أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - قصة: شكوك














المزيد.....

قصة: شكوك


محمود شقير

الحوار المتمدن-العدد: 4664 - 2014 / 12 / 17 - 10:17
المحور: الادب والفن
    


تبدو المرأة، من طريقتها في التعامل معي، كأنها تعمل في خدمة المخابرات، هكذا قالت لي خواطري التي التمعت في الرأس فجأة، لأنني – وبدون ادعاء – كثير الوساوس إزاء هذه المهنة التي بلونا المرّ من ثمرها، ولأن المرأة أكثرت في البداية من الأسئلة الدقيقة التي تنم عن قدر كبير من الذكاء، ومع ذلك قلت – لأنني أعجبت بالمرأة أيّما إعجاب – فليكن، فهذا لن يمنع أن تكون لها بطن رجراجة مثل عجين الحنطة، ولن يمنع أن يكون لها فخذان من مرمر، ونهدان ينبت على حوافيهما الزغب الخفيف مثل الأعشاب في أول تفتحها، وقلت فلأجرب حظي معها، ثم قلت لنفسي: كن يا هذا حذراً في القضايا التي تمس الصالح العام، فلا تثرثر ولا تتفضفض، وفي ما عدا ذلك فلك أن تخوض معها كما تشاء في بحر الكلام.
نجلس في الركن القصي من مقصف النبيذ في البلد الذي يقدس الملكية الخاصة أيّما تقديس، تفصل بيننا مائدة صغيرة وشمعة وطعام. أنا أشرب من كأسي في حذر، وهي توغل في الأكل، حتى اعتقدت أن جهازها السري يعاني من فقر الموارد، فكدت أسألها عن الأمر لولا أنني خشيت إغضابها، ثم من قال إنها ستعترف لي بحقيقة انتسابها إلى الجهاز، فكففت عن السؤال، وقلت أنتظر إلى الوقت الذي تستدرجني فيه للحديث عما يمسّ الصالح العام، آنذاك أكاشفها بما يعتمل في صدري من وساوس، وأقول لها قد عرفتك يا فاجرة.
أسترسل في هلوساتي الداخلية والمرأة ترمقني بين الحين والآخر، ثم تبتسم دون مغالاة، أتأمل لون القهوة في عينيها، وأعلن أمام نفسي أنهم أفسدوا كل شيء، لأنه لا يصح تلويث امرأة لها مثل هذا القوام، ولا يصح إجبارها تحت ضغط اللقمة على إيذاء الناس، وأقول لنفسي ما أشهى هذه المرأة، فقط، لو أنني استطيع التأكد من أنها لا تعمل في خدمة المخابرات.
أشرب من كأسي في حذر مضاعف، تلاحظ المرأة ذلك وهي تمسح شفتيها، تسألني في تلقائية لذيذة: هل تخاف من شيء ما؟ فأقول وأنا أخفي هواجسي: لا، وأدعوها للتدليل على ذلك إلى الرقص في الحلبة الفسيحة وسط لجة الخلق واصطخاب اللحم وتأود السيقان. نرقص وقتاً ثم نمضي في الطريق إلى حيث بيت المرأة التي لم تتكلم فيما بعد إلا قليلاً، ولم تسألني أي سؤال، ثم لم تشأ أن تدخلني بيتها، خوفاً من الأجهزة التي تعتقد المرأة جازمة، أنها تختفي وراء الجدران.



#محمود_شقير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة: غابة
- قصة: كلب
- قصة: البيت
- قصة: الأغنية
- الكلب
- قصة: اشتباك
- قصة: وديدة
- قصة: التمثال
- قصة: حالة
- قصة: العلم
- سطوح الأشياء
- قصة: الراقصات
- قصة: إقليم الحليب
- قصة: منال
- قصة: خروج
- مروان
- قصة: انتحار
- عرض أزياء
- قصة: مرايا
- قصة: بيان


المزيد.....




- قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل ...
- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - قصة: شكوك