أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - هل زور التاريخ ام لا؟














المزيد.....


هل زور التاريخ ام لا؟


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 4665 - 2014 / 12 / 18 - 23:56
المحور: الادب والفن
    


كثيرة هي العبارات التي تتردد على السنة من نلتقيهم ونحاورهم ونجالسهم بشكل يومي تقريبا ,كثيرة هي تلك العبارات التي اضحت وكأنها حقائق لا يرقى اليها الشك بحال من الاحوال, والسبب في ذلك هو كثرة ترديدها واستهلاكها من قبلنا بين الحين والاخر ,دونما اي عملية مراجعة او تمحيص او تثبت ,ولعل اهم وابرز تلك العبارات التي تتردد على السنة الكثير منا بما في ذلك ممن قطع اشواطا بعيدة في الاشتغال في الحقول الفكرية والثقافية هو ترديد العبارة الاتية (ان التاريخ قد تم تزويره )او (التاريخ لا يمكن الوثوق به ) الى اخر تلك العبارات التي تتهم التاريخ وترميه بالتحريف والتزوير وتشويه الحقائق .الا انني ومن وجهة نظري المتواضعة ارى ان التاريخ بمفهومه العام الذي يغطي صفحات عامة الامم والشعوب لم يتم تزويره كما نردد نحن ,نعم قد يقع التزوير في جوانب معينة وزوايا ضيقة تاريخيا ,لكن التاريخ كحوادث ووقائع لا تكون عمليه تزويره بالعملية الهينة او البسيطة .لقد اولع بنو الانسان منذ فجر الخليقة على تدوين كل صغيرة وكبيرة وشاردة وواردة عن هذا الحدث او ذاك او هذه الشخصية او غيرها حتى تجذرت تلك الصفة داخل كينونة الفرد والجماعة لذلك صارت عملية التزوير من الصعوبة بمكان .
لا شك ان عملية تقديم او تأخير بعض الجزئيات اثناء مراحل كتابة التاريخ أو اعادة كتابته امر وارد بل هنالك ما يعرض تلك الجزئيات الى النقصان او الزيادة ولربما الى توجيهها في مسارات غير تلك المسارات المرسومة لها مسبقا . لكن التاريخ يبقى بعيدا عن ان يكون مزورا بجملته فالتاريخ كان وما زال حريصا كل الحرص ,على الاحاطة التامة والشاملة بحياة الامم والشعوب والافراد على حد سواء .
ان ما يجعل التاريخ متهما بالتزوير هو امر قد لا نتبه اليه غالبا ,هذا الامر يتمثل بمسألة اختلاف القراءات اتجاه الماضي بمجمل شخوصه ووقائعه ومناسباته .
ان اختلاف القراءة الفردية والجمعية اضافة الى تباين القراءة الدينية والسياسية اتجاه التاريخ وحوادثه هي التي تجعل منه متهما بالتزوير وقلب الحقائق ,التاريخ قد نهض بما يتحمله من مسؤولية فما كان منه الا ان يسجل مختلف المواقف على هذه الشخصية او تلك لكن هذه المواقف تمت قراءتها وفقا للأهواء الشخصية والمصالح الفردية والمعتقدات الجمعية فكان ان اصبح المشهد التاريخي وكانه مشهدا متناقضا يضرب بعضه بعضا ليتم رميه بالتزوير والتدليس .
التاريخ الحديث على سبيل المثال سجل لرئيس وزراء العراق الراحل المرحوم (نوري السعيد ) جملة من مواقفه الانسانية والحزبية والسياسية ,لتتم قراءة تلك المواقف قراءة متضادة من قبل من يتعاطف مع السعيد ومن يعارضه فيكون السعيد في نظر الطرف الاول انسانا وطنيا وسياسيا مثاليا من الطراز الاول بينما يكون السعيد في نظر خصومه ومعارضيه مستبدا وديكتاتوريا وعميلا من الطراز الاول كذلك ..
التاريخ قال كلمته في حاكم مثل (صدام حسين )حينما ثبت مساوئه وحماقاته ودمويته ,لكن هنالك من ارتبط بصدام وحزبه عشائريا ومصلحيا قد قدمه على اساس انه رمز وطني وقائد ضرورة وانه رجل الوحدة والعروبة والاسلام .
مسالة القراءات التي تعتمد مقدار الولاء والطاعة او مقدار البعد والاستياء من هذه الشخصية او تلك هي التي تجزء النظرة الى التاريخ وتجعلها متضادة ومتناقضة ليتم اتهام التاريخ بالتزوير .
قراءة الاحداث والوقائع والشخصيات من قبلنا بشكل مختلف هو ما يتسبب في اتهام التاريخ بالتزوير والا فان التاريخ القديم والمعاصر قد ذكر مختلف المواقف والاتجاهات حتى التي صدرت من قبل الانبياء والرسل حيث سجل لبعضا منهم مواقف شتى فما كان ممن يؤمن برسالاتهم الا ان يرسخ قناعاته بقدسيتهم بينما ترسخ لدى اطراف اخرى قناعات مغايرة عندما نظروا لهؤلاء الانبياء والرسل على انهم اصحاب مشاريع سياسية استيطانية .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المسؤول عن تحديد قناعاتنا الشخصية ؟
- فقه الحسين بن علي (عليهما السلام )
- فيروز واحزاب الاسلام السياسي
- التكريم جاء متأخرا
- أميركا في ميزان الكاتب العراقي عبدالخالق حسين
- الشيعة والاميركان
- المالكي والانقلاب الذي لابد منه
- إسلام مسرطن
- الثورة المزعومة
- أكذوبة الحروب الدينية
- شبهة الشبهات
- ليلة سقوط الموصل
- مع السيد السيستاني بفتواه الاخيرة
- سؤال يبحث عن اجابة
- ماذا لو بعث الموتى
- مجسات حزبية
- مستويات الوعي السياسي لدى الناخب العراقي
- المشكلة أكبر من ذلك
- دولاب الانتخاب
- هل يتوحد العراقيون أمام جلاديهم ؟


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - هل زور التاريخ ام لا؟