أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - تيسير عبدالجبار الآلوسي - في اليوم العالمي للغة العربية، تجديد النداء من أجل انتباهة استثنائية مناسبة















المزيد.....

في اليوم العالمي للغة العربية، تجديد النداء من أجل انتباهة استثنائية مناسبة


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 4665 - 2014 / 12 / 18 - 15:05
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كلمة موجزة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية 18 ديسمبر كانون الأول

يمر هذا اليوم الذي اختير في الأمم المتحدة لاحتفالية سنوية مخصوصة، مع الأسف، ويتكرر مروره مرور الكرام عند عدد من الجهات المعنية؛ فضلا عن انشغال بما تعصف به الحياة اليومية بالعربي من ضغوط خطيرة تطحنه وتفاصيل حياته سواء في ميادين المعارك الدائرة ببعض بلدان العربية أم في مواضع عيشه وميادينها المجتمعية بعدد آخر من البلدان. إن دعوتنا للاهتمام باللغة العربية هو ذاتها الدعوة بكل اللغات التي تعنى بلسان أمة أو شعب بقصد تفعيل جهود التنمية بالاستناد إلى معجم يحتوي خطاب العقل ومنتجه المعرفي. ومن هنا فإننا لا نشير إلى أن من بين ما يعترض نداءنا هذا هو التمييز عن تلك الدعوات المضللة التي تتحدث عن اللغة في إطار دعوات دينوسياسية أي تحديدا دعوات الإسلام السياسي وخطابه التضليلي الظلامي. إذ أنه في نفاق مفضوح يتحدث عن اللغة في حاضن ديني ومقاصده لا تخدم اللغة ولا الدين بل تتعارض وكون الأولى أي اللغة أداة العقل وتتعارض مع الدين كونه قيمة روحية للإنسان تفيده في بنيويا في أمور روحية مخصوصة، وعليه فإن الخطابات الإسلاموية التي تتحدث عن اللغة بإطارها الديني في أغلبها ذات اتجاهات مرضية لن تخدم الإنسان ولسانه بوصفه المعج اللغوي الأداة الرئيسة للعقل ومنجزه ولتداول الحوار المؤنسن بين أبناء اللغة وولوج عالم التنمية.
وعليه فإن نداءنا يتمثل في رعاية اللغة من بوابة أنه ينبغي أن يتسع ليشمل جمهور العربية بأعرض وجود هذا الجمهور وأوسعه وأشمله وبأعمق علاقته بالتنمية البشرية وبالتنوير الفلسفي الفكري في حيوات الناطقين بهذه اللغة وبما يجعلهم ينفتحون على أبناء اللغات الأخرى إنسانيا على أساس المساواة وقيم التفتح والتنوير والتآخي بما يوحد المنجز الإنساني ويتقدم به. ومثل هذه المهمة هي ما يريد نداء الاهتمام بالعربية اليوم أن يحقه في وقت تداخلت الأمور واختلطت وباتت تقرأ في أحيان كثيرة، من منظار الخطاب السياسي الضيق للإسلام السياسي المتفشي مرضيا مثلما أشرنا للتو؛ حيث الحديث عن عروبة متأسلمة لا عربية متفتحة متنورة، وعن العروبة [تحديدا وحصرا عند بعضهم] من منظورها السياسي الشوفيني لا عن العروبة بروح مؤنسن وبمبادئ متفتحة تتطلع لتفاعلات الإيجاب حيث الانفتاح واحترام الآخر ومبادلته التجاريب كما هي قواعد اللغات جميعا في تفاعلاتها وجسور العلاقة بينها جميعا وبين أبناء اللغات كافة وهو مبدأنا في العمل وفي النداء...
المطلوب اليوم أن نتبنى فلسفة تخص الارتقاء باللغة وبالأداء اللغوي بما يخدم مسيرة التنمية البشرية وأول مفردات التنمية هو ما يتركز على تحفيز منطق العقل العلمي والتنوير للتصدي لخطاب ظلامي يتفشى كما ذكرنا بطريقة وبائية. ولعلنا بهذا الجهد نساهم في وقف زحف خطاب يتعكز على القيم المرضية وعلى آليات التخلف ومنطقه في هذه الحال المرضية. وكذلك نساهم بما يخدم أنسنة الحياة ورقيها وولوجها عالما معاصرا بكل قيمه ومفاتيح العيش الأنجع فيه. وبالتأكيد هناك تفاصيل غنية ومهمة لهذه القضية بعنوانها اللغوي ولكن بمضامينها الأبعد والأعمق في وجودنا..
ونحن نغتنم المناسبة أولا للتهنئة بهذا اليوم الأممي للغة هي من بين أوسع اللغات انتشاراً وأبرزها مساهمة في المنجز الفكري المعرفي في تاريخ البشرية والتفاعل مع الناطقين بالعربية بمختلف انتماءاتهم والتوكيد للآخر من جميع الناطقين بغير العربية حيث لغاتهم الأم أن غنى العربية وتجاريبها والاعتزاز بها يقوم عند أهلها على التفتح وعلى التفاعل الأخوي الإنساني وعلى أن يكون اهتمامنا بالعربية متأتٍ بأسس لا تأتي على حساب الآخر ولا على حساب هويته ولغته بأي وجه وشكل وإنما أن يكون هذا الاهتمام مثلما في خدمة التنمية والتقدم عند الناطقين بالعربية هو أيضا في خدمة الآخر والتنمية عنده بشكل تفاعلي بنّاء إيجابي سليم، وذلك بمنح التجاريب المخصوصة بُعدها العلمي الإنساني المفتوح...
وها نحن إذ نحتفل باليوم العالمي للعربية نستذكر كذلك اللغات الحية وغيرها بكل الاهتمام وبعين فاحصة معرفيا علميا بعيدا عن بعض الشوائب التي مسَّت صحيح القيم وتجاوزت خطأ ًعلى الآخر.. ونحن نحتفل اعتزازاً بالعربية مثلما نشارك الآخر اعتزازه بلغته؛ ومنطق ما لنا هو للآخر على أسس من مبدأ (المساواة) وعلى وفق قوانين اللغات وولادتها وتطورها ونموها وتفاعلاتها مثلما تسجل هذه الحقيقة المعرفية مضامين العلوم والمعارف وآليات اشتغالها...
اليوم الثامن عشر من ديسمبر كانون أول، نحتفي بيوم عالمي للغة العربية وننحني لكل علمائها الذين منحوها عصارة الخبرات والمعارف وجعلوها أداة لأنسنة حيواتنا ولغنى وجودنا ونقدر عاليا كل الجهود المثابرة لمحو أمية شعوبنا التي عادت منكفية في لحظتنا التاريخية هذه، لتشكل الأمية الأبجدية والثقافية نسبة خطيرة فيها والأتعس خطراً في ذلك الأمر ما أصاب الجاليات المهاجرة وأجيالها الجديدة من جفوة وفجوة بينهم وبين اللغة العربية الأم...
ولأنّ سلامة العقل وصحته وأنسنة قيمه وممارساته لا تكون بلا اللغة الأم، فإننا نتساءل: أفلا يدعو اليوم العالمي للغة العربية لمؤازرة الجهود (اللغوية المتخصصة) وتبنيها بهذا المسار؟؟؟ ألا تجد الجهات المعنية ضرورة لدعم مشروعات الاهتمام باللغة ومن بينها مشروع ابن رشد لمحو الأميتين*، على سبيل المثال لا الحصر؟ ألا يبقى هذا المشروع الإحيائي الكبير تطلعا مشروعا ينتظر كل المؤازرين في داخل الوطن وخارجه، في الوطن الأم وفي المهاجر القصية.. ونحن ننظر بعين شغوفة إلى تلك التفاعلات التي تنتصر لمضمون المشروع ولوجا لعمق التنمية البشرية المؤملة.. وقيميا، اللغة تجسد الروابط وتبني الجسور المكينة المتينة مع الهوية.. أفلا تنبهنا على هذا الأمر الخطير؟؟؟

في اليوم العالمي للغة العربية، نحتفل ومعنا فرحة الانتصار لوجودنا الإنساني الحضاري ومكانه ومكانته مثلما لا ننسى بعض أسى من جراحات بالخصوص بما حلَّ وما أصاب اللغة ومن ثمّ ما أصاب منطق العقل... نتطلع إلى الاتساع بهذه الاحتفالية والارتقاء بها.. وأملنا كبير بتحويلها لاحتفالية شعبية مثلما هي نخبوية متخصصة... في هذا اليوم تحية لكل ناطقة بالعربية وناطق بها ولمن يتبحر بها أداة لمحو الأميتين الأبجدية والحضارية وليكون حامل رسالة أنسنة وتنمية كبيرة الأثر....
تحية لكل من ساهم بولادة هذا اليوم الاحتفالية وبإصدار قرار أممي فيه...
تحية لكل من يساهم به اليوم بفعالية وجهود ناجعة...

تحية لمن يقرأ لنا هنا وسيكون من بين أعضاء محفل العربية تخدم التنمية والانفتاح الإنساني مثلما هي بخدمة أصالة الهوية وسموها الحضاري...

تحية لنهضة جديدة متحضرة ومتمدنة لعربيتنا تنطلق بنا لآفاق جديدة تسابق عصر الحداثة وأسسه وتمنحه من عطائها كل ما ينفع ويفيد..

وإلى ملتقى مع أصبوحات الاحتفاليات وأماسيها نبقى على الوعد والعهد


* بعض مفردات هذه المادة (التحايا تحديدا) تنتمي لقراءة شخصية سابقة
* باسم جامعة ابن رشد في هولندا



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في اليوم العالمي للمهاجرين تطلعات من أجل الأمن والأمان والتن ...
- من أجل القضاء على العنف وإنهاء معاناة المرأة العراقية التي ب ...
- ليبيا: شعب السلام يتطلع لبناء دولته المدنية وعقبته الكأداء ه ...
- أين موقعنا في دليل التنمية البشرية الأممي؟
- العراق بين قرار حازم واتجاه نحو مفاجآت غير محسوبة
- نداء لإنضاج موقف وطني عراقي موحد تجاه الكارثة وتداعياتها الت ...
- الرسالة السنوية لمسرحيي العراق في اليوم العالمي للمسرح 2014
- إدانة سلطة داعش وممارساتها في إرهاب المجتمع ومكوناته المدنية
- البديل المدني الديموقراطي: بديل سلام لا بديل ثأر وانتقام، بد ...
- معركة الأنبار بين خطل الطائفية وتحديات الواقع المأزوم
- عمليات الجيش العراقي في الأنبار بين مكافحة الإرهاب والتجيير ...
- اليوم العالمي للغة العربية، من أجل انتباهة استثنائية مناسبة
- في (بعض) ما يحكم العلاقات الإنسانية في الإطارين الشخصي والمج ...
- في اليوم العالمي للتسامح: إصباحات خير وعيد للإخاء والمساواة ...
- أمطار بغداد وغرق بيوت الفقراء بين التذمر والسلبية وإعلان الم ...
- الدائرة الثقافية العراقية في لاهاي، نشاط بحجم مؤسسات الثقافة ...
- أين يقف كل منا؟ وما دوره في كلِّ فعلٍ سواء كان للهدم أم البن ...
- شوقية العطار في ألبوم -صور غنائية من الذاكرة- تواصل التمسك ب ...
- نداء من أجل تشكيل اللجنة الأممية للتضامن مع الشعب المصري أعم ...
- من أجل حملة دفاع وطنية ودولية لحماية المجموعات الدينية والمذ ...


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - تيسير عبدالجبار الآلوسي - في اليوم العالمي للغة العربية، تجديد النداء من أجل انتباهة استثنائية مناسبة