مئات من الصفحات وغلفها بالعنوان المثير (البؤساء)، يتطرق الكاتب بروايته إلى عيّنات فقيرة ومتشردة من الناس، يصهرهم ببودقة واحدة هي المجتمع.
فبطل القصة (جان فالجان) الذي يجبره الجوع وهو فتى على سرقة رغيف خبز والإمساك به متلبساً وسجنه ومن ثم محاولاته المتكرر الفرار قد ضاعف فترة محكوميته أطول وأصعب ولتخلق منه أنساناً يائساً متقوقعاً حول نفسه برغم أن الطيبة بقيت تلازمه حتى وفاته والتي أثبتها من خلال رعايته الطفلة الصغيرة بطلة القصة (كوزيت) التي رافقته حتى لحظة مماته، تلك اللحظة التي تشدك بقوة للدرجة التي تغرورق خلالها عيونك مهما تملكتَ من شجاعة. والفتى (غافروش) الذي أتخذ من الطرقات وأغصان الأشجار ملجأ له ، فتعرفنا عليه من خلال نضاله إبان فترة الفوضى التي عاشتها (باريس) ... والأم المسكينة الضحية (مارين) تلك الشابة التي ولدت بنتها (كوزيت) وهي في ضيق حال وبذلت في تربيتها كل ما باستطاعتها، لكن نكد الحياة وصعوبة الحصول على عمل قد وضعها وبنتها بين كفي كماشة، معاناة قسوة الجوع ومقاومة شدة البرد، ليضغطا بشدة عليها لتبيع خصلات شعرها المذهبة الجميلة من أجل قروش قليلة، لكن هل بإمكان الشعر أن ينمو من جديد في رأسها الحليق بالسرعة التي يمكنه أن يغطي نفقاتهن التالية ؟ بالطبع لا، فألتجأت لبيع أسنانها العاجية الجميلة والتي كانت تمثل خطوة أكثر قسوة، ولو كان يمكن للزمن أن يعوضها عن شعرها، فلا هو ولا سواه يمكنه أن يجدد لها تلك اللؤلؤات الجميلة، الزمن يُقسي عليها ولم يبقَ أمامها من أجل بنتها سوى أن تسلك درباً معبداً بالأشواك، كل يوم زائراً عفناً تشمئز له نفسها حتى أخذتها المنية وهي شابة ... ما امتهنته هذه المسكينة، يقول التاريخ بأنه أقدم المهن التي امتهنتها النساء منذ القدم منذ أن كانت (تقايض) اارجل للحصول على طرائده بالجنس، إنها مهنة ... (البغاء). × × × مما توقع الحاضرون سماعه خلال مناقشة باحث عراقي بإحدى قاعات كلية الآداب بجامعة بغداد في السبعينات وشاءت الصدفة أن أحضرها وكانت بعنوان (البغاء السري في بغداد) لرسالته، أنه سيتطرق إلى الدهاليز النتنة لمحلة (الميدان)، ذلك المرتفع الوحيد من الأرض على مساحة بغداد المنبسطة، ويدخل ليصِف لنا بغايا المحلة التي استوحى منها قارئو المقام بعض بستاتهم حين يقابلون (الكأس) المليئة بحليب السباع حتى الصباح. لكن الباحث ذهب باتجاه آخر كونه يتطرق للسرية في ممارسة البغاء والشذوذ، ودخل في خرائب طينية وسراديب محلة الفضل وسطوح أبو سيفين، وما لفت نظره في الرسالة، تلك المرأة التي تفترش ليلاً حاوية كبيرة لنفايات المطاعم بين شارعي الخلفاء والكفاح، كانت محترفة للدرجة التي توظف فتيات البيوت وتقدمهن (لزبائنها) في داخل (ماخورها) القذر وبأسعار محدودة !
لكن شتان بين فريق من البغايا وزبائنهن يرتضي أن يمارس أسمى العلاقات التي خلقها الله بين الأنثى والذكر في دياجير الظلام وخارج حواضنه الطبيعية ـ الزواج ـ فيرضى هو مخيراً وترضى هي مُكرهة على افتراش حتى القمامة لممارسة الرذيلة وبين فريق آخر لا ترضَ سوى بالملوك والأمراء رفاق ومن الحرير وريش النعام وسائد ... حتى دوافع ممارسة البغاء التي هي مادية في أغلبها، أو حتى أسرية وشذوذ وخروج عن المألوف، لكنها وعبر التاريخ قد أثارت حتى نزاعات وحروب، وأيضاً بنشوء تحالفات واتحادات، ومثل هذا البغاء لم يكن ليخرج من حواضن وبيئات ضعيفة يحوط بها العوز والجهل، بل بالعكس ظهر ونمى في مجتمعات ميسورة وذهبت غاياته إلى أبعد من الكسب المادي بكثير ...
وأن تكن أولى المومسات قد ظهرت أيام كان الإنسان يسكن الكهف، وقامت بمقايضة (خدماتها) بقطعة لحم من طريدة أصطادها أحد الرجال (الأقوياء)، لكن المهنة تطورت ولاقت رواجا لا يفتر، فلا يكاد يخلو عصر أو بلد من بائعات الهوى، معظمهن يعملن بالسر بسبب تحريم الدين ونظرة المجتمع الدونية لمهنتهن، لكن هناك أيضا من نلن شهرة واسعة، لا بل أن إحداهن أصبحت إمبراطورة !
حتى أن الإمبراطورة البيزنطية (ثيودورا) كانت ـ يقول التاريخ ـ عاهرة وراقصة تَعّري في شوارع القسطنطينية قبل أن تعتلي عرش الإمبراطورية في القرن السادس للميلاد ! × × ×
للدعارة مستلزمات مثل كل مهنة، ويخطأ من يظن بأنها عمل عشوائي لا يخضع لنظام، حتى أن تمدن وتطور هذه المهنة ينبع من تمدن المجتمع ورفاهيته، بدليل أن العشوائية والقذارة تنطبق فقط على مومسات الشارع بالدول المتخلفة بحيث أن حقها يؤكل وقد تتعرض للضرب والإهانة وحتى القتل.
عاهرات المواخير يخضعن لنظام دقيق وصارماً وتحظى بالرعاية مقابل تقديمها جزء غير يسير من أجرها للقواد أو القوادة الذين يتكفلون بالمأوى والحماية وجلب الزبائن. إنها علاقة طفيلية تحولت بمرور الزمان إلى صناعة كبيرة تدر مليارات الدولارات سنويا وأنجبت بعض أشهر القوادين على مر التاريخ، ومنهم من سنتحدث عنها اليوم والتي تأسست بماخورها هيئة الأمم المتحدة، السيدة ... (س س). × × ×
الكثير يعرف أنه في عام 1945 شهدت مدينة سان فرانسيسكو في الغرب الأمريكي حدثا عظيماً، إذ أجتمع ممثلون عن خمسين أمة وشرعوا في مفاوضات واجتماعات متواصلة قادت إلى نشوء هيئة الأمم المتحدة كما نعرفها اليوم. لكن ما لا يعرفه أحد، هو أن جزء كبير من تلك المفاوضات الصعبة قد تمت برعاية (سيدة) من المجتمع الأمريكي تُدعى (سالي ستانفورد).
كانت هذه المرأة تدير واحدا من أفخر الفنادق في أرقى شوارع مدينة سان فرانسيسكو، وكان يعمل لديها بعض أجمل وأرق وأذكى الفتيات وأكثرهن أناقة على مستوى العالم. لا عجب بعد ذلك أن يتقاطر المشاهير من كل حدب وصوب عليها، حتى أن قائمة زوارها تظم سياسيين وكبار ضباط وتجار وأقطاب صناعة وتجارة. ليس هذا فحسب، وإنما كان يزورها يومياً وزراء وسفراء ... وملوكاً وأمراء !
في كل ليلة كانت هناك سهرة صاخبة وباذخة وماجنة، رقص وخمر وغناء، وكانت تنتهي السهرات دوما إلى حجرات النوم الكثيرة المبثوثة في أرجاء المبنى. السيدة (س س) كانت لديها خدمة زبائن أيضا، فبعض المشاهير كانوا يتحرجون من القدوم إليها بأنفسهم، لذا كانت ترسل فتياتها إلى الغرف والأجنحة التي يحجزونها سرا في الفنادق الراقية بعيدا عن أعين المتطفلين والفضوليين. أحيانا كانت تقدم فتياتها مجانا كنوع من (الرشوة) لتمشية أعمالها، وهو أمر تفعله لإغواء الموظفين الحكوميين ورجالات الشرطة والأمن كي يغضون الطرف عمّا يجري داخل الماخور، فالدعارة ممنوعة قانونا في معظم دول العالم.
خدمات السيدة (ستانفورد) لم تقتصر على أمريكا، بل كان لديها خدمات عبر القارات أيضاً، وكان يمكنها وبمكالمة قصيرة أن تؤمن لمن يريد، أي نوع وشكل ولون !
ولو أن ما نذكره حدثَ ويحدث في أماكن كثيرة حول العالم، لكن الأمر يتعدى إلى الشؤون الدولية وأمن العالم، فهذا ما لا يمكن أن يصدقه أحد !
يؤكد المؤرخ (هيرب كاين) بأن (الأمم المتحدة قد نشأت في بيت دعارة السيدة سالي ستانفورد والكثير من المفاوضين بوقتها كانوا من زبائنها) وبحسب هذا المؤرخ فأن هؤلاء الزبائن المُهمين عقدوا العديد من اللقاءات في غرف ماخورها وتمت مناقشات مستفيضة ومركزة حتى الصباح، وهذه الاجتماعات تمخضت بالنهاية عن ولادة منظمة الأمم المتحدة. أما (سالي ستانفورد) شخصياً فتقول في مذكراتها ... بأنه في ربيع عام 1945 كان مفاوضي الأمم المتحدة بأعداد كبيرة في سان فرانسيسكو، وكانت دور الضيافة في سباق محموم مع بعضها للفوز بأكبر حصة منهم، وتقول ((... كنتً أعتني بالدبلوماسيين الأجانب الحاضرون لدي بينما كانوا منهمكون بما نقدمه من ترفيه لهم وتمارين رياضة الفراش)) وتقول ((... كانوا يمضون وقتا في غمس فتيلهم بريش فراشنا أكثر من وقت التفكير بمسألة الأمم المتحدة، لدرجة أن البعض منهم لم يبارح منزلي طوال فترة المفاوضات مما أضطره لمناقشة الأمر في ممرات بيتي وبملابس النوم!)). ثم وصفت السيدة (س س) كيف أنهمك ضيوفها بمناقشة مراحل تأسيس هيئة الأمم المتحدة مع فتياتها وهم يستأنسون بآرائهنّ لتقول ((... لقد كان هؤلاء الضيوف في غاية الأهمية بالنسبة لوزارة الخارجية، مما جعل السلطات تغض النظر عن عملية استضافتي لهم، حتى لمّا أغار أحد ضباط البوليس عليّ، هددته بأنني لا أقل شأناً عمّن بضيافتي، وأنني مثلهم أتمتع بالحصانة الدبلوماسية، وأن بإمكاني أن أقبض عليه وإيداعه السجن ...)) وأضافت ... ((لذا فقد عملتُ مع السلطات باتجاه واحد وبجهود وأوقات مختلفة من اليوم، وكانت ضرورية من أجل ـ إبقاء العلاقات الدولية ـ على أحسن ما يرام !)). ولم ترضَ يوماً بأية نظرة دونية لها، بل بالعكس فقد اقتحمت فجأة في عام 1967 مؤتمرا سياسيا حاشدا لرجالات السياسة والدولة وقامت بإلقاء التحية على الجميع ثم اعتلت المنصت وأمسكت الميكرفون، تطلعت لبرهة في الوجوه التي امتعضت لرؤيتها، ثم انطلقت بلا هوادة تتلو أسماء زبائنها من بين الحضور، تشير إليهم بأصبعها واحدا بعد الآخر كأنما تصوب ناحيتهم مدفعا رشاشاً، وما هي إلا دقائق حتى أنقلب الحفل رأسا على عقب وتعالت الصرخات من كل مكان، كانت فضيحة مدوية حين أتضح أن من الحضور زبائن ما فتئوا يصدعون رؤوس الناس بحديثهم المتواصل عن النزاهة وعن الشرف !
لكن ربما تكون العاهرة أشرف من السياسي، فهي لا تحتكم سوى على جسدها وجيوب الآخرين، أما أثر السياسي فهو الأسوأ لأنه يمتد إلى أجساد وعقول الأبرياء فيمتص دمائهم بدل جيوبهم ! × × ×
من هي (سالي ستانفورد) أو (سين سين) أو (س س) ؟ ولدت عام 1903 وكانت أمها معلمة، مات والدها وهي صغيرة فاضطرت لترك دراستها والعمل لمساعدة عائلتها المتكونة من ثلاثة أخوة وشقيقة واحدة، في سن السابعة عملت كمرافقة للاعبي الجولف، وفي سن السادسة عشر تعرفت على رجل أوهمها بأنه يحبها وأستغلها من أجل تصريف مجموعة من الشيكات تبين أنها مسروقة، فألقي القبض عليها وسجنت سنتان. في السجن تعلمت تهريب الكحول، حيث كانت مهنة مزدهرة في تلك الفترة التي شهدت تحريم الكحول بأميركا، فجمعت مبلغاً واستثمرته بشراء فندق صغير في سان فرانسيسكو عام 1924، ومن هناك انطلقت مهنتها كقوادة وهي لم تزل شابة، ولم يطل الوقت حتى أينعت وازدهرت تجارتها الجديدة، فهي كانت متميزة عن غيرها ليس لأنها ذكية ومرحة ولطيفة فحسب، بل أيضا لاختيارها الدقيق لفتياتها، واهتمامها الكبير بالنظافة والأناقة ووسائل الراحة. (س س) لم تكن أمرأة جميلة، لكن كانت ذات شخصية ساحرة، تزوجت خمس مرات، ولأنها لم تنجب، قامت بتبني ولد وبنت، قالا لاحقاً عنها بأنها كانت أماً رائعة في غاية الحنان والحرص على مستقبلهما، فقد أدخلتهما أفضل وأرقى المدارس، وعملت كل ما في وسعها ليبقيا بعيداً عمّا يتصل بمجال عملها.
(تقاعدت) من مهنتها في الخمسينات وافتتحت مطعما في مدينة (ساوساليتو بكاليفورنيا) وركزت اهتمامها على مسائل المساواة وحقوق المرأة، أحبها سكان المدينة كثيراً، حتى أنهم انتخبوها عمدة لهم عام 1972. ماتت (سالي) عن ثمان وسبعون عاما، وأقام لها مواطنوها نصباً حوله نبع ماء، تخليداً وتكريماً لها. هؤلاء الناس المحتفين بها يعلمون كل العلم بماضيها، ومع ذلك أحبوها وخلدوها لمواقفها النبيلة وعملها من أجلهم وفضلوها على رجال تظنهم ملائكة وتحسبهم في غاية العفة والطهارة، لكنهم ليسوا سوى رجال خونة قذرين. فهل يا ترى فعلاً ما يقولوه من أن ((حذائها أشرف وأطهر من الكثير من تجار السياسة والمال ... وحتى الفكر)) ؟ لو نُخيّر أن يحكمنا أحد الساسة الفاسدين والساقطين الذين نعرفهم جيدا، وبين أن تحكمنا إنسانة (مناضلة) مثل سالي ستانفورد أو أحد أبطال هيجو، اللص (الكريم) جان فالجان أو المومس المضحية (مارين)... ماذا يكون الخيار ؟
عماد حياوي المبارك × بالطبع فإن هذا الكلام لا ينطبق على كل السياسيين، هناك ساسة شرفاء حتماً لكنهم قلة للأسف، ولعل (سالي ستانفورد) أرادتْ أن تكشف بنفسها عن حقيقة الوجه الفاسد للسياسة، وعلى صحة العبارة القائلة أن السياسة والدعارة ... وجهان لعملة واحدة.
#عماد_حياوي_المبارك (هاشتاغ)
Emad_Hayawi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لازوردي
-
كالكوووون
-
قه شقولي
-
فلس ... وسبع كازكيتات
-
البعد الرابع حقيقة أم خيال
-
الأخوات السبعة
-
أعز أولادي
-
حمادة سجادة
-
طابة
-
البوابة الذهبية
-
صلاة ... وأنفجارات
-
سوق (حانون)
-
سالميات
-
رقصة الموت
-
خروف العيد وخرفان أخرى
-
السيد فايف بيرسنت
-
واحد سبعة
-
حين لا ينفع اليمين !
-
سقف العالم
-
الرقة
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
الروبوت في الانتاج الراسمالي وفي الانتاج الاشتراكي
/ حسقيل قوجمان
-
ظاهرة البغاء بين الدينية والعلمانية
/ صالح الطائي
المزيد.....
|