أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - كوني زوجة عظيمة لرجل عظيم














المزيد.....

كوني زوجة عظيمة لرجل عظيم


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4664 - 2014 / 12 / 17 - 14:03
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


"أنثرُ عطرَكَ الفرنسيَّ فوقَ وسادتي/ فأسرِقُكَ/ رغمَ أنفِ الأميالِ وفروقِ التواقيتِ والسهرْ/ ورغم أنفِ قبائلِ البدوِ ومحاكمِ التفتيش التي/ تسرقُ الفرحَ من عيونِ الأحبّة./
تأتيني/ بكامل عَتادِكَ وصولجانِكَ وخيولِكَ/ رغم أنفِ عقائدَ وطواطمَ/ تخنقُ العشّاقْ/ وتبذرُ المتاهاتِ في الدروب./
أحتلُّ جسدَكَ/ وأمزَّقُ شرايينكَ/ لأعرفَ أين يختبئُ المطرُ/ رغم أنفِ جسدي الظامئ/ ورغم انفِكْ.”
***
"لا تفجعي لموتي. فالموتُ مجردُ حادثٍ، لكنه ليس الأهمّ. منذ إلتقيتكِ يا حبيبتي، والفرحُ يملؤني لأنكِ علمتِنى كم هو عظيمٌ قلبُ المرأة. في عالمي الجديد، بعدما أصعدُ للسماء، أول ما سأفعله، هو انتظارك والتفتيشُ عنك. تطلّعى للأمام، وانعمي بالحرية والحياة، وافرحي بأطفالنا. واذكريني."
كانت تلك الكلمات العاشقة، هي آخرَ ما كتب زوجٌ عظيم، لزوجته العظيمة لتكون رسالة وداع من رجل ذاهب إلى الموت بقدميه، لأنه جسور لا يهاب الرصاص. كان يعلم أن غيابه عن زوجته يومًا أو بضعة أيام يسبب لها قلقًا لا نهائيًّا، فترك لها ديكًا من الخزف، حتى تذكره كلما دبّ في قلبها الخوفُ، فتطمئن؛ وتعرف أنه حيّ وسوف يعود لها عمّا قريب. فإن كان سفرُه يخيفها ويقلقها، فماذا عن موته؟!
كتب تلك الرسالة عام 1915 وهو في الأربعين من عمره، كى تفتحها إذا ما قُتِل في الحرب العالمية الأولى. لكنه لم يمت بل عاش بعد الرسالة نصفَ قرن كامل حتى عام 1965، لكن الرسالةَ ظلّت قطعةً فنية فريدة تحملُ من العذوبة والحبّ، قدرَ ما تحمل من إعلاء للمرأة والحبيبة، قدرَ ما تحمل من الجسارة وعدم مهابة الموت، إذا ما كان الموتُ فداءً للوطن.
أما الزوج، فهو رئيس الوزراء البريطاني “ونستون تشرشل” أحد أعظم زعماء العالم. ضابطٌ ومخططُ حرب ذكيّ وسياسيٌّ داهية وأديبٌ لامع فاز بجائزة نوبل للآداب عام 1953، والأهم من كل ما سبق، زوجٌ عاشق. وأما الزوجة، فهي كليمنتاين تشرشل، السيدة الرائعة التي ساندت زوجها في الظلّ، وكان لها دورٌ مهم في توطيد علاقة زوجها بقادة الحلفاء، حتى تحقق لهم النصرُ على الفاشية النازية عام 1945. لكنه، كزوج متحضّر، اعترف لها بهذا، كما اعترف قادةُ أوروبا بجهودها في الحرب، حتى أن الزعيم الروسي الحديدي “ستالين”، صاحب الجبروت الأسطوري، قلّدها بنفسه وسام الراية الحمراء السوڤ-;-يتي، ووضع في إصبعها خاتمًا مرصّعًا بالألماس، تقديرًا لما قدمته لروسيا أثناء الحرب العالمية الثانية حين أنشأت عام 1943 صندوقًا لمساعدة الجنود السوڤ-;-ييت، وقامت برحلة إلى روسيا لتوزيع المساعدات على أسر الجنود.
وحين نعود بالزمن إلى بداية علاقتهما، نجدها بدأت في حفل عشاء عام 1908. شاهدها فأُعجب بجمالها، ثم تحدث معها فأُعجب بذكائها وثقافتها. وبعد عدة مراسلات بينهما، أرسل إلى والدتها هذه الرسالة:
[سيدتي العزيزة، بلانش هوزير
ستكون كليمنتاين سفيرتي إليك اليوم. كنتُ قد سألتها الزواج بي، وها نحن نسألك معًا أن تمنحينا موافقتك، ومباركتك. تعرفين عائلتي منذ سنوات طوال، فلا داعيَ لإطالة الحديث حول هذا في خطابي. لستُ ثريًّا ولستُ ذا نفوذ وسلطان؛ لكن ابنتك تُحبّني، وسوف يمنحني هذا الحبُّ القوةَ لأضطلع بتلك المسؤولية العظيمة، والمقدسة. أعتقد أن بوسعي أن أجعلها سعيدة، وأمنحها الاستقرار، وأحقق لها المستقبل الذي يليق بجمالها، وفضائلها.
المخلص
ونستون تشرشل]
الحبُّ هو الحبّ، كما ترين، عزيزتي حواء. لا يختلفُ كثيرًا حينما يكون العاشقُ عاملاً بسيطًا، أو زعيمًا أسطوريًّا. لكن الحتميّ أن سموَّ الروح، يتجلى في سموّ المشاعر، بين الرجل والمرأة. فالرجلُ، أيُّ رجلٍ، سيكون عظيمًا بقدر ما يحبُّ امرأته ويُعلي من شأنها ويمنحها الاحترام والدفء والدفع للأمام لتحقيق أحلامها. والمرأةُ، أيُّ امرأةٍ، ستكون عظيمة بقدر ما تمنح رجلَها من مشاعرَ وحنوٍّ ودفع لنجاحه وتحقيق طموحه. حواء الجميلة، كوني امرأة عظيمة، لرجل عظيم.
***
* قصيدة "عطر" | فاتحة ديوان جديد | فاطمة ناعوت
---



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البودي جارد
- عودة الرقيق الأبيض على يد داعش
- لغة السلف
- أنا الجبرانية الجميلة
- الإخوان ظاهرة صوتية
- كأننا نتعلّم (4) رفاهية الرسوب
- فايزة أبو النجا
- الأوركسترا المصري
- -ماهي- الجميلة والذكور الثلاثة
- صباح الخير يا صبوحة
- الذي رفض أن يكون إنسانًا
- الركضُ تحت المطر
- كأننا نتعلّم! (2) احتراق التلاميذ!
- -مؤشر السعادة- المصري
- كلمة الشاعر اللبناني شربل بعيني لتقديم الشاعرة فاطمة ناعوت ق ...
- يومٌ لجبران وفيروز
- كأننا نتعلّم! (3) الحاج -عبدة-
- لا تخاطر باسم الله
- احذروا حزب النور
- حربنا مع صهيون


المزيد.....




- نجل ولي عهد النرويج متهم بارتكاب اغتصاب ثان بعد أيام من اتها ...
- انحرفت واستقرت فوق منزل.. شاهد كيف أنقذت سيارة BMW امرأة من ...
- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - كوني زوجة عظيمة لرجل عظيم