أنور مكسيموس
الحوار المتمدن-العدد: 4664 - 2014 / 12 / 17 - 08:53
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
نتيجة غريبة ولكن!...
الضحية تتعاطف مع الجانى؟!....
قام مجموعة من العلماء فى أمريكا واوربا بعمل دراسة على مجموعات من الرهائن الذين وقعوا فى يد ارهابين لفترة من الزمن وتعرضوا لرعب وخوف شديدين أثر على صحتهم وعقولهم وأفكارهم مما أدى لضغوط نفسية غير عادية.
وكانت الملاحظات والنتائج غاية فى الغرابة وهى ان الضحية اضحت تتعاطف مع الجناة!...
اما أن تلتمس لهم العذر وتعفو عنهم, أو تبدأ فى تبنى أفكارهم والدفاع عنهم وعنها, ولو تركوا بلا علاج, ربما اصبحوا أكثر تطرفا وارهابا من الجناة أنفسهم!...
كانت هذه نتيجة غريبة بالنسبة لعلماء أمريكا والغرب, ولكن بالنسبة لشعوب منطقتنا وما يمتد منها الى دول أخرى كثيرة ليست بالحقيقة الغريبة. لاننا نعايشها كل يوم وربما كل دقيقة فى حياتنا اليومية من نهى ونهر وضغوط الايذاء الفكرى والبدنى, واشدها الضغوط الفكرية التى تمارس على هذه الشعوب كل لحظة, ولا تقع تحت طائلة القانون.
فتجد طبيبات ونساء يقمن بعمل الختان للفتيات مقتنعات أن هذا لعفة الفتاة, وكأنهن جنس غريب عنهن. فهل هذا انتقام من مجتمع ناتج من دوافع نفسية باطنية خفية لم تدركها المرأة حتى لحظة قيامها بهذا العمل العنيف ضد فتيات لا حول لهن ولا قوة...وهل نحن نعدل على الله الذى نؤمن به, ونعمل بوصاياه؟!...
ونجد أيضا نساء ومعظمهن متعلمات, يدافعن وبشدة عن زواج القاصرات...وغير ذلك كثير مما يصعب حصره ويعرفه القارئ حق المعرفة.
ونجد أيضا نساء يحرضن ويزغردن فى فرح شديد لمشاهد دامية مثل ما حدث فى مصر عند تشيع جثامين ضحايا عيد الميلاد بنجع حمادى, وقتل وسحل الشيعة بأبو النمرس هذا العام, واشتراك امرأة فى التمثيل بجثث ظباط قسم كرداسة. وخارج مصر اشترك الفتيات الصغيرات من اوربا وامريكا وغيرهما فى اعمال قتل وترويع الامنين فى دولهم والشرق الاوسط, وغير ذلك كثير مما رصد وأكثر بكثير مما لم يرصد.
نساء يخرجن للدفاع عن كرامة وحرية المرأة فى سياق الأخلاقيات والمبادئ الدينية...للدفاع عن حقوق المرأة فى كافة مناحى الحياة وأنشطتها بكل شجاعة والدفاع عن حقوق الأطفال...
فتنبرى لهن نساء تصفهن بالانحلال وعدم التدين, وأقصى من ذلك بكثير...
ولطالما كن تحت نفس الظروف والضغوط دون حماية مجتمية وقانونية سوف تستمر هذه الافعال الغير منطقية, يفعلنها بكل قناعة وسرور!...
أن تفعل عكس ما تقول دون أن تدرى, أن تنقتد فى غيرك ما تفعله أنت دون أن ترى ما انت فيه ودون أن تدرى, أنت تصبح أنت صاحب الحقيقة المطلقة دون غيرك, وسيد فوق كل من لا يتبع أرائك و...هذه بعض مظاهر من يتعرض لضغوط نفسية وعصبية يومية ومستمرة حتى تصبح عادة, لا يلتفت اليها أحد.
فكيف تم استغلال ذلك على مستوى المجتمعات والشعوب والسياسة الدولية؟...
المرة القادمة.
ما الذى يحدث من تغييرات ذهنية وعقلية وفكرية لمن يقع تحت ضغط عصبى ونفسى عنيف؟.
#أنور_مكسيموس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟