|
الحكومة و - رَغيف حَمُو المزوري -
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4664 - 2014 / 12 / 17 - 12:27
المحور:
كتابات ساخرة
" مَحُو المزوري " كان معروفاً بالبُخل شهيراً بالتقتير ، لا يعطي شيئاً أبداً ... وبينما كانَ ، جالساً على مقربةٍ من النهر ، وسطَ حشود من الناس المتنزهين .. وحين شروعهِ بالأكل ، سقط منه رغيفهُ وتدحرجَ وجرفه التيار .. ولما تأكَد بأن الرغيف ضاع ولن يعود .. قال بصوتٍ مرتفع .. ليسمع المحيطون بهِ : ليكُن رغيفي صدقة في سبيل الله ، ولتأكله الطيور والأسماك ! . تناقلَ الناس الحَدَث ، وإنتشرَ إنتشار النار في الهشيم .. وعرف الجميع ان " محو " البالغ البُخل ، تصدقَ برغيفٍ كامل .. لكنهم ، حتى يجعلوا الكلام قابلاً للتصديق .. يردفونه بالسبب .. فأصبحَ مثلاً يُقال .. للدلالةِ على الذين يُجبَرونَ على فعل الخير أو يفعلون المعروف عن غير قَصد ! . .................... بعد 2003 .. وتدفُق ال 17% من أموال النفط ، على الأقليم ... إزدادتْ الرواتب وتمَ تعيين الكثيرين وإحالة العديدين على التقاعُد .. وإرتفعَ المُستوى المعيشي بصورةٍ ملحوظة . حكومة الأقليم أعلنتْ بصوتٍ مُرتفع .. أن كُل ماجرى كانَ من جراء سياستها الحكيمة وعطاءها وبذلها في سبيل رفاهية المواطنين ! . لكن الناس ، ولكي يكون الكلام معقولاً وقابلاً للتصديق .. أردفوا ، بأنه لولا ان بغداد رفعتْ الرواتب هناك ، لما قامتْ حكومة الأقليم بذلك .. أي ان المسألة ، تشبه ( رغيف مَحو المزوري ) الذي سقط في النهر ! . بعد 3/8/2014 .. وسقوط سنجار ، وما تبعهُ من إنهيارات سريعة في سهل نينوى ومخمور وجلولاء ... وإقتراب الخطر الفاشي الداعشي ، من قلب الأقليم .. فأن الولايات المتحدة الأمريكية [ لغاياتٍ في نفس يعقوب ] ودول اخرى كثيرة ، بادرتْ الى شن غارات جوية على عصابات داعش ، ووقف زحفها .. كما حّثتْ البيشمركة على الصمود بعد ان وصلتْ طلائع المساعدات العسكرية من سلاحٍ وعتاد .. وبالفعل ، فأن البيشمركة منذ ذلك ، صمدوا ، بل إسترجعوا بعض المناطق التي كان العدو الداعشي قد إحتلها .. الحكومة .. كالعادة ، جّيرتْ ذلك ، لحسابها الخاص ، وإعتبرتْهُ من الإنجازات ! .. في حين ان تدخُل الطيران الغربي ووصول بعض السلاح والعتاد ، هو الذي ساعدَ البيشمركة على الصمود .. حيث انه تبينَ ان تشكيلات البيشمركة ، كانتْ تعمها الفوضى والإنقسام ، وتُعاني من نقصٍ في التجهيز والتسليح ، ورواتبهم قليلة ولا تُدفَع في مواعيدها ، وضُعف الروح القتالية .. وبعض مسؤولي وضباط البيشمركة ، منغمسون في الفساد والتعامل في تجارة النفط والمنتجات والسلاح ، حتى مع العدو .. كُل هذه الأسباب وغيرها ، هي التي أدتْ الى إنتكاسات كبيرة في كل الجبهات ، إبتداءاً من 10/6 لغاية 10/8 .. ولايُمكن القفز على هذه الحقائق ، ونسيانها بسهولة . ان سقوط مخمور وسَد الموصل بيد داعش .. أجبرَ الحكومة على الإهتمام الجدي بالبيشمركة ، والإلتفات ( المُتأخِر كثيراً ) لإحتياجاتهم من كافة النواحي . ان إنعدام التخطيط السليم ، وتفشي الفساد المُزمن .. لدى الاحزاب المُسّيِرة لحكومة الأقليم منذ أكثر من عشرين سنة ... يشبه بُخل وتقتير " حَمو المزوري " .. وفُقدان حمو لرغيفه ، وإدعاءه بأنه تصدق بهِ في سبيل الله .. يشبه إضطرار الحكومة ، للقيام ببعض الإصلاحات هُنا والترقيعات هُناك ، مُدّعيةً انها تُدير دَفة الإدارة العادلة والحُكم الرشيد ! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المسؤولين .. والسابقين والأسبقين
-
مِنْ الحَيفِ أن يُذَلَ عزيز القَوم
-
الففتي ففتي .. والفورتي فورتي
-
اليوم العالمي لمُكافحة الفساد
-
- مُلتقى الأربعاء - في برلين
-
عسى ان يكون العبادي جريئاً وصادقاً
-
كُرد الداخل .. كُرد الخارج 3
-
مفوضيات وهيئات أحزاب .. وليست - مُستَقِلة -
-
كُرد الداخل .. وكُرد الخارج 2
-
كُرد الداخل .. وكُرد الخارج
-
كلماتٌ عن - أوسلو -
-
اللاجئين الكُرد في اوروبا .. ملاحظات بسيطة
-
طرائف من برلين
-
فضائية جِرا والعمل التطوعي
-
على هامش - لقاء برلين لحقوق الإنسان - 2
-
على هامش - لقاء برلين لحقوق الإنسان - 1
-
- النازحون يبيعونَ المُساعدات -
-
زراعة الشَعر .. وتجميل الأظافر
-
البيشمركة في كوباني .. مُلاحظات
-
العراقي .. و - تَرَف - حقوق الإنسان
المزيد.....
-
-متحف البراءة-.. بوح باموق من الصفحات إلى أعين الزائرين
-
ترددات قنوات الكرتون .. تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 على
...
-
اطلع على موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 165 مترجمة عبر ق
...
-
أغنية مصرية للأطفال تحقق مليار مشاهدة (فيديو)
-
أثارت جدلا.. ليلى عبد اللطيف تتوقع مصرع فنان وتورط ممثل عربي
...
-
إنزو باتشي: حرب إسرائيل هي تطهير عرقي، ونعيش مرحلة تاريخية م
...
-
الليبي سعد الفلاح يهزم البلجيكي ساجورا بالضربة الفنية القاضي
...
-
غارديان: هل كانت محاولة الانقلاب في بوليفيا مسرحية نظمها الر
...
-
مصر.. تفاعل ومطالبات بمحاسبة المسؤولين عن إقامة حفل ابنة مذي
...
-
شاومينج بيغشش.. تسريب امتحان اللغة الأجنبية الأولى ثانوية عا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|