علي أبو خطاب
الحوار المتمدن-العدد: 1307 - 2005 / 9 / 4 - 09:22
المحور:
الادب والفن
إن الأدب ليس مجرد قصة أو قصيدة نقرأها للمتعة ثم ننساها ، إنه يلعب دوراً هاماً في حياة الإنسان خاصة وحياة المجتمع عامة ، ويتضمن هذا الدور التعبير عن المشاعر الشخصية وتصوير الحدث الاجتماعي وأحياناً إيجاد حلول لمشاكل المجتمع .
أولاً : على المستوى النفسي يعبر الأديب من خلال الأدب عما يود قوله عن شئ ما في المجتمع أو الحياة سواء سيئ أو جيد ، وأيضاً عما يتمنى أن يراه في مجتمعه من إنجازات ، فالكتابة هي عملية استرخاء نفسي تحرر الكاتب من توتره وتشبع رغباته ، فمثلاً حين يصف تصرف انساني سيئ فهذا نتيجة عن غضبه من هذا التصرف وحين يهجو وضع اجتماعي مقلوب فإن سبب ذلك امنية الكاتب بتغيير هذا الوضع ومن ناحية أخرى فحين يكتب عن عالم مثالي خيالي فهذا يعكس رغبته وأحلامه بعالم أفضل . إن جمهورية أفلاطون ويوتوبيا توماس مور ما هي الا أحلام بمجتمعات فاضلة تقف كنقيض للمجتمعات التي عاشوها .
ثانياً : على المستوى الخارجي - فان الأديب يصور من خلال أدبه مجتمعه بمزاياه وسيئاته . وذلك سبيلان إما الكتابة الواقعية التي تركز على نسيج المجتمع وتكتشف أعماقه السيئة والجيدة كثلاثية محفوظ والحرب والسلام لتولستوي واما الكتابة الفنتازية التي تعتمد الخيال والصور الكاريكاتيرية المبالغ فيها واللامعقول ، مثل رحلات جليفر لسويفت ومزرعة الحيوانات لاورويل وهاتين القصتين الاخيرتين ليستا للتسلية فقط بل انهما يحملان نقد سياسي لاذع ، إن الواقع والفنتازيا يكملان بعضهما أكثر مما يناقض كل منهما الاخر . إن كلاً منهما يهتم بمزايا وعيوب مجتمعه وأتمني في نفس الوقت أن يسخر من هذه العيوب ويفر العالم الاخر .
قد يقدم الأدب حلول لمشاكل المجتمع لكنه غير مجبر على هذا ،لأنه ليس دوره فدور الأدب ان يطرح أسئلة أكثر مما يقدم أجوبة ، وقد يكون في طرح الأسئلة وترك الاجابات للقارئ هو رغبة من جانب الأديب ان يشارك القارئ في العمل الادبي ويعمل عقله فيه ، والسياسي هو المفروض عليه ان يقدم إجابة لأسئلة المبدع ، وليس المهم اختلاف الاجابات المهم أن تكون كلها اجابات صحيحة .
ان دور الادب يمكن أن نحصره فى عنصرين هما المتعة والمعرفة -على حد عبارة حنا مينا - فاذا وجدناهما في أي قطعة أدبية أو حتى نقدية ندرك حينها ان هذه القطعة تستحق القراءة .
#علي_أبو_خطاب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟