|
رسالة الغرب للاسلام لامكان للتطرف والارهاب
سناء بدري
الحوار المتمدن-العدد: 4665 - 2014 / 12 / 18 - 14:08
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
رسالة الغرب للاسلام لا مكان للتطرف والارهاب ان الغرب اليوم يؤمن بالتعدديه ويرفض التطرف والتعصب الديني مهما كان. لقد دفع الملاين في الغرب ارواحهم ثمنا للحريه والتعدديه والعلمانيه. فعصور الظلام والذي مارست به الكنيسه محاكم التفتيش وصكوك الغفران والعداء للعلم والعلماء وحرق النساء بتهم السحر والشعوذه قد ولت الى غير رجعه وعادة الكنيسه الى مواقعها الاصليه الا وهو دور العباده والكنائس ولم يعد لها هناك تأثير على السياسه بشكل عام وعادت الى حجمها الطبيعي.ان هذه المكتسابات ومواثيق حقوق الانسان والحريه والعادله الاجتماعيه والعلمانيه والحداثه والتقدم العلمي والتكنولوجي قد قدم له الكثير من الارواح والجهد والمثابره والعمل الى الوصول اليه .لذا فالغرب اليوم لا يرد الرجوع الى الخلف بعد كل هذه الانجازات التي تحققت لاسعاد ورفاهية شعوبهم. . اليوم الغرب اصبح اكثر حساسية تجاه التطرف الديني خصوصا بعد استفحال الارهاب واقصاء الاخر المختلف في كثير من بلدان العالم وخصوصا العالم الاسلامي والعربي. ان ظهور منظمات اراهابيه اتخذت من الاسلام غطاء وذريعه وتحارب وتقتل وتسبي وتغتصب بأسمه وتحت رايات الله اكبر وتريد اسلمة مجتمعاتها قصرا والصور المزعزعه التي تنقل وتبث للعالم مباشرة من هذه الفظاعات والاجرام والقتل اصبحت تنعكس سلبا على موقف الغرب من الاسلام واصبح الغرب يتوجس ويتحسس ويرفض كل هذه الممارسات ويخشى انتقالها الى بلاده ويشارك في تحالفات دوليه للقضاء على هذا الارهاب في مهده متخذا كافة الاحتياطات والتدابير لكي لا ينقل ويستفحل على اراض
ن ظهور منظمة القاعده ومن ثم كل التنظيمات الارهابيه من طالبان الى بوكو حرام وصولا الى النصره وتتويجا بداعش واخواتها والتي جميعها تحارب بأسم الاسلام وعن الاسلام وللاسلام و بهذا التوحش والاجرام والارهاب تلقى الرفض والادانه ان الغرب اليوم يرفض ظواهر محاولة اسلمة مجتماعاته والتحريض والعداء الذي يمارسه كثير من المسلمين الذين التجؤ اليه واليوم اصبحوا يضعوا شروطا واملأت ويبثوا الكراهيه والتطرف والتزمت والتعصب لكل ما هو غير مسلم. ففي بعض المدن في المانيا هناك مظاهرات ضد الجاليات الاسلاميه تطالب بترحيلهم وترفض اسلمة المانيا . فمن غير المعقول ان نسبة 5% من السكان المسلمين هناك يفرضون تصوراتهم وارائهم ومعتقداتهم على مجموع سكان هذا البلد التعددي المنفتح والعلماني . فمجموعات من المسلمين هناك يحاولون نشر شرطة الشريعه في الشوارع متحدين شرطة البلد هناك ومظاهرات تأيد لداعش وانضمام بعضهم فعلا الى هذا التنظيم والسفر الى سوريا والعراق ومحاولات الاجبار والاكراه للصوم ومنع الكحول في رمضان هذا عدا عن الخطب التحريضيه وبث الكراهيه والتخريب والاهم عدم الاندماج في المجتمع. كل هذا واكثر جعلت قطاعات من اليمين والالمان الى النزول الى الشوارع مطالبين بعوة المسلمين الى بلادهم ووحتى للذين ولدو هناك طالما انهم يرفضون الاندماج والتعدديه زالتسامح الديني والاخلاقي. في بريطانيا لاول مره منذ سنوات طويله اتخذ مجلس العموم( البرلمان )اجراءت منع محاضرات تلقى في الجامعات تبث على الكراهيه والتعصب الديني بعد ان كان مسموحا بذلك.و رغم اعتراض الكثير من الجامعات تحت قانون الحريات, و قرر محاكمة المخالفين .بالاضافه الى التشديد في قوانين الهجره ومراقبة كل المؤسسات الخيريه والجمعيات الاسلاميه . في فرنسا وايطاليا وكندا وبلجيكا واستراليا وحتى الدول الاسكندافيه وكثير من البلدان قوانين الهجره ارتفعت درجات حساسيتها وتشددها واصبحت تجابه بالرفض والنع والمماطله واملاء الشروط. المواطن الاوروبي اصبح اكثر حرصا وتوجسا وحاسسية تجاه المسلمين لانه يرى ويسمع ويشاهد. فبالامس حاول ايراني مسلم اختطاف رهائن وقتلهم في استراليا وطالب باحضار علم داعش اليه بعد ان حوكم هذا الشخص في قضايا تحرش واغتصاب وانتهت المحاوله بقتله. ان ما قامت به بوكو حرام في نيجيريا من اخطتاف اكثر من 200 طالبه وبيعهم وتزوجهم بالاكراه وجرائم داعش في سوريا والعراق تجاه الاقليات من مسيحين وازيدين واكراد وو.وبالامس مقتل اكثر من 130 طالب في هجوم من مسلحي طالبان على مدرسه في الباكستان كل هذا وذاك وعشرات الاحداث التي تقوم بها مجموعات ارهابيه باسم الاسلام وما يظهره المسلمين من عداء للغرب يلقى بظلاله على هذه المجتمعات . البث الفضائي المباشر ووجود من يتابع بأهتمام في العالم الغربي لما يحصل في جميع انحاء العالم ومن ضمنها تنامي العداء وازدياد مظاهر التعصب والعنصريه تجاه الغرب في عالمنا العربي والاسلامي ايضا تصل اصدائه اليهم.
اما الطامه الكبرى فهو الموقف السلبي للاسلام المعتدل من ما يجري من ارهاب وجرائم من قبل النظمات الارهابيه الاسلاميه و الذي يرفض الادانه العلانيه والصريحه من مظاهر الارهاب والاقصاء والتغيب لهذه الجماعات وعدم اتخاذه موافقا حازما وصارما وجادا يدن هذه الجرائم.لا بل انه يحاول دائما ايجاد المبررات المختلفه التي لا تخدم حتى دينه. لا يوجد مبرر واحد لقتل الانسان لاخيه الانسان تحت بند صراع الاديان فما بالنا بقتل واغتصاب وسبي وابادة الالاف تحت راية نصرة الاسلام ونبيه. لقد حاول البابا في زيارته الاخيره الى تركيا حث العالم الاسلامي وتركيا والازهر الى الدعوه الى التسامح الديني والاعتدال والادانه الصريحه للارهاب ولا حياة لمن تنادي. اذا كان لازال البعض ينادي بالحضاره الاسلاميه ووجودها ولا يعمل شئ لتثبيت وجهة نظرهم لذلك, فالاسلام اليوم يخسر معركته امام العالم المتحضر والانسانيه وسيبقى حبيس الصحراء متخفيا وراء الجهل والتخلف مبتعدا عن الحداثه بسنوات ضوئيه من الصعب ان تجعله يركب قطار الشعوب المتحضره.
#سناء_بدري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ابتعادنا عن العقل سبب تخلفنا وليس الدين
-
مساواة المرأه بالرجل=مجتمعات متطوره سعيده
-
المرأه مكانها بالمطبخ انسوا المساواه
-
مكافحة العنف ضد المرأه له يوم عالمي
-
الاسلاموفوبيا بين الوهم والحقيقه
-
المسلمين في الغرب بين التهميش والاندماج
-
داعش والمرأه
-
تركيا وايران في الميزان والقبان
-
الاسلام يحارب الجميع ولا حرب عليه
-
مطالبة المرأه بالمساواه تتعارض مع دينها
-
داعش سقوط الاقنعه وكشف المستور
-
الاسلام يخسر المعارك وقد يخسر الحرب
-
حماس والانتصار بطعم الهزيمه
-
علي بابا دوت كوم والاربعين مخترع
-
الاسلام السياسي والارهاب الديني يلتقيان بالاهداف
-
الحرب على الارهاب فقط اذا هددت المصالح
-
نريد وطن بلا نفايات
-
اليوم اطفئ شمعتي الاولى في الحوار
-
لا تقحموا الدين والحجاب في كل باب
-
دونية المرأه في الفكر والنهج الاسلامي
المزيد.....
-
خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز
...
-
القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام
...
-
البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد
...
-
البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا
...
-
تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
-
شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل-
...
-
أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
-
مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس..
...
-
ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|